قلت أحبك ، أني أرددها صبحا ومساء
قلت أحبك وأدعوه سبحانه ليحفظك دون شتات
أبتهل لله كل صلاة أوتسل الرحمن لنعود كالأحباب
فتعطلت عندها لغة الكلام
فقلت ثانية أريدك أحبك
فهرع خارجا غاب مسرعا خائفا وخلا المكان ،
قلت لا أقوى على العيش دونك أيها الإنسان
فصمت ، بهمس أجاب اعلم وغاب عن وجه الزمان ،
هو هنا وأنا هناك مع المجهول بين الركام
لا مكان للإقامة أو دار تضمنا كما ذاك الزمان ،إنقطع الإرسال عنا وغاب هو عن وجه الزمان ،غاب ولم يعد يرى غير تلك الأشلاء والذكريات
فقصتنا حكاية لم توثق بدفاتر الايام
قصة بعثرها الزمان وطوتها طواريء الأحداث
قصة تناثرت مع رياح عاتية في فصل شتاء
قصة لم توثق بأقلام أو سجلات الأنام
حكاية كل مكان وكل زمان
قصة طفل ضاع من حضن أبويه في زحمة الأيام
وصبية تداعب جدائلها جدران الجيران
بين عواصم كانت بيوم سيدة المدن منذ أزمان
بلاد هدتها صواعق الدهر وأحرقتها النيران
غاب في عتم الغاب بين الاسود والثيران
و فرقتة عن الأحباب ،غاب وغلقت عليه الأبواب ،قطع بينهم حبل الوداد
هو أراد الرحيل وقال دعنا أن نسير بدرب السلام درب بعيد عن الأجواء ،
غاب وما عاد يرسل أية رسالة المساء
أو إيميلات شوق كأيام زمان
وتعطلت لغة الكلام بين تداعيات الملام
،قطع البث عن ديار كنا فيها أعز الأحباب للمرة العشرين رجوته أن لا يغيب دون إنذار قال قبل الرحيل أيها القمر لقد أفلنا
وحان وقت البعاد
رجوته أن يترك للقدر تدبير قصتنا
أو يسير بنا إلى بر الأمان
لكنه أبى وأحتال بعواطفه اللئام
غاب خوفا من مجهول من خطر يحيط به بعنوان
خشى على حكايتنا إنقطاع الأسباب ،
قال ذات يوم قد أعود بعد الفراق قسرا
وقد أبقى هناك وراء صحراء أو سراب
لا تيأسن من تغيير احوالنا ،
وأصر أن يرحل ويشد الرحال
إلى ضياع تعودت طول الغياب
غاب وما عاد يسأل عن لغة الكلام أو عن حال مريض يأن من الآلام ،قال سنقف هناك على الأطلال نعيد ذكريات الأيام
قال سنعود يوما وقد يكون قد فات الأوان