الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ظلام الرُوح رسالة كتبتها يوماً ما .. للسلطان أبي " رحمه الله "

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: دلال عبدالله يوسف - مملكة البحرين - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

منذ اللحظة الأولى التي فقدت فيها وعيك
و أغلقَ المرض عيناك رغماً عنك
و اختارك ربي ان تكون تحت رحمته بين أيدي ملائكته
على فراش ازرق بين الأطباء و الأجهزة
لم تجفّ المُقل من شدّة البكاء و لم يتوقف الفؤاد لك عن الدعاء
آه و كم من الآهات لا تصف وجع و حجم الإفتقاد
و الأنّات لا تشفي غليل صبري و اجتياح الحرمانِ
ما أوجع غيابك يا ابي و ما اقساه
و ما ابشع هذا النور الذي تراهُ عيناي ظلاماً دامساً
ما اكرهُ اللحظات دون قربك و جنونك و فوضى حماسك
و الدقائق التي تمر بالخوف و الحيرة و التعب
و كل الأوقات ليست لها لون او طعم في بعدكَ
فَقَدَ كُل شيءٍ من حولي رونقه
و فقدتُ كُل شيء جميل بفقداني لكَ
غيابكَ غربة و وحشة و وحدة قاتمة
تتمزّقُ فيها الروح مابين افتقادي لحنانكَ و ذكرياتي معك
و دمعة تكسرني و اخرى تعيد املي بعودتكَ
و لو ان الأطباء اخبروني بأنكَ لن تعود
و الأمل بعودتك مفقود
و أننا لن نراكَ بيننا مرة اخرى حتى لو كانت الأخيرة يا أبي
و بأنك ستبقى بعيداً غائباً عن عالمنا و الوعي
اخبروني بأنكَ لن تراني ثانيةً إلى الأبدِ
لتخبرني بأنَ شعري الأشقر قبيح
و مكياجي كثيف و كعبي عالٍ و فستاني قصير
أخبروني الأطباء بأنكَ  لن تفتح عيناك الى الأبد
لكنني قلتُ بأنكَ ستخذلهم
لم أكُن بأن القدر اقوى مني و منكَ
 لذلك كنتُ راضيةً حين  اختاركَ ربي لتكون بجوارهِ
و ادركت بأنكَ محظوظ بلطفهِ و كرمهِ و رحمته
لم و لن انساك في تلك اللحظات كما ظننتَ يا أبي 
و سأظلّ اعانقكَ بقلبي و دعائي
حتى و ان طال غيابك و الوعي
و احكي لكَ الحكايات عند مسمعك
سأخبرك كل يوم بأنني احبك و اشتاق اليكَ
و بأن الامل بعودتك ليس امراً صعباً على الذي خلقك
لن ابتعد عنك و سأنتظرك تعود لي
حتى تعانقني و تمسحُ دمعتي
أعلم بأنك تشعرُ بي الآن و اعلمُ بأنك تسمعني
و ادرك تماما بأنكَ لن تتركني
لأن الوقت لم يحن بعد لرحيلُكَ عني
و لأنني احتاج لرضاكَ و حُبكِ يغمراني
انا لم اكتفي بعد من قسوتك و حنانك و شقاوتك يا ابي
انتَ الأنسان الذي يسكنني و احيا بهِ
اريدك ان تعرف و تتيقن بأنني أحبك كثيراً
بحجم بكائي و اضعاف الأضعاف
و سأظل اتضرعُ الى الله ان يمنُّ عليكَ بالعافية
و يطهّرُ بدنكَ من كل الأمراض و الأوجاعِ
و سأتوسلُ إليهِ ان يرحمك و يلطف بِكَ
و يعيد رونق الحياة في قلوبنا بعودتِكَ ...
 رسالة كتبتها للحبيب والدي ظننتُ بأنهُ سيقرأها يوما ماً
و سيخبرني بأنني صاحبة قلم رائع كما كان يخبرني دوماً
لكنهُ الآن رحل و انطفأ سنا الفرحِ و خيّم الظلامِ
 لم يعُد هناك معنى للأنتظارِ
فقدتُ صبري و انغمرت الروح في الجزعِ
و لن اطلب السلوان من غيركَ يا ربي
اقدم اعتذاري للجميع ان كانت تلك الرسالة قلّبت جراحكم
و كانت سبب في هطول دموعكم
احياناً نحتاج لجرعات البوح و الفضفضة
حتى نتقاسم كُل المشاعر بيننا بحلوها و مُرِّها
و ان نسيتم وجع افتقادي
 اتمنى ان لا يكون لوالدي نصيبٌ من النسيانِ
فأذكروه بدعوة صادقة من قلوبكم المليئة بالحُب ..

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى