شنقت عروسٌ حزينة نفسها، معتقدةً أن بإمكانها الوصول إلى منتصف طريق الجنة لوداع صديقتها المتوفّاة لمرة واحدة أخيرة، كما جاء في التحقيق.
زعمت جازمين هوارث (25 عاماً)، من رادكليف بمانشستر، أن باستطاعتها "السيطرة" على الموت، ولقاء صديقتها ديون كوربيت، والعودة مرةً أخرى إلى "أرض الأحياء".
لكن بعد 24 ساعة من زيارة جسد ديون الراقد في الكنيسة، عثر خطيب جازمين عليها ميتةً في حديقة عامة بالقرب من منزلها، بحسب تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
وجاء في التحقيق الذي جرى حول هذه الواقعة أمام محكمة الوفيات بروكديل أن هاورث قد كتبت عدداً من الرسائل عبَّرت فيها عن رغبتها للقاء كوربت (25 عاماً) لمرة واحدة أخيرة لكي تتمكن من "مواصلة حياتها".
توفّيت هوارث في الحادي عشر من مارس/آذار ، بعد أسبوعين من شنق موظفة خدمة العملاء، ديون كوربت، لنفسها في بيتها في بولتن في 26 فبراير/شباط بعد معركة مع الاكتئاب.
ترجع صداقة كوربت وهوارث إلى طفولتهما المبكرة، حتى أنهما تحدثتا عن الحمل في نفس التوقيت "لتمرّا بهذه التجربة سوياً"، وفقاً للتحقيق.
وافقت هوارث المنهارة، بعد وفاة كوربت، على الحديث في الجنازة وذهبت مع والدتها لرؤية جسد صديقتها الراقد في الكنيسة. وبحسب ما جاء في جلسة الاستماع، لم تبد على هوارث علامات تنبئ بعزمها التخلص من حياتها.
وقالت ميشيل هوارث، إحدى قريباتها، "ظننا أنها أكثر هدوءاً واستقراراً مما كانت عليه منذ فترة طويلة"، كما أضافت أيضاً "من الواضح أنها انهارت تماماً بعد وفاة صديقتها ديون. ذهبت جازمين، في اليوم السابق لموتها، لوداع صديقتها في الكنيسة مع والدتها. لكن لم تظهر عليها أي علامات تشير إلى عزمها الالتحاق بصديقتها المتوفّاة".
أما الرسالة الموجَّهة لوالدتها فأشارت إلى أن جازمين اعتقدت أن بإمكانها السيطرة على ما نوت القيام به. كانت تخطِّط للجنازة ولما ستقرؤه. أعلم أنه ما من أحدٍ يتوقَّع مثل هذا الحدث، لكننا لم نفعل، لم يكن حتى في خيالنا.
كما قال بريندن كاولي، خطيب هوارث، في التحقيق "كانتا تعتبران أنهما شقيقات، لا يمكن لواحدة الاستمرار دون الأخرى. انهارت في البكاء قائلة "لكنني وعدت أنني سأذهب وآتي بها".
"قالت إنها راغبة في الذهاب ورؤيتها، الذهاب لمنتصف الطريق للتأكد من أنها بخير. قبل يومين من وفاة جازمين، استيقظتُ في منتصف الليل لأجدها تكتب على قطعة من الورق وحين سألتها "ماذا تفعلين"، قالت "لا شيء، إنه أمر غبي". وفي داخلي اعتقدت أنه شيءٌ مرتبط بديون".
وأضاف "قالت جازمين (أنا أكتب هذه الكلمات لأن ديون ربما تحاول إخباري بشيء)".
أما عن يوم وفاة هوارث، فقال كاولي أنهما قد تشاجرا ذلك اليوم، وركضت خطيبته خارج المنزل وأغلقت الباب وراءها. وحين ذهب للبحث عنها، اكتشف جثتها.
وتابع "أعتقد أنها توقعت أن أنقذها بشكل ما".
وخلُصت قاضية التحقيقات ليزا هامشي إلى أن جازمين هوارث لم تنوِ قتل نفسها، وأن الوفاة كانت قضاءً وقدراً، وقالت "لا أشك في الأثر العميق الذي تركته وفاة صديقتها المقربة في ظروف شديدة المأساوية. ذهبت لوداع صديقتها في الكنيسة، وأعتقد أن هذا وفّر لها متنفساً".
"كانتا شديدتي القرب، وكأنهما شقيقتان كما وُصِفتا. لقد تحدثتا بشأن ما ستفعله كل منهما إذا فقدت الأخرى، وربما هذا ما دعم تصرفاتهما، ولكن لا يمكنني الجزم بمعنى تصرفاتهما.
"ما لا يمكنني تجاهله هو الرسائل، فعلى الرغم من أن بعضها ربما كُتب في الأيام التي سبقت وفاتها، فقد وصفت بعض الخرافات التي دارت في ذهن جازمين، كما وُجدت بعض الرسائل التي أشارت إلى رغبة جازمين في الحديث لديون لمرة واحدة أخيرة.
"اعتقدت أن بإمكانها لقاء ديون والعودة إلى أرض الأحياء، وهو ما أظنه فشلاً في إدراك السرعة التي قد يموت بها المرء. اعتقدت، خطأً، أن بمقدورها العبور والعودة مرة أخرى. وهو خطأ من جانبها كما هو واضح. إن سذاجة الصبا غالباً هي ما أسفرت عن موتها المأساوي والمفاجئ".
سُجّل الحكم الخاص بوفاة ديون في جلسة استماع سابقة.