اكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، خطورة قضايا الاتجار بالبشر في العراق وعدم وجود اية توعية بخصوصها، فيما اشارت الى استغلال نساء من الوسط والجنوب باجبارهن على ممارسة البغاء من قبل عصابات منظمة. وقالت ممثلة المنظمة رزان دايلر إن "ابرز القضايا المرصودة من قبل المنظمة هي الاتجار بالاعضاء البشرية وبالنساء جنسياً واستعباد الاطفال من قبل عصابات تنظم التسول واستغلال العمالة الاجنبية من خلال استعباد غالبيتهم وعدم منحهم حقوق العمل الواجبة".
وأوضحت دايلر أن "اسهل القضايا من ناحية الرصد هي استغلال النساء باجبارهن على ممارسة البغاء من قبل عصابات منظمة"، مبينةً أن "اغلب ضحايا هذا النوع من الاتجار هن من محافظات جنوب ووسط العراق". وتابعت أن "قضايا الاتجار بالبشر خطيرة في العراق ولاتوجد اية توعية بخصوصها في داخل البلاد، اذ ان ضحايا الاتجار بالبشر هم ايضا ضحية لتطبيق قوانين اخرى بحقهم، حيث يتعامل القانون معهم على انهم مجرمون وليسوا ضحايا"، مشيرةً الى أن "الكثير من ضحايا الاتجار بالبشر في العراق يتم ملاحقتهم من قبل الاجهزة الامنية ويتم الحكم عليهم قضائيا حتى وان كانوا قد اختطفوا او تم بيعهم واجبروا على ممارسة مايفعلون، خاصة في حالات التسول والبغاء". واختتمت دايلر البيان قائلةً إن "هذه القضايا جمعت بصعوبة بالغة وهي على مستوى المحافظات العراقية ككل ومنها اقليم كردستان، حيث لايوجد قانون حتى الان في الاقليم يجرم عملية الاتجار بالبشر لذلك تتم بسهولة تامة ودون تحفظ او خوف ممن يقودون عمليات الاتجار".
من جانبها، طالبت عدد من المنظمات المحلية والدولية بتفعيل العمل بقانون الاتجار بالبشر الصادر في بغداد من قبل المحاكم العراقية، وضرورة المصادقة على ذات القانون في برلمان إقليم كردستان للحد من احتمالية تفاقم الظاهرة في البلاد بصورة لايمكن السيطرة عليها. يذكر أن وزارة الخارجية الامريكية اصدرت مؤخراَ تقريرا حول الاتجار بالبشر في العالم، إذ كشف ان الدول من المغرب حتى العراق هي الاسوء من ناحية الاتجار بالبشر وخاصة حالات البغاء.