تعد مواجهة المجتمع إحدى أكثر المشكلات التي تواجه النساء حال تعرضن للتحرش الجنسي بمختلف أنماطه، فيما يشغل بالها كيف سيراها شريكها؟ وهل سيساعدها على تجاوز الأزمة؟ أم سيصبح عبئاً عليها بلومها واعتبارها مخطئة في تلك التجربة الأليمة؟
رد الفعل الأول الذي تلاحظه المرأة حينما تقرر أن تخبر الرجل بتعرضها للتحرش وطلبها للمساعدة، هو أحد أهم مراحل تجاوز هذه الأزمة. لكن كيف يتقبل الرجال مثل هذه المواقف؟ وما الذي تنتظره المرأة من الرجل لمساندتها؟
إليك - عزيزي الرجل - مجموعة من الخطوات التي تنتظرها المرأة من الرجل دون أن تطلبها منه مباشرة:
تجنب الفضول
في الأيام التالية لحادث التعرض للتحرش الجنسي، تفضل معظم النساء الصمت ورفض البوح بتفاصيل الحادث، خاصةً من يتعرضن لحوادث التحرش العنيف، لكنها في الوقت نفسه تتضارب لديها المشاعر بين الرغبة في العزلة ووجود من يساندها في أزمتها.
لكن يظل الفضول لمعرفة تفاصيل ما تعرضت إليه هو أسوأ وسيلة يمكن أن يتخذها الرجل في تلك المواقف.
ونظراً لحساسية الموقف وتضارب المشاعر، فإن ما تحتاجه المرأة في هذه الحالة هو الاحتواء، بأن تجد شريكها إلى جوارها حتى ولو صامتاً، وفي نفس الوقت تضمن أنها ستجد من ينصت إليها في حالة اتخاذها قرار البوح بأحداث تلك التجربة الأليمة.
الإنصات والتعاطف
المرأة في هذه الحالة تستمد قوتها من قوة شريكها، لذلك على الرجل أن يدعمها بكلمات الثقة، أي أن يشعرها بأنه يثق في قدرتها على تجاوز الأزمة، وتعاطفه الكامل معها دون انكسار أو استعذاب حالة الضحية التي تعيشها.
كل ما على الرجل أن يقوم به إذا قررت شريكته الحديث أن ينصت باهتمام ويشعرها بأنه يشعر تماماً بما مرت به من ألم.
الضحية
ليس عاراً أن تتعرض المرأة للتحرش الجنسي، لذلك ينبغي على الرجل أن يتذكر أنه ليس قاضياً ولا جلاداً، ومن ثم عليه أن يقدر جيداً أن المرأة التي تتعرض للتحرش الجنسي ضحية غير ملامة، فلا يجب أن يعنفها أو يوجهها بالتصرف الأمثل في هذه المواقف، كأن يلومها قائلاً "لماذا لم تصرخي أو تستغيثي؟ لماذا لم تتصرفي على هذا النحو أو ذاك؟ لماذا لم تتصلي بالشرطة”، وغيرها من أساليب التعنيف التي تشعر الضحية إزاءها بأنه لم يقدر ما تعرضت إليه على الإطلاق.
أحد أكثر الأمور التي تجعل المرأة تتراجع عن الإبلاغ عن المتحرش هو لوم المقربين وشعورهم بالخجل من هذه الخطوة، وخوفاً من التعرض إلى المضايقات في حال الإبلاغ، لكن تعاون الشريك في الإبلاغ عما تعرضت إليه المرأة يمنحها مزيداً من القوة التي تمكنها لاحقاً من تجاوز تلك التجربة.
التدخل الطبي
بعض النساء تحتاج إلى التدخل الطبي، خاصةً لمن تعرضت إلى تجربة شديدة العنف أو أن طبيعة شخصيتها لم تستطع تجاوز الأمر بسهولة، هنا لا ينبغي على الرجل تجاهل أعراض الأزمة كرغبتها في العزلة والصمت المستمر أو الخوف من الاحتكاك بالغرباء أو النزول إلى الشارع أو العودة إلى العمل أو الدراسة.
خطة العودة إلى الحياة اليومية
ماذا بعد تلك التجربة الأليمة؟ الحياة لن تتوقف الحياة عند تجربة التحرش هذه، ستعود المرأة مرة أخرى إلى حياتها الطبيعية، لكن كيف؟ وما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها لاحقاً؟
ينبغي على الرجل أن يناقش شريكته بعد فترة من الهدوء والاسترخاء ما الحل؟ وحتما لن يكون الهروب حلاً، ربما يجب على المرأة أن تحمل في حقيبتها وسائل للدفاع عن نفسها، أو أن تتعلم إحدى الرياضات التي تمكنها من الدفاع عن نفسها في مثل هذه المواقف، أو تتدرب على كيفية مواجهة الأمر بالصراخ أو الإمساك بالمتحرش.
ربما تختار المرأة وسائل أخرى، كحمل أجهزة تتبع تستغيث من خلالها بأقرب الناس إليها، ربما لن يكون ذلك حلاً عملياً في كثير من المواقف لكنها خطوة تستحق الدراسة.
بعض النساء يفضلن تجاوز الأزمة عن طريق الانضمام إلى دوائر علاجية لفتيات مررن بنفس التجربة، ربما تساعدها بعض الجمعيات النسوية في ذلك.
العلاقة الجنسية بعد التحرش
العلاقة الجنسية بعد تعرض المرأة للتحرش قد تكون أمراً غير مرحب به من قبل المرأة على الرغم من مساهمة تلك العلاقة في تهدئة الطرفين وإزالة التوتر، غير أن بعض النساء يتجنبن العلاقة الجنسية لفترة ما.
لا داعي للإلحاح عليها حال رفضها، إلا ان التواصل الجسدي المستمر مطلوب ألا ينقطع لفترات طويلة، ويمكن استعادة العلاقة تدريجياً.