تكريما للمرأة الإماراتية وتعزيزا لدورها وتمكينا لها، أعلنت أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، يوم الثامن والعشرين من شهر أغسطس من كل عام بـ " يوم المرأة الإماراتية" باعتباره يوما وطنيا، كما رفع شعار لهذا العام باعتبار يوم المرأة الإماراتية للعام 2016 سيكون تحت شعار "المرأة والابتكار" .
لا يخفى على أحد منا مدى التطور والتحول الذي باتت عليه المرأة الإماراتيةحتى غدت تجربة الإمارات في تمكين المرأة نموذج عالمي ،وقد أصبحت شريك فعلي في العمل والتنمية المستدامة ، فأصبحت مشاركة المرأة الإماراتية في عمليات إتخاذ القرار لا تقتصر على دخولها المجلس الوطني الاتحادي فقط، بل تشمل توليها المناصب القيادية كالمؤسسات العاملة في الدولة بالإضافة إلى تمثيل الدولة ، بل و نفخر بأننا الدولة العربية الأولى التي ترأس امرأة سلطتها التشريعية ( المجلس الوطني الاتحادي)، كما نفخر بأن المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية في هيئة الأمم المتحدة امرأة، وبأن لدينا ثماني نساء في مجلس الوزراء، وثماني عضوات في المجلس الوطني، ما يدلل على أن دعم وتمكين المرأة في بلدنا ليس عملا دعائيا وشكليا وإنما عملا يعبر عن قناعة ويقين بدعم وإيصال المرأة لكافة المناصب لإشراكها الفعلي في صنع القرار وبناء الوطن.
كما انضمت دولتنا لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق المرأة، وتتفاعل مع لجنتها وتقدم تقاريرها الدورية حول ما أحرز من تقدم على صعيد الإمارات بشأن حقوق المرأة، سواء السياسية والمدنية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية، وهي حقوقا أقرها وكفلها دستور دولتنا وأكد عليها في مواده القانونية ( من المادة 14الى 41)، كذلك كفلت وعززت العديد من القوانين الإماراتية وضع المرأة ومساواتها مع الرجل وضمان حقها في الكرامة وحقها في العمل والتعليم والصحة والتنقل وامتلاك ذات الأهلية القانونية الممنوحة للرجل وحقها في منح الجنسية للأبناء وغيرها من الحقوق التي عززت ومكنت المرأة الإماراتية وأتاحت لها شراكة الرجل في حمل مسؤولية البناء والتطور في كافة الميادين والمجالات.
، لا شك بأن اعتبار عام 2016 عام للإبداع والابتكار، له معاني ودلالات عميقة تعبر عن رؤية وفكر وتوجه استراتيجي نوعي وفي غاية الأهمية للمرأة الإماراتية، فهو يعني بالنسبة لي نجاح المرأة الإماراتية في الانتقال الى مرحلة هامة ومميزة، تخطت مفهوم المشاركة والدور والحضور النمطي في العمل، أو الوظيفة العامة أو مرحلة المطالبة بنيل أوضاع وحقوق اقتصادية أو اجتماعية أو مساواة أو محاربة التمييز أو حقوق المواطنة.
ولهذا إن طرح هذا الشعار يعني بلا شك إيمان وقناعة القيادة الرشيدة في وطننا ، وقد أصبحت ذات ريادة نموذجية وإمكانيات وخبرات تمكنها ليس فقط من المشاركة في إدارة شؤون الدولة وامتلاك المشاريع الخاصة أو دخولها معترك الحياة الاقتصادية بكافة أبعاده، وإنما أصبحت ذات مقدرة على الإبداع والريادة في بناء وتطوير وتميز الدولة.
وداد بو حميد
نائب رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان