استطاعت المرأة الإماراتية خلال العقود الماضية أن تترك بصمة واضحة على صفحة المشهد التنموي في دولتنا بإسهامات جعلتها أهلا للتقدير على أعلى المستويات وتجسَّد هذا الاحتفاء في تخصيص "أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة يوم 28 أغسطس من كل عام ليكون احتفالاً وطنياً بمناسبة "يوم المرأة الإماراتية"، والذي يصادف كذلك ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام في عام 1975 والذي يُعتبر إحدى الخطوات الهامة التي خطتها الدولة لتمكين المرأة وتعزيز مكانتها.
وجاء إعلان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن "يوم المرأة الإماراتية" لهذا العام سيحمل شعار "المرأة والابتكار" تقديراً للخطوات الكبيرة التي خطتها المرأة الإماراتية، حيث أثبتت للعالم قدرتها على حمل راية الإبداع والتفوق في كافة القطاعات. وأود بهذه المناسبة أن أتقدم بعميق الشكر وبالغ التقدير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لدعمها الدائم وسعيها الدؤوب لتعزيز قدرات المرأة وصولاً إلى أرقى درجات التميّز والإبداع، دعماً للمسيرة المباركة التي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي عزز مكانة المرأة في المجتمع وساند دورها في مسيرة التنمية الوطنية التي يكملها اليوم بكل حكمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتزداد شعلة التقدم والازدهار في دولتنا اتقاداً.
ولاشك أن الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في العام 2014 والهادفة لأن تكون دولة الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات السبع التالية لإطلاق الاستراتيجية، فرصة ذهبية للمرأة الإماراتية لتعزيز حضورها ودورها الإبداعي والابتكاري ضمن مختلف القطاعات، في الوقت الذي أثبتت فيه المرأة الإماراتية جدارتها ونالت ثقة القيادة والمجتمع في قدرتها على تحمل المسؤوليات الكبرى ضمن أرقى المناصب وخير دليل على ذلك توليها رئاسة المجلس الوطني الاتحادي وتسلمها عدد من الحقائب الوزارية المهمة من بينها "وزارة السعادة" الأولى من نوعها في تاريخ حكومات العالم، ورئاسة "مجلس علماء الإمارات"، لتشارك بذلك المرأة الإماراتية بصورة إيجابية في تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية أمام العالم.
ولم تكن المرأة في دولتنا لتحقق هذا المستوى من الحضور والنجاح دون الدعم الكبير الذي وفرته لها قيادتنا الرشيدة؛ تأكيداً لمبدأ التوازن بين الجنسين وتوحيد مسؤوليات كليهما تجاه الوطن، وإن كانت مسؤوليات المرأة آخذة في الازدياد بحكم دورها المحوري في بناء الأسرة اللبنة الرئيسة في بناء المجتمع، بجانب وقوفها إلى جانب الرجل في صناعة حاضر متطور ومستقبل زاهر لأبنائنا.
ومن الإنجازات التي نعتز بها، استضافة دبي لفعاليات "منتدى المرأة العالمي" مطلع هذا العام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ مثّل الحدث العالمي فرصة نموذجية لتسليط الضوء على التجربة الإماراتية الرائدة في دعم المرأة وإبراز الإنجازات المتحققة في هذا المضمار أمام لفيف من قادة الفكر وصناع القرار في القطاعين الحكومي والخاص من جميع أنحاء العالم.
ومع علمي بأن المبادرات والرؤى التي تبنتها الدولة وقيادتها الرشيدة حتى الآن، وتلك التي ستوالي إطلاقها في المستقبل، تكمل بعضها البعض لتصب في نهاية المطاف لصالح الدولة وأبنائها من الجنسين وضمن كافة شرائح المجتمع، فإنني على ثقة تامة أن المرأة الإماراتية ستباشر لعب دور محوري مؤثر في صياغة مستقبل وطننا بتوظيف قدرتها الفريدة على التعاطي بكفاءة مع التحديات وتمتعها بمَلَكة إبداع الحلول، بما لذلك من أثر مباشر في تعزيز مكانة الإمارات فكرياً وتنموياً واقتصادياً وترسيخ مكانتها بين مصاف دول العالم الأكثر تقدماً ورفعةً وازدهاراً.
منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم
رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين
رئيسة مؤسسة دبي للمرأة