تابعنا بكل الأسف و الغضب قضية الطبيبة السودانية رحاب التي تعرضت لأبشع أنواع الظلم حين اتهمها زوجها المصري بفرية العمل في الدعارة وتناولت الصحف المصرية القضية بدون حياد وقذفت الطبيبة رحاب بأقسى الألفاظ و ألصقت بها الفرية ظلماً و إجحافاً، ولم نكدْ نهدأ حتى أطلت علينا قصة الطبيبة السودانية التي تعمل بمستشفى منطقة (القريات) التي تعرضت للضرب بالعقال على يد مُرافق مريضة سعودي وذلك أثناء أدائها لعملها في المستشفى نتيجة لخلاف المرافق معها حول تقييم صحة أخته المريضة والتي كانت حالتها غير مستعجلة و عندما تم استدعاؤه إثر شكوى الطبيبة ضده إحتج قائلاً: (تقبضوني عشان هادي السودانية؟)!.
إستنكر على البعض ما أوردته في مقال سابق على عمودي هذا عن رفضي التام لفتح باب العمالة المنزلية للسودانيات في الخليج بدعوى أنني أغلق باباً للرزق و أوصد نفقاً للهروب من جحيم الفقر الذي تعيشه معظم الأسر السودانية، وقد ذكرتُ حينها أنها لُقمة حلال لا شك ولكنها مُغمسة بالمرارة و رُبما بالمهانه، فإذا كان هذا حال (الطبيبة) السودانية فما بالكم بما سيحدث (للعاملة المنزلية) السودانية!!
هوان الإنسان السوداني سببه عوامل كثيرة أهمها وأكبرها النظرة العنصرية المتخلفة بالدرجة الأولى وذلك بناءً على سِحنة اللون الداكن والأصل الأفريقي الذي يميزنا (نعم يميزنا) عن بقية العرب الذين يشكك بعضهم في انتمائنا لهم- و لسنا هُنا في مقامٍ لتحليل الهوية السودانية المميزة بخليطها المُدهش بين عِدة ثقافات وأعراف وأصول- وتبقى النظرة العنصرية حاجزاً بييننا وبين (إخوتنا) العرب لا تستطيع أن نُزيلها ما لم نبدأ بأنفسنا أولاً ونتخلى عنها في التعامل فيما بيننا علنا ننقذ بقية السودان من انشطار آخر!
لا زالت قضية الطبيبة السودانية التي تعمل بالقريات في سوح القضاء، وهي تتمسك بحقها بكل شموخ وكبرياء رافضةً التنازل عنه ولا المسامحة فيه، و قد حصلت على تضامن كبير من وزارة الصحة السعودية ووزارة الداخلية السعودية وها نحنُ نحاول منحها دعماً إعلامياً علّ صوتنا يصل إلى البعيد هُناك في كل مكان يحتوي امرأة سودانية تشقى لأجل لقمة عيشٍ حلال مُر، وليعلم (إخوتنا) العرب بأن للإنسان السوداني كرامةً أغلى مما يملكونه من آبار بترول وعزيمةً أشدّ قوةً مِن حبل العِقال، فإياكم وإيانا من إهانة إنسان فقط بناءً على لونه ونسبه وأصله!