الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

حيرة إنسان.

  • 1/2
  • 2/2

القاص والكاتب: عبد الجبار الحمدي - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

ليكن !؟ فذاك هو رأيي وتلك هي جريرتي، اتمنى ان لا أرى الامتعاض او التشنج باديا على وجهك، لأن المسألة لا تتعلق بي وحدي او بك وحدك، إنها مسألة الكثير يتجنبها الغالب منهم لما فيها من نزق ويأس، بل هي ترهات شئنا أم ابينا، عوامل نفسية نتعامل معها بجنون الفكر وملل اللامبالاة تارة وتارة بحب التأفف الغالب على الكينونة البشرية في كونها ترغب في الحياة رغم كل الابتلاءات والمصائب شأنها شأن من يعتلي النفايات ليبتعد من ان تمسه القاذورات او لأجل أن يستنشق هواء نظيف في مكان نتن..
كما اخبرك منذ البداية أني ربما لا اجيد العزف لكني بالتأكيد مستمع ذواق، فقد عزفت الايام على قفاي برتمٍ مختلفة حتى جعلت مني اميز نفسية العازف ومزاجيته من اول لطمة..
-    هههههههههههه قهقه من ينصت إليه
لا تُقَهقه فذلك هو غيث من فيض مما تريدني ان ابقى من اجله متعلقا بخيوط بالية رغم ان الكلابات الممسكة بها المتآكلة صدأ قد شمرت بنثر صدئها في عيون مبتلات.
ما ادراني انك ستكون سيد العبيد!!؟ في زمن اعتق بلال بدراهم معلنا ان الحرية تشترى كما كانت تباع، ان الحياة وإن كنت حرا فيها كما تدعيه الكتب والرسالات، إلا انك في الواقع عبدا لكل صغيرة وكبيرة، كون قوانين الطبيعة تلك الخارق الغيبي منها الى المعروف والمدون ما هي إلا حدود رسمت لتحييد الانزلاق الى الكثير من الحفر المسكونة بعفاريت ممسكة بسياط العبودية، غير انها تختلف من حفرة الى اخرى باللون والطول الى جانب العمق السيكلوجي للحالة النفسية التي تحكم حافات الحفر ذات الطرق الغير معبدة.. فالعالم السفلي بالتأكيد لا يشبه العالم العلوي وإلا لكنا نتنازع على الملكية في من يسكن جسده فيها ومن يمتلك النفس والى من تعود الروح..
أرى الاستغراب على وجهك..؟!! لا عليك
اسمعني للآخر، ربما اكون مملا في طرحي بعدم اجادة صياغة ما اريد قوله، غير انك تمتلك من معارف العلوم في معايير المفردات ومعاجم اللغات ما يؤهلك لأن تقيم وضعي الذي اريد ان اشرحه لك، ذاك الذي جئت تسألني عنه وعن سبب فقداني التوازن والانحراف كما تراه انت لا أنا، فمن وجهة نظرك هو انحراف اما وجهة نظري هو الهروب الى العمق لتفتيت نتؤات قديمة لا زالت تكبر مع التحضر والتقنيات رغما عن الجميع، فلا زال الانسان الجديد يعاني من الخوف من العقاب رغم الحرية المدعو إليها، لا زال يخاف الآخرة رغم وجود العدل والرحمة، لا زال يمسك بتقاليد بالية هو يعلم جيدا أنها لا تسمن ولا تغني عن جوع معرفة وقراءة مستقبلية لمتغيرات الحداثة البشرية في المفهوم العام للهيمنة، القوة، السلطة، الجبروت، المغفرة .. الخ من المسميات، كما أنه لا زال ذلك الرجل الذي يحمل رغبته لسانا وعينين وشفاة ونجدين، لا زال يخشى الدخول الى عالم نساء عاريات دون ان يهتك ستره بعد ان يضعف ايمانه، بل يتركه عند اعتاب بوابات الورع الصورية، لا زالت الأنا الجاهلية يسير بها رغم انه يحمل عبارة المساواة، وكلكم راع.. لكن دون رعية، لا زال يكفر بالله ويمجد الشيطان يرقص له ما دام هناك بيت لله يَجُب عما قبله، ما زال لا يؤمن بأن المرأة النصف الأخر من قرص القمر الذي يظلم تارة وهو يستنير ويستنير تارة ويظلم هو، لا زال لايؤمن بان الحياة تبادل منفعة حتى مع الله، إننا يا هذا نعلم ونخشى، نخشى ولا نعلم، حياتنا باتت أحاجي ومتاهات ما ان نخرج من متاهة حتى ندخل الاخرى، الجميع هم وقود للجميع، والجميع وقود لجهنم مع الحجارة، وتساءلت؟؟ لم الحجارة هي من الوقود؟!! ادركت ساعتها انها السبب الرئيس في نكسة جميع البشر، فهي تثمل الرب والآلهة لمن يريد ان يصنع له ربا يعبده بوسيلة الرعب الدنيوي، تحت سقوف يسيطر عليها من يدعي الربوبية بعلوم توصيلية نفعية بعد اخال الحلال والحرام البعيد عن الحقيقة، حتى تماثيل الرعب يصنعها الانسان ثم يخاف منها، ويلجأ الى الرب الحجري الآخر لينقذه من وجوه مخيفة، والغريب ان الحياة التي تحيط بنا في كل رقعة أشد فتكا ورعبا من الصخور.. أرأيت لماذا اريد الخروج من عالم مجنون الى عالم ربما اجن منه.. مع علامات استفهام كثيرة احملها متاع سفري .. هيا اجبني الآن؟
-    واقعا لا ادري كيف لي ان ادلو برأي وانا اعاني ما تعانيه إن لم يكن اشد!؟ كوني في المواجهة والمسائلة، إلا ان حياتك هي مراحل وكل مرحلة لها فصل من الاختبار، أما نتيجته فهي من تلقي بضفاف المرحلة التي تليها، عالم متلون تراه لكن لبهُ الابيض والاسود يحيط بك فيه كل شيء على شاكلة محسوس أو ملموس، إلا العقل محسوس غير ملموس، ربما اشاطرك الرأي وهذا  يكلفني نكران الربوبية، فلو أشرت عن منطق الحياة ومنهاجها لكم كمخلوقات لوجدتكم مسيرون حتى في خياراتكم ليكن عليكم حجة..، فما انتم سوى رهان بين الخالق وبين مخلوق نزق حاد عن الطريق غِيرة من آدم..، كما ان آدم اجبرته نفسه على الخطأ فأخطأ رغم التحذير.. بدا واقعه مرير، حتى الخطأ كان بإرادة الخالق المقدر والعالم بالغيوب.. لكنه سلطانه، هو المقدر، هو المسيطرعلى كل شيء من ان لا يجعل الشيطان يوسوس، ولا يجعل آدم ينصت لكنها.. مشيئة في علم غيب دون حدود، فقدر الخالق كان وما يكون وما سيكون..
كما اشاطرك انها احجية ومتاهة، الغور فيها لا يجدي من يدخلها نفعا، أرى ان يصمت، وأصمت عما اريد البوح به، فلك الخيار في ما تريد .. اقصد عليك تنفيذ ما صنعت لأجله وما علي سوى الطاعة..
هيا اعكف على جميع خيوط غزلك المتشابك، اصنع منه كرة لترمي بها الى تلك الحفرة ثم اعقد طرفها وأسدل نفسك عليها لترى الى أي عمق تقودك، فأنا لا أرى سوى ظلمة حالكة لا بصيص فيها سوى الرضوخ للاقدار ومن ظن ان حديثي ضرب من الجنون فذلك شأنه، لكنه بالتأكيد على خطأ فحتى الانبياء، رجالات الدين او من هم على شاكلتهم عليهم ضريبة من الخالق وإلا ما خلق الجنان درجات، ولا جَعل جهنم مُعَدة مسبقا ومأوى بدرجات ايضا، فإليك عنى وأفعل بنفسك ما تشاء فقط دعني أنوء بحالي فما تقوله وما أنت فيه اكبر من حبة الجوز التي في رأسي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى