منعت السلطات الإسرائيلية 3 شابات من قطاع غزة من السفر للولايات المتحدة للمشاركة في برنامج tech women الذي تديره وزارة الخارجية الأميركية وأطلقته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة ومرشحة الرئاسة الحالية هيلاري كلينتون قبل 6 سنوات بهدف استقطاب النساء الرياديات في العالم.
وجاء هذا المنع بعد أشهر من المقابلات والأعصاب المشدودة تمكنت خلاله الشابات الثلاث من تجاوز كل المراحل التي تؤهلهن للمشاركة في البرنامج.
وتعتمد فكرة البرنامج على فتح باب الطلبات على الإنترنت ومن ثم فرزها وفق شروط أبرزها أن تكون للمتقدمات مشاريعهن الخاصة وأن يتمتعن بالقدرة على التأثير في مجتمعهن.
وتتم استضافة الفائزات من 4 -5 أسابيع في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة وفرز المقبولات على شركات عالمية كل في تخصصها بنظام "الإرشاد" في مجالات الرياضيات والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والهندسة كما يبين الموقع الخاص بالبرنامج على الإنترنت.
الشابات الثلاث استطعن برفقة شابتين من الضفة الغربية التفوق على 5000 طلب قدمت هذا العام (2016) مما كان له أثر إيجابي عليهن.
لكن الصدمة كانت بالنسبة لهن هو رفض إسرائيل منحهن تصاريح للمرور عبر معبر بيت حانون/إيرز مما تسبّب في تلاشي أحلامهن، فهذا المعبر كان أملهن الوحيد للسفر في ظل إغلاق معبر رفح مما يجعل البدائل شبه معدومة مع اقتراب بدء البرنامج في 11 من سبتمبر.
من القبول إلى الرفض
جان كريم "31 عاماً" إحدى المقبولات في البرنامج والحاصلة على درجة الماجستير بعلم الجينات والوراثة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية أكدت أنها قررت المشاركة ببرنامج TECH WOMEN بعد سماعها عنه من صديقاتها اللاتي شاركن معها في إحدى الدورات التدريبية.
وتقول كريم أنها تقدمت للبرنامج في شهر يناير/كانون الثاني 2016 حيث استطاعت حجز مقعد لها في البرنامج بعد انطباق الشروط عليها بعد الفرز في فبراير/شباط 2016.
وأجرت كريم وزميلاتها مقابلة من خلال "video conference" مع القنصلية الأميركية في القدس في مايو/أيار 2016 بسبب تعذر سفرها للمقابلة الشخصية.
وتقول كريم أنها وبعد إجراء المقابلات تم إبلاغها بشكل رسمي الشهر ذاته بقبولها مع خمس شابات من فلسطين وطلبت القنصلية الأميركية بالقدس منهن اختيار مطار الملكة عليا بالأردن محطة لسفرهن من خلال التواصل مع إدارة البرنامج التي طلبت منهن تحديد محطة السفر حتى يتم إجراء التنسيق اللازم باعتبار أن القنصلية لا تستطيع إجراء تنسيقات السفر عبر معبر رفح جنوب القطاع.
وأضافت "تم قبولي وفرزي للتدريب في الشركة العالمية الرائدة في مجال الجينات والوراثة GENENTECH التي تمتلك مختبرات ضخمة الأمر الذي مثَّل فرصة لا تعوّض باعتبار أن وجودي فيها سيساعدني في تحقيق طموحي المتمثل في دراسة مرض السرطان من خلال الجينات الأمر الذي سيساهم في علاج واكتشاف المرض بوقت أسرع مما سيكون له الأثر الإيجابي في قطاع غزة والعالم أجمع".
أما المفاجأة بالنسبة لكريم فكانت ما أبلغت القنصلية الأميركية في نهاية يوليو/تموز 2016 لها ولزميلاتها برفض الجانب الإسرائيلي منحهن تصريح للمرور عبر معبر بيت حانون /إيرز باتجاه الأردن للحصول على الفيزا والسفر للولايات المتحدة الأميركية دون ذكر الأسباب.
وتضيف كريم "أبلغتنا القنصلية أنها ستعيد التقدم بتصاريح المرور من جديد للسلطات الإسرائيلية بعد الرفض قبل أن يتم إبلاغنا من جديد في نهاية أغسطس/آب باستمرار المنع وبالتالي عدم قدرة القنصلية على إكمال إجراءات سفرهن للولايات المتحدة".
التصميم على النجاح رغم الصدمة
غدير أبو شعبان "24عاماً" التي تم قبولها هي الأخرى في البرنامج قالت لهافينغتون بوست عربي أنها تعرفت على البرنامج من خلال الشابات اللاتي شاركن في سنوات سابقة فيه.
وتقول خريجة الجامعة الإسلامية في تخصص تكنولوجيا المعلومات "أما عن مجال قبولي فتمثل في تعلم تطوير البرمجيات وتطبيقات للهواتف الذكية من خلال فرصة للالتحاق بشركة FIT PIT" " وهي شركة عالمية معنية بالبرمجة".
وأشارت إلى أن مشاركتها كانت ستساهم على الصعيد الشخصي في كسب علاقات وخبرات واسعة وأنها كانت تنوي بعد الانتهاء من البرنامج العمل على نقل الخبرات العلمية والعملية لنساء غزة وإفادة المجتمع الفلسطيني ككل.
وعلى الرغم من أن رفض منحها التصريح تسبب لها بحالة من الإحباط الشديد لما توفره هذه الرحلة من فرص فإن غدير أكدت أن الصعوبات والمعيقات المحيطة من إغلاق وحصار وصعوبة سفر لن تمنعها من تحقيق طموحها بأن تكون سيدة فاعلة في مجتمعها قادرة على العطاء.
تحقيق الفائدة الشخصية والعامة
أما المرشحة الثالثة من غزة للمشاركة في البرنامج دعاء الغندور "23 عاماً" خريجة هندسة أنظمة حاسوب من جامعة الأزهر بغزة قالت "استبعدت تماماً أن ترفض إسرائيل منحنا تصريح مرور كون البرنامج أميركياً بالكامل والقنصلية الأميركية مسئولة عن تسهيل تحرك المشاركات".
ولفتت إلى أن استمرار الرفض سيحرمهن من الالتحاق بالبرنامج هذا العام وحتى الأعوام المقبلة باعتبار أن شروط البرنامج تمنع منح فرصة جديدة لمن يتم قبوله ويتعذر وصوله للولايات المتحدة لأي سبب كان بحسب ما أبلغتها إدارة البرنامج.
دعاء تم قبولها في البرنامج للالتحاق في شركة LUMOSITY وهي شركة متخصصة في إنتاج الألعاب مما كان سيساهم في اكتسابها خبرة وإمكانيات لتطوير مشروعها الخاص، فقد عملت على تصميم مشروع ألعاب يهدف لتعليم أطفال المغتربين في الخارج اللغة العربية.
هدف دعاء من المشاركة لم يقتصر على أهداف شخصية بل أن مشاركتها كانت "ستفيد المجتمع من خلال إنشاء نادٍ لتعليم الفتيات تصميم وتطوير الألعاب وتصميم مدونة لنقل خبراتي في مجالي" كما تقول.
لكن دعاء قالت بأنها "ستكمل ما بدأت وستبقى على تواصل مع خبراء في مجالها عبر الإنترنت لكسب الخبرة والمهارة اللازمة لتطوير ذاتها".