أشرتُ في مقالٍ سابق للخطة الإسرائيلية للتخلص من اللاجئين الفلسطينيين، وتتلخص الخطة، في تشريد مَن بقيَ منهم مشردا، مرة أخرى، وبخاصة في مخيم اليرموك، الذي أسميتُ مَن فيه، من الفلسطينيين، بأنهم المخزون الاستراتيجي للنضال الفلسطيني، وتوقَّعتُ أن يتواصل مسلسل التخلص من بقايا اللاجئين، فهم ما يزالون يشكلون إزعاجا لإسرائيل، فهم وفق التعبير الإسرائيلي(يقوِّضون شرعيتها) بمطالبتهم بحق العودة، كما أن مطالبة إسرائيل المفاوضين الفلسطينين أن يعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية، للشعب اليهودي، يصب في الهدف ذاته، فهو خطوة إضافة للتخلص من الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948 وفق ما أعلنه ليبرمان، ويوافقه عدد كبير من سياسيي إسرائيل.
ومن المفيد الإشارة، إلى أن مشاريع إسرائيل الطويلة، كانت تصب في الهدف ذاته،جاءت تحت عنوان برَّاق، وهو تطوير حياة اللاجئين في عقود، الستينيات، والسبعينيات، والثمانينيات، وتحسين ظروف حياتهم، بالقضاء على هيكلية المخيمات، بأوامر احتلالية، وشق الطرق فيها، وحتى بإغراء اللاجئين للهجرة إلى بلدان العالم، في سبعينيات القرن الماضي!
كنتُ قد رصدتُ موضوعاتٍ عديدةً عن خطوة إسرائيل التالية، وهي، محاصرة ثم تصفية وكالة الأمم المتحدة، اليونروا، لأنها المؤسسة الدولية المختصة بشؤون اللاجئين، فهي ما تزال تحافظ على حق العودة الفلسطيني، وفق تقارير الساسة الإسرائيليين، لذا فقد وجَّهتْ إسرائيلُ أسلحتها الدعائية منذ عقود، وفي مراتٍ متباعدة إلى نقد آداء اليونروا، حتى أنها أشارتْ إلى أن اليونروا تدعم حركة حماس( الإرهابية) في غزة بالمال، وفي نقابة العاملين في الوكالة، وفي مدارس الوكالة، فهي أيضا تتغاضى عن المدرسين الإرهابيين، العاملين لديها.
ومنذ أيام، نشر الصحفي يوفال بايس، في صحيفة الجورسلم بوست 19/1/2014، تقريرا عن آليات مطاردة إسرائيل لمنظمة الأمم المتحدة اليونروا، وجاء في التقرير:
(قدمت اللجنة البرلمانية في مجلس الشيوخ البريطاني طلبا لاستجواب الحكومة البريطانية، على خلفية دعمها لليونروا، فبريطانيا تقدم سنويا للمنظمة الدولية تسعين مليون جنيه إسترليني، كمساعدة للاجئين الفلسطينيين، فهي تدعم سلالاتهم، ممن يطالبون بحق العودة!!
ويقف وراء هذا الاستجواب عضو حزب العمل الإسرائيلي والكنيست، الدكتورة عنات ولف* قالتْ:
"كيف تدعم بريطانيا اليونروا، وهي تعلم بأنها تُنفق على سلالات اللاجئين، ممن يطالبون بحق العودة (المستحيل)،فكيف تقوم بريطانيا بذلك؟!! وهي في الوقت نفسه ترعى مشروع حل الدولتين المنفصلتين عن بعضهما، فكيف تدعم الوكالة حق العودة لخمسة ملايين فلسطيني، وأبناؤهم للعودة إلى إسرائيل؟!!! )
· عنات ولف ولدتْ عام 1970 ، وهي عضو كنيست عن حزب العمل ، عملت مستشارا للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، حصلت على رتبة مقدم في وحدة الاستخبارات الخاصة 8200، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة كيمبردج، وتعمل صحفية أيضا، وكانت مرشحة لتصبح رئيس الوكالة الصهيونية العالمية.