تدب الحياة في عروق المدن الروسية خلال فصل الصيف، وتزداد العاصمة الروسية موسكو نضارة وجمالا وحيوية عندما تتزاحم في شوارعها آلاف الجميلات على دراجات هوائية ضمن واحدة من أشهر فعاليات «آخر أيام الصيفية»، وهي مسير الدراجات «للنساء بالكعب العالي فقط»، التي اختار المنظمون أن يكون عنوانه هذا العام «عرض زهور النساء».
أما شروط المشاركة فهي امتلاك دراجة هوائية، وأن ترتدي المشاركة فستانًا، دون أن تنسى «الكعب العالي» بالطبع، فضلا عن ذلك، ومع اختلاف العنوان الرئيسي لكل مسير من عام لآخر، فإن القاسم المشترك بينها يبقى تنافس الجميلات في عرض أناقتهن، حيث يرتدين أجمل الفساتين.
وليكتمل المشهد جمالاً يولين اهتمامًا بـ«زينة الدراجة» وأناقتها وجمالها ولونها، والهدف العام من هذا كله إثبات أن أي سيدة تبقى جميلة ومميزة حتى وهي تقود دراجة هوائية وسط المدينة. وفي هذا العام شاركت أكثر من خمسمائة سيدة من سيدات وفتيات العاصمة الروسية في المسير. ودون أن يكون ذلك ضمن برنامج الفعالية، فقد بدا واضحًا أن المشاركات كن يتنافسن فيما بينهن في إثبات من الأجمل، ومَن صاحبة الدراجة الأكثر إثارة وأناقة. ولما كانت الزهور عنوانا عريضا للمسير حرصت المشاركات على استخدام الزهور في إضفاء طابع مميز على الدراجات وعلى الفساتين وعلى كل ما استخدمنه ضمن ذلك المسير. وكانت حديقة «سوكولنيكي» الشهيرة في العاصمة الروسية موسكو صاحبة الشرف باستضافة فعاليات مسير دراجات «للسيدات بالكعب العالي فقط»، حيث حرصت الجهات المنظمة على صياغة لوحات رائعة من الزهور التي غطت معظم مساحات الحديقة الواسعة. وضمن ممراتها استعرضت الجميلات قدراتهن ومهاراتهن في التعامل مع وسيلة نقل طالما كان استخدامها حتى فترة معينة حكرًا على الرجال وبعيدًا عن المدن.
وبعد التجوال على متن الدراجات الهوائية كانت بانتظار المشاركات والحضور من زوار الحديقة، وكل من أتى ليمتع ناظريه بالمسير، فعاليات إضافية مثل العروض الموسيقية المنسجمة مع موضوع المسير، ومسابقات في مجال تصميم باقات الزهور الجميلة، ولا يخلو الأمر من اختيار «بطلة» المسير التي يجب أن تثبت من خلال مشاركتها أنها «المشاركة الأكثر رقة ورهافة ورومانسية».
كاتيا - إحدى المشاركات في المسير - حدثت «الشرق الأوسط» عن انطباعاتها، وأشارت بداية إلى أن كل المشاركات كن جديرات بلقب «البطولة»، مضيفة أن «حديقة سوكولنيكي تحولت يوم السابع من أغسطس (آب) إلى لوحة فنية عناصرها الزهور في الحديقة والسيدات الجميلات، بأزيائهن التي تولد انطباعا بأنهن ذاهبات إلى أمسية رسمية أو حفل فني مهم في مسرح (البولشوي)».
ووصفت كاتيا المشاركة في مسير دراجات «للسيدات بالكعب العالي فقط» بأنها فرصة إضافية لمراكمة مزيد من «الأحاسيس والمشاعر والانطباعات الإيجابية الدافئة المشبعة بأشعة شمس الصيف، لاجتياز الشتاء وثلوجه في انتظار صيف مقبل ومسير دراجات آخر». وفي دورته الرابعة يتزايد الاهتمام بمسير «للسيدات بالكعب العالي فقط»، والسر في ذلك يعود إلى خصوصية الفعالية التي تسمح للمشاركات بتجسيد ما يدور في مخيلتهن من «فانتازيا» على أرض الواقع، وقضاء بعض الوقت خارج النمط اليومي التقليدي للحياة.