ورث عدد من الفتيات والسيدات المصريات مهنة ترويض الأسود والنمور في السيرك، لتجدهن داخل قفص ضخم من الحديد، يتجولن فيه بثقة تامة وسط العشرات من الأسود المفترسة، ليس معهن إلا خبرة تمتد لسنوات طويلة.
تعرض البعض من هؤلاء السيدات للموت الحقيقي داخل ذلك القفص، ليروين بعض قصص لحظات الموت، عقب خروجهن.
فيما يلي نستعرض قصص بعض هؤلاء السيدات اللواتي تعرضن لتجارب خطرة مع الأسود، كادت أن تودي بحياتهن.
"محاسن كوتة" أصغر مدربة أسود في أسرتها
"كيف أخشى الأسود وهم يتجولون في منزلي منذ نعومة أظافري هكذا"، هكذا وصفت محاسن كوته وشهرتها "أنوسة"، علاقتها بالأسود، إذ تعتبر هي أصغر مروضة أسود في أسرتها.
تقول أنوسة، "منذ أن خطوت خطواتي الأولى، وأنا أشاهد الأسود والنمور الصغيرة تتجول بمنزلي وكأنها أطفال مثلي، بدأت التعامل معها منذ كنت في الثالثة من عمري دون خوف، ثم بدأ والدي مدحت كوته، في إدخالي إلى عالم الأسود من خلال عمله كمدرب في السيرك القومي بالقاهرة.
تضيف الفتاة صاحبة الـ 22 عاماً، "على الرغم من كوني فتاة، لم تتخوف أسرتي من ذلك الأمر، بل دائمًا ما يتم تشجيعي، لذلك عملت".
تقول مروضة النمور، "قمت بتربية نمور صغار وأطلقت عليها أسماء حتى تخرجت من كلية الحقوق، لكني وعكس غيرى من الشباب لم أبحث عن عمل، بل استكملت عملي في السيرك، وصارت شهرتي تعلو في عالم ترويض الأسود بمصر وخارجها".
تقول أنوسة أنه رغم نوعية هذا العمل، فإنه لم يؤثر عليها بشكل سلبي أو على أنوثتها، بل اكتسبت الشجاعة والذكاء والعزة، وتضيف قائلة، "كانت حياتي كفتاة تسير بشكل طبيعي، وأكثر من قام بالتقدم لخطبتي كان لكوني أنثى تروض أشرس أنواع الحيوانات، ولا تخشى منها".
تصف أنوسة طقوسها قبل الدخول إلى القفص قائلة، "دائمًا ما أردد الشهادة وأقرأ بعض الآيات القرآنية قبل دخول القفص، إذ أتوقع موتي في أي لحظة، أحيانًا أقوم بترويض ما يزيد عن 19 أسداً في قفص واحد".
أنوسة تقول، "هناك من مات من عائلتي، نتيجة المشاجرات العنيفة بين الأسود، وهذا الأمر لا يؤثر على أنوثة البنت أو شكلها على الإطلاق، بالعكس مهما كانت مهنة المرأة تظل الأنثى هي أنثى، ولكني اكتسبت بعض الصفات الجميلة من خلال تعاملاتي مع الأسود على وجه الخصوص، كالكرامة والشموخ والثقة بالنفس والكبرياء، وهي صفات يتميز بها ملك الغابة".
فاتن الحلو: الأسود أطفالي رغم محاولتها قتلي
حاولت الأسود قتلها داخل قفص حديدي مغلق بعدد من الأقفال، لا يمكن الخروج منه إلا بانتهاء الفقرة، وعلى الرغم من ذلك عادت فاتن الحلو للعمل في السيرك مرة أخرى.
تقول الحلو،"أحببت الأسود وأحبوني، واشتهرت عائلتي جميعًا بترويض الأسود، أحب التعامل معها منذ أن كنت في التاسعة من عمري، واليوم أستكمل عشرين عاماً في المهنة".
وتوضح مروضة الأسود، "الفتيات اللواتي يدخلن تلك المهنة، لابد أن يتحلين بصفات مختلفة، أهمها الشجاعة، فعندما تنظر للأسد لا تشعر غير بالقوة، في حين تجعلها تشعر أيضًا بقوتها، حتى تفقد الأسد رغبته في السيطرة".
تضيف الحلو، "أمتلك ذكريات مختلفة من أيام تدريب والدي لي، والذي جعلني أعشق الأسود وأتميز في عروضها، شعرت بذلك التميز من خلال إعجاب الجمهور بعروضي، كما تشير الحلو إلى أن زوجها شجعها على ممارسة المهنة.
وتؤكد الحلو قائلة، "رغم تعرضي للموت ذات مرة بعد هجوم أحد الأسود علي، إلا أنني عدت، إذ لم أستطع الابتعاد عن عملي، كما أنني قدمت العديد من العروض المختلفة داخل مصر وخارجها".
"لوبا" الأكثر أناقة بين الأسود
بعضهن تحلت بجمال آثار إعجاب النساء قبل الرجال، منهن "لوبا الحلو" التي قالت لهافينغتون بوست عربي، " كان لابد لي من فتح أبواب عالم الأسود، وخوضه والتعرض لخطورته، قبل أن أتذوق حلاوته، وهذا ما جعلني أصبح مروضة أسود لا تخشى أكثر الحيوانات المفترسة في العالم".
تقول لوبا، أن جدتها كانت من أكبر مروضي الأسود ووالدها أيضاً، وأكدت مروضة الأسود على حرصها الدائم على أناقتها وجمالها، فدائماً ما تصعد خشبة السيرك وهي بكامل أناقتها، مرتدية ملابس السيرك، وواضعة أدوات التجميل المضيئة مع خصلات الشعر اللامعة.
تضيف لوبا، "حصلت عروضي على العديد من الجوائز، كما أشاد الكثيرون بها وأهمهم جمهوري، كما تقول مروضة الأسود "دائما ما أتحدث إلى أسرتي قبل العرض لطمأنتهم، كما إنني أسعي الآن إلى تدريب فتيات العائلة جميعاً على مهنة العائلة، وتعليمهن فهم لغة الاسود، بالإضافة إلى تعليمهن كيفية تربية الأشبال الصغار بعيداً عن العزلة".