جميع الأشياء قابلة للتغيير إلا نظرة المجتمع الشرّقي للمرأة الشرّقية، فالمرأة في المجتمعات الشرقية تعامل معاملة القاصر والمعتوه الذي لا يستطيع اتخاد قرار يخص حياته وحده.
دائماً لديها ولي أمر وصيّ عليها من أبيها إلى أخيها إلى زوجها، وإن لم يوجد فإلى عمها، خالها، ابن عمها، ابن خالها، جارها، ابن جارها. المهم أن يكون هناك ذكر يُسيّرها إلى ما يرغب ويريد حتى وإن كان مراهقاً أو معتوهاً، وإن كان عمره 15 ولو بلغت هي من العمر الثلاثين.
فمن الطبيعي أن ترى امرأة شرّقية يتحكم ويسيطر عليها وعلى قراراتها ابنها الذي لا يكاد يقفل عليها جميع الأبواب والنوافد التي تتنفس الحرية من خلالها.
الرجولة هنا تقاس بدور الوصاية ومدى السيطرة والتحكم في المرأة.
- فأيّما رجُل احترم المرأة ورغباتها وخصوصيتها واستقلاليتها يصبح لديهم ناقص الرجولية وديوثاً.
- وأيّما رجُل حَكّم في إغلاق الأبواب على أخته وأمه وزوجته ومارس معهم أبشع أنواع القسوة يصبح مقياس للرجولة الحقيقية.
فاحترام المرأة في مجتمع شرّقي صعب جداً فلن تستطيع إقناعهم بأن المرأة إنسان كالرجل تماماً.
تشعر بما يشعر تحس بما يحس تكره البقاء في البيت كما يكره تحب أن تخرج كما يحب هو الخروج، تحب أن ترتدي ما تشاء كما هو أيضاً، تحب أن تكون لديها حياتها الخاصة كما هو يحب.
بعض النساء رضين بدور المرأة المطيعة وقبلن أن يكن كائناً من الدرجة العاشرة ورضين بأن يكن تحت سيطرة ذكر مهما كان عمره ومهما كانت أهليته العقلية، فاقتنعن بدور الوصاية عليهن، رضين فقط من أجل أن يبقين على قيد الحياة، عجزن عن تغيير النظرة الشرقية لهن لأنها سياسة مجتمع شرقي منذ الأزل.
القليل من النساء لم يستطعن أن يعيشن دور المرأة الشرقية المعدومة الشخصية التي لا صوت لها عبارة عن دمية تتحرك وفق أهواء أربع سلطات عليها هي: الأب الأخ الزوج المجتمع.
البعض من هذه القلة من النساء مازلن يحاولن التغيير والبعض الآخر منّهن تمرّدن رغم معرفتهن بحجم المشاكل التي ستحدث لهن جراء هذا التمرد، إلا أنهن قبلن بأن يحاربن هذا المجتمع كي يستأصلن حريتهن بكل قوة وهن يعرفون جيداً ثمن الحرية المنشودة.
فلا بأس من التمرد إن كان آخره حياة كريمة.
المشكلة الآن تكمن في المرأة التي قبلت بدور الضحية وعشقت دور الوصاية الذكورية عليها كيف ستكون تربيتها للأجيال القادمة؟!
والسؤال هنا: هل ستبقى المرأة الشرقية طوال الحياة في دوامة الصراع بين المجتمع والوصاية الذكورية وبين حقوقها؟!