عادة ما ينظر في المجتمعات العربية إلى الزواج في سن متأخرة خاصة بالنسبة إلى المرأة التي تجاوزت الأربعين أو الخمسين من منظور سلبي وتهكمي وتنعت بالتصابي وتكون الطامة الكبرى إذا فكرت أرملة أو مطلقة في الزواج، في حين يباح للرجل الزواج أكثر من مرة. إلا أن فوائد الزواج في سن متأخرة عديدة ومتنوعة رغم اعتراض بعض المجتمعات أو قبلولها فقد بينت أحدث دراسة علمية أن الزواج الثاني أكثر نجاحاً من تجربة الزواج الأولى أي في عمر مبكر، نظرا لأن الرجل أو المرأة أصبحا أكبر سناً وأكثر حكمة، ولفتت الدراسة الصادرة عن "مؤسسة الزواج" البريطانية أن 45 بالمئة من الأزواج الذين تزوجوا لأول مرة خلال العام الحالي 2013، يتجهون إلى الطلاق، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 31 بالمئة بالنسبة إلى الذين يتزوجون للمرة الثانية بعد إنهاء العلاقة الزوجية الأولى. وقال هاري بنسون، وهو الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وأحد معدي الدراسة، إن نتائجها تؤكد أن "الزواج الثاني له ميزة"، مشيراً إلى أن "الزواج للمرة الثانية يبدو أسوأ في حال كانت المقارنة تتعلق بالعمر فقط، لكن هذه المقارنة تبدو غير عادلة". وأوضح أن "الزواج الثاني بشكل عام أفضل من الأول، لأن الأزواج دائماً ما يتزوجون للمرة الثانية وهم في سن أكبر من الزواج الأول". واعتمدت الدراسة على بيانات وأرقام رسمية صادرة في بريطانيا. وقال بنسون إن الأرقام تظهر أن الزواج الثاني ليس محكوما عليه بالفشل بالضرورة، وإنه عادة ما يكون ناجحاً بشكل عام. ويذكر أن "مؤسسة الزواج" أسسها في لندن القاضي بالمحكمة العليا السير باول كوليردج، الذي عمل لأكثر من أربعين عاماً في النزاعات العائلية وتطبيق قوانين الأسرة، وتعنى هذه المؤسسة بالدرجة الأولى بالتعريف بفوائد الزواج والترويج له في المجتمع البريطاني.
وفي سياق متصل أكدت دراسة أجراها معهد جوتوليو فارغاس، للدراسات الاجتماعية في مدينة ساو باولو، أن ممارسة المرأة والرجل للجنس في سن متأخرة، يساعد على جلب الرومانسية التي تساهم بدورها في استمرار العلاقة الزوجية. وأضافت الدراسة استناداً إلى استطلاع للرأي بين صفوف خمسة آلاف رجل وامرأة من مختلف الجنسيات، دام نحو ثلاثة أشهر من قبل مختصين في العلوم الجنسية، أن نسبة 60 بالمئة منهم أكدوا أن الزواج وممارسة الجنس في سن أكثر وعياً يعتبر من الأسباب التي تجلب الرومانسية للعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة لأنهما يحاولان الممارسة بشكل أكثر تعقلاً وأكثر تفهماً لحقيقة الجنس وأهميته في حياة البشر. وأوضحت الدراسة بأن 40 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع عارضوا هذا الرأي بقولهم إن الذكر والأنثى بحاجة إلى ممارسة العلاقة الجنسية في سن مبكرة لأن ذلك من حقهما الإنساني، لكن الدراسة قالت إن ممارسة الجنس في سن مبكرة (13- 16 عاما) ربما يؤدي إلى اضطراب في ذهن الرجل أو المرأة حول مفهوم الجنس في حياة الإنسان. وأضافت الدراسة المقتضبة أيضا أن الجنس في سن مبكرة قد يحوله إلى عملية آلية من دون مغزى أو إلى حاجة ميكانيكية من دون مشاعر رومانسية. فالجنس المترافق بأحاسيس رومانسية له وقع خاص على الأزواج، وخاصة على المرأة التي تفضل العلاقة الجنسية المترافقة بأحاسيس رومانسية. كما بينت دراسة أخرى أن العجائز الأصحاء بإمكانهم ممارسة الجنس حتى السبعينيات والثمانينيات من العمر. وذكر موقع "هلث دايلي" أن الكثيرين من الذكور الأميركيين العجائز يستمتعون بممارسة الجنس حتى سن متأخرة. وقال إدوارد ليومان من جامعة شيكاغو إن 68 بالمئة من الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 57 و85 سنة قالوا إنهم مارسوا الجنس العام الماضي ما يؤكد أن السن لا يشكل عائقاً أمام الحياة الجنسية.
لكن هل يتجرأ الكثيرون في مجتمعنا على القيام بهذه التجربة "الزواج المتأخر"، خصوصًا من النساء.. فالرجال كما يعرف الجميع مباح لهم ومتاح لهم خوض كل التجارب بما فيها الزواج أكثر من مرة وليس الزواج في سن متأخرة فقط.. ولكن بالنسبة للنساء هل يسهل عليهن اتخاذ هذا القرار؟ وما مدى قبول المجتمع المتمثل في الأبناء والمعارف والأصدقاء وغيرهم لذلك؟ وما هي مميزات وعيوب هذا الزواج؟ تقول د.دعاء راجح، المستشارة الاجتماعية: إن تأخر سن الزواج أصبح واقعًا معاشًا، نتيجة التأخر في سن الزواج الأول، ونتيجة زيادة معدلات الطلاق والزواج للمرة الثانية.. وأعتقد أن من حق أي إنسان، سواء كان امرأة أم رجلاً، أن يتزوج مهما تأخر السن.. فالزواج حاجة فطرية، فطر الله الناس عليها، فهو يحقق إشباعًا نفسيًا وعاطفيًا وجسديًا واجتماعيًا، لا يتحقق إلا في ظل العلاقة الزوجية، وتظل هذه الحاجة موجودة في الإنسان مهما تأخر به السن. وتضيف المستشارة: إن الزواج المتأخر أكثر استقرارًا وأكثر نضجًا، حيث يمتلك كلا الطرفين الخبرة والنضج الذي يؤهلهما للتعايش والتقبل والتفاهم وربما الحب.، وأهم المشكلات التي تواجه هذا النوع من الزواج هي النظرة المجتمعية، التي من الممكن أن تتغير مع الوقت، بالإضافة إلى الاختيار غير الموفق وغير المتكافئ، كالفارق الكبير في السن أو في المركز الاجتماعي، والذي يقع فيه قطاع واسع من الرجال بدعوى (تجديد الشباب)، ولكنه مع الوقت يصطدم بالواقع، وغالبًا ما يعاني هذا الزواج إن استمر أو يكون مصيره الفشل. كذلك رفض الأبناء لهذا الزواج قد يسبب مشاكل للطرفين في البداية، ولكن ما تلبث أن تزول مع الوقت ومع شعور الأبناء بسعادة آبائهم. وتقول أميرة بدران، المستشارة الاجتماعية والأخصائية النفسية: إن مجتمعاتنا العربية فيها درجة من التفكير الأوتوماتيكي الناتج عن طريقة التربية التي تربى عليها الناس، بالإضافة إلى الخبرات التي يمر بها الناس أثناء حياتهم.. ومن ضمن الأفكار الأوتوماتيكية السلبية الزواج مرة ثانية، أو الزواج بعد الترمل، والطلاق والزواج في سن الخمسين، وأن هذا يعني أن المرأة أنانية، وتفكر في اللذة وليس مهمًا لديها أي شيء آخر، ومن الممكن اعتبار هذه السيدة شخصًا استغلاليًا، وهكذا. اما التفكير السليم فيقول أننا نحترم الحرمان العاطفي والجسدي، نحترم الاحتياج لوجود شريك يقاسمنا الحياة ويساعدنا على التعامل مع تحدياتها، وكثير من السيدات دفعت ثمن هذه الأفكار، من خلال حرمانها من تلبية احتياجاتها المعنوية والمادية والمالية، وهذا ما جعل كثيرًا من النساء يلجأن للزواج العرفي، فالموضوع له جذور اجتماعية راجعة لتلك المفاهيم التي ساهم فيها الإعلام بدون وعي، عندما أعلى من شأن قصص التضحية والأم المضحية، وركز على النظرة السلبية للمرأة التي تتزوج مرة ثانية. والحقيقة أن الزواج في الإسلام كان أبسط كثيرًا من التعقيدات والتقاليد الاجتماعية التي خلقناها بأنفسنا، وأصبحنا أسرى لها، فقد كان الصحابي أيام رسول الله يتزوج في أي سن، كما أنه يتزوج مرة واثنتين وثلاثًا، وهذا يعم النساء والرجال، بما فيهم بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أي أمهات المؤمنين، حيث كان النبي نفسه هو الزوج الثاني أو الثالث،
• حين تتقدم الفتاة في العمر تواجه تيارات من الضغوط النفسية والاجتماعية ومع كل سنة، تمضى في الانتظار ، تزداد تلك الضغوط أكثر فأكثر، فالحاجة النفسية للاستقرار ، والرغبة في الأمومة ، والشعور بالحاجة للحنان والاحتـواء إضافة إلى غريزة الشهوة ، تمثل ضغوطا نفسية ليست سهلة ، كذلك ماتواجهه من ضغوط اجتماعية سواء من الأهل أو المقربين او الصديقات وعشرات التساؤلات والاستغراب ومايتبع ذلك من بعض الحاقدات من همز وغمز وغيره أمرأ ليـس سهل أيضا ، من الطبيعـي أن يتـرك ذلك أثـراً وانعكاساً نفسـياً وعصبياً على الفتاة فتجـدها قـد أصبحت تميل للخجل ، وكثـرة التفكـير ، ونقص التركيـز في أداء العمل والعصبيـة وتقلب المزاج ، عشق الوحدة ، كثرة الأحلام المزعجة ، والكسل بعد النهوض من النوم، الميل للحزن والعاطفة ، عدم الميل لعمل شئ وإن تم عمله لايتم إكماله 0 أما شكليا فيبدوا عليها بعض الشحوب والأرهاق وتظهر عليها أحيانا بعـض الهـالات السوداء حول العين ،المؤسف أن تكون تلك الفتـاة في بيـئة ينقصـها الوعي وتقيـيم الحالة وتقــدير ذلك والتعامل معها بشئ من الحكمة ،
فتجدها في البيت تواجه عبارات النقم ، وتتهم بالكسل والخمول واللامبالات والاستهتار وتلام دائما في كل شئ ، إلا ماشاء الله في بعض البيوت 0
وفي العمل إن كانت تعمل تواجه بالنقد وعدم رفع المعنوية وقتـل ملكات الابداع فيـها والتحجيم والحسد والغيرة وعدم الثقة بقدراتها ، إلا ماشاء الله ، وبعد ذلك تأتي حين تفرد بنفسها لتجلدها بسياط اللوم والعتب وندب الحـظ والشعـــور بالتعثر والأحباط ، وأنها لم تحسن التصرف في كثير من الأمور يدفع الملل واليأس بعضهن للبحث عن متنفـس ما لتـلك المشاعـر المكبوتة ، وتدفعهـن النفوس الأمارة بالسوء لارتكاب أخطاء ربما تبدو سهلة في البداية كالعبث من خــلال وسائل الاتصال المتنوعة ، أو من خلال الأسواق بالظهور بأشكال لافتة للنظر لكسـب نظرات واهتمام الشباب ، كنوع من إرضاءا الذات وتعويضا لها عـن الحرمان ، وإرواء
للشعور بالأنوثة والأهمية ، وإن كان في ذلك بعض الارتياح المزيف إلا أن الحقيقة التى لاتقبل الجدل ان في ذلك نوع من السخط من قضاء الله وقـدره عليها ، ومايـزيـدها ذلـك في نهايـة الأمـر إلا حسرة ، إن لم تورط نفسها بعـلاقـة تقـودها إلى الهاوية والسقوط الذريع لاسمح الله
إذا ماهو الحـل وكيـف الخــلاص ؟؟
أولا - لابد من إقناع النفس أن الأشياء تتغير كل لحظة بقدرة الله وتقديره ، وأن هـذا الوضع وتلك الحياة جائز ان تتبدل في أي لحظة 0
ثانيا - عدم تشجيع اليأس وتنمية مشاعر الكآبه والإحباط مهما كان الواقع وإشعــار النفس بالقوة والصلابة والتحدي 0
ثالثا - تدريب النفس على قوة الإراده وعدم الميل للحصول على كل شي و الامتناع عن أى سلوك خاطئ 0
رابعا - الإيمان بأن الله يسمعنا ويرانا وهو معنا ولايغفل لحظة سبحانه وأن نخجل منه ونخاف من غضبه ولا نجعله أهون الناظرين إلينا 0
خامسا - المحافظة على الفروض في اوقاتها وعدم تأخيرها من صلاة أو قضــاء صيام ، أو غيره مما يزيد إحساسنا بعدم الرضى عن النفس ، وخوفا من أن يفاجأنا الموت فلا نتمكن من تأديته ولايكون لنــا عذر بتأجيله 0
سادسا - أن نعذر الآخرين في تعاملهم الخاطئ معنا فهم لايدركون وينقصهـــم الوعـي بحقيقة مشاعرنا 0
سابعا - أن لانشغل أنفسنا ونقلق على مستقبلنا فنحن أصلا لانضمن حياتنـــا0
ثامنا - الإيمان بأننا نأخذ ثمنا لصبرنا وتحملنا لكل تلك الضغوط في الحياة وليس مانواجه هو من باب الصدفة أو الظروف بل تقدير الله ولصـبرنا ثمــن غالي وجزاء عند رب العالمين بإذنه تعالى 0