تقف المرأة دوما أمام مفترق طرق ،حين تصطدم بواقع مرير حين تلتقي بالآخر الذي تظنه فتى أحلامها ،ويتم الارتباط بينهما بطقوس تقليدية رجعية ،ويأتي الأطفال ثمرة هذا الزواج وهذا الارتباط الذي يكون مثل البطيخة المغلقة قد تكون حمراء لذيذة الطعم وقد تكون بيضاء بالعامية "قرعة "لا لون ولا رائحة ولا طعم يذكر هنا تقع المرأة في حيرة في امرها فهي ضيحه أيضا لآنها ضائعة بين الأسرة والأولاد والزوج وبين العمل والطموح والإبداع إذا كانت من النساء المتميزات ،وحين تقع الواقعة وتغلق طرق الإصلاح وتصويب الأوضاع تقع المرأة في دوامة تدور بها وتجعلها أحيانا تعيش أجواء التوتر والقلق على مصيرها ومصير فلذات أكبادها فقد اختارت طريقها في فض الشراكة مع شخص لا يفهمها ،قد تبقى مرتبكة من التأثيرات الخارجية ممن حولها بين التأييد وبين التقريع ،وهي في متاهات غير مركزة في عملها داخل البيت أو خارجه ،وقد تكون في داخلها تبغي الاثنين معا فالبيت مهم والزوج غير مبال والأولاد هم القاسم المشترك معه لكن أين تذهب في هذه الأروقة وهذه الأحجية التي تحتاج لحلول تجمع فيها بين العمل والنجاح وتحقيق الطموح .
وأنا هنا لا أبالغ حين أقول أن هذه هي معركة المرأة الحقيقية التي سيقع فيها بعض الضحايا قد تكون هي أولها أو لا قدر الله أحد الأطراف العزيزة عليها ، وقد تتكبد خسائر جسيمه مادية ومعنوية ،لكنها أن حزمت أمرها تبقى صامدة صابرة محتسبة أمرها عند الله سبحانه وهي على قدر كبير من الثقة بعدالة السماء وأنصافها لها إذا ما واجهت طوفان المجتمع الذكوري والتحديات نتيجة النزاعات الأسرية التي قد تبطيء مسيرة حياتها لكنه قد تحزم و تختار طموحها مقابل تضحيات جسام .
أستذكر هنا في هذا المقام صديقة حميمة تزوجت في سن مبكرة بزواج تقليدي وحاولت أن تنقل لزوجها طموحها لتحققه كما اشترطت عليه عند عقد القران مقابل ارتباطها به وقد وافق عليه بداية كي يحظى بحبها وقلبها لآنها جميله أعجبتها بشخصيتها الجريئة القوية ،ولكن في أول عام من زواجهما تصدى لطموحها ونكث الوعد الذي قطعه لها بدعمها وتشجيعها وقال لها باستهزاء وسخرية "كلام الليل يمحوه النهار " قامت وواكبت السعي وراء طموحها ورأى تفوقها ونجاحها ، فتصدى لها وحاول قمعها وتعنيفها بقوة ،وخيرها بين بيتها وبين المضي بتحقيق طموحها ، أصرت على تنفيذ ما نبت في وجدانها الإبداع والتميز والانفراد في مجال عملها ، قاومت وتكبدت خسائر عدة حينما حرمت من رؤية أطفالها ،لكنها لم تلتفت للخلف وغادرت إلى وطن ثاني كي تحقق ما تبغي لحياتها بالمستقبل.
بقيت في غربة مدة ثم جاء آخر من عالم آخر أو من كوكب آخر غير عالمها السابق ، دخل حياتها وتبنى أبداعها وحفزها وشجعها على المضي قدما بطموحها لتحققه و كان الداعم لها في كل خطواتها ، وعاشا سوية عدة سنوات بهناء وصفاء إلى أن تعكرت حياتهما لوجود امرأة منافسة لها في بلاده كانت حقودة أنانية متسلطة حكمته وخيرته بينها وبينه وبدأ يتنصل منها ثانية متناسيا إياها فرحلت عنه هو أيضا بعد أن خيب أمالها دون ندم وحسرة عرفت طريقها دون الآخر و تطمح للمزيد من الإبداع والنجاح رغم والتحديات الجسام .