تتطلب الحياة المعاصرة مواكبة التطورات الحديثة فيها وهذه لن تكون دون دفع نفقات تترتب علينا قد تكون أكثر مما يتقاضاه الإنسان العادي من دخل شهري ،وكل من يرغب بمواكبة متطلبات العصر وأدواته الحديثة التي تحتاج منا إلى ما لا طاقة لنا به أحيانا ،كي نظهر أنفسنا بأننا حضاريون وأننا نحمل هاتف متحرك حديث أو نقود سيارة حديثة أو مجاملة الآخرين في بعض المناسبات ،فيتصيدنا بائعو بطاقات الائتمان السحرية التي تبهرك بداية بتوفيرها مبلغ من المال بين يديك يهبط من فضاء البنك الذي تزيد أرباحه على أكتافك ،يقدم إغراءات رهيبة ببيع هذه البطاقات ،ويقدم عروض الخصم المصاحبة لها مع هدايا مجانية مثل كوبون تسوق مجاني او خصم على تذكرة طائرة أو مشابه وجميعها مغريات تدفعنا لشراء هذه البطاقة مقابل ماذا ؟شيك بمبلغ البطاقة كاملا وأوراق ثبوتية دون طلب كشف حساب بنكي أو معرفة الالتزامات الأخرى على الشخص الذي يلهث وراءهم كي يتنفس قليلا دون إزعاجات هاتفية يومية ورسائل نصية مرهقة لدفع المبالغ المترتبة على المقترض لمعرفة حجم قروض المقدم عليها ،وبعد تسلم بطاقة الائتمان يبدا هذا الشخص الغارق في الديون بالغوص في متاهات السحب النقدي المكشوف والمتاح له والشراء العشوائي وحجوزات الطيران وغيرها على أساس أني أسددها كما سحبتها لكن بعد 45يوما يبدأ البنك بطلب استرجاع ما تم سحبه من مبالغ وبعملية الاستنزاف للسداد المضاعف لها ، ليس كقرض بل بفوائد مضاعفة ويبدأ مسلسل القلق والتوتر لان متطلبات الحياة كثيرة ما بين بدل سكن وبدل هاتف وبدل كهرباء وماء والجميع يرفع السعر لمن يزود ومن يشتري أكثر والضحية الإنسان البسيط الذي يريد أن يظهر أنه عصري مواكبا للحداثة فبلغ صغير يبدأ بعشرة آلف ينتهي بالسداد بمائة ألف مع التهديد اليومي بالشكوى لدى الجهة المختصة في حال تأخر الدفع والعرض ما زال مستمرا .
وقد يضطر الإنسان إلى الاقتراض كي يسدد بدل مصاريف البطاقة مضاعفة لا سيما وإن كان عليه قرض بنكي يأكل الراتب أيضا ولا يبقى للمساكين ما ينفقون خلال يومهم ويتحولوا إلى متسولين بشكل حضاري تحت مظلة الديون والقروض التي تتراكم لتسديد بطاقة أو اثنتين دون وقف لهذا النزيف المادي المتكرر مع نسبة مرتفعة من افراد المجتمع الصامتون على مضض الامر الذي يتطلب من الجهات المختصة وقف مثل هذا الاستنزاف المالي غير العادل لكل من يملك بطاقة ائتمان .