الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المرأة الإماراتية ومجلس التوازن بين الجنسين

  • 1/2
  • 2/2

د. محمد الصاحي الزعابي - الإمارات - " وكالة أخبار المرأة "

من قراءة السرد التاريخي يبدو من الصعب رسم الصورة الشاملة للحياة القاسية التي عانتها المرأة الإماراتية قبل نشأة اتحاد الإمارات العربية المتحدة في ثنايا هذه السطور
يمكن القول إن قسوة الحياة التي عانتها المرأة في البادية لا تختلف عمَّا عانته شقيقتها التي تقطن في بقية المناطق الحضرية، ومما لا ريب فيه أن قسوة الحياة التي عانتها المرأة الإماراتية تعود إلى الاحتلال البريطاني الذي سعى إلى عزل الإمارات عن الاتصال بالعالم الخارجي، حيث ترتب على ذلك ويلات من الفقر والجهل وانتشار الأوبئة، ونظراً لافتقار الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والتعليمية وقلة مصادر الدخل للأسرة وفرص العمل وعدم وجود شبكة المياه الصالحة للشرب في المنازل الشعبية وافتقار تلك المنازل المبنية من سعف النخيل والطين والحجر والجير للمرافق الصحية، كل ذلك زاد في تَحمُّل المرأة الإماراتية عبئاً كبيراً من أجل صون الحياة الكريمة لأفراد أسرتها في فترة الاحتلال البريطاني، ومن مظاهر تلك المعاناة سفر رب العائلة بعيداً عن منزل الأسرة ولمدة طويلة بواسطة السفن إلى إفريقيا أو الهند أو ممارسة مهنة الغوص في الخليج العربي المحفوفة بالمخاطر الجسيمة لتأمين لقمة العيش، وقد يتعرض رب العائلة أثناء رحلة السفر للمرض أو الغرق، ومن مظاهر المآسي أيضاً عدم وجود الخدمات الوقائية والعلاجية، مما نتج عنه كثرة الوفيات بين الأطفال، سواء في مرحلة الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة، ومن معاناتها كذلك تَحمُّلها أعباء البيت اليومية من تربية الأطفال ونظافة المسكن وإعداد الطعام وجلب الحطب للوقود من أماكن بعيدة لعدم وجود الكهرباء أو الغاز، فضلاً عن جلب المياه للشرب والغسيل من الآبار بواسطة القرب الفخارية أو القرب المصنوعة من جلد الأغنام.
وعندما أشرق فجر اتحاد الإمارات بفضل رائد النهضة الميمونة ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومؤازرة إخوانه المؤسسين للدولة أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، رحمهم الله ، عادت بفضل الحكم الرشيد البسمة الطيبة على وجه المرأة الإماراتية ورُفعت مكانتها إلى منزلة مرموقة، فقد أدرك الشيخ زايد أهمية المرأة الإماراتية، وأهميتها في المساهمة ببناء الدولة الحديثة، وحرص على سعادتها من خلال الإسراع في إنشاء المستشفيات لتقديم أفضل الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية لحماية الطفولة والأمومة وإنشاء المدارس وإتاحة الفرصة التعليمية للمرأة في كافة المراحل والمجالات، ومن المكارم الخالدة للشيخ زايد، تقديم العون وتخفيف معاناة المعيشة اليومية للمرأة وكافة أفراد الأسر الإماراتية بإصدار قانون الضمان الاجتماعي لتأمين الحياة الكريمة، فضلاً عن توفير كافة الخدمات الضرورية الخاصة بتوصيل شبكة مياه الشرب والغسيل والري والكهرباء وتوفير المساكن الملائمة وشبكة الاتصالات والمواصلات وكافة مرافق البنية التحتية التي تحتاجها النهضة العمرانية الزاهرة، وقد حرص زايد الخير والعطاء، طيب الله ثراه، على إتاحة فرص العمل للمرأة في كل المجالات من دون تمييز بين أقرانها وإخوتها من الرجال، كما حرص المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد على صون كرامة المرأة بإنشاء صندوق الزواج لتشجيع الشباب على الزواج من المواطنات.
وعلى ذات النهج السامي تخطو السياسة الحكيمة والرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بخطى ثابتة نحو تعزيز دور المرأة الإماراتية في كل المناصب القيادية متمثلة في مجلس الوزراء ورئاسة المجلس الوطني وعضويته والسلك العسكري والشرطي والدبلوماسي، وفي كافة المجالات الصحية والتعليمية من دون تمييز أو تفرقة مع أشقائها الرجال مساهمة في أداء الواجب لبناء الوطن، وانطلاقاً من الرؤى الثاقبة والحرص الكبير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فقد تم إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، بهدف تقليص الفجوة بين الجنسين في العمل، وتحقيق التوازن بين المرأة والرجل في مراكز صنع القرار، وتعزيز دور المرأة في كافة مجالات الحياة كشريك أساسي في صناعة المستقبل.
وفي ظل الجهود الخيرة والدعم اللامحدود من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، فقد نالت المرأة مكاسب كثيرة منذ نشأة اتحاد الإمارات، حيث عملت سموها على إنشاء الجمعيات النسائية ، وشجعت المرأة الإماراتية على التعليم في كافة المراحل الدراسية ومكافحة الأمية بين النساء وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية وإقرار التشريعات التي تصون حقوق المرأة، فضلاً عن إقرار إجازة الوضع ورعاية الأطفال، ومن أهمية القول في هذا المضمار سعياً في ترسيخ مبدأ السعادة للجميع ومساندة لحقوق المرأة، إنه ينبغي لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين والمجلس الوطني ووزارة السعادة ووزارة تنمية المجتمع والاتحاد النسائي التصدي جميعاً إلى مناقشة ظاهرة العنوسة بين الفتيات والزواج من الأجنبيات وتوفير فرص العمل للمرأة لتكون قريبة من مسكن الأسرة، ومناقشة التداعيات السلبية لخدم المنازل على تربية الأطفال، إلى جانب دراسة قانون إجازة الوضع والأمومة باعتباره من الموضوعات المهمة في تمكين المرأة الإماراتية من تربية الأجيال الذين هم فخر الدولة وعزها وعماد مستقبلها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى