حاولت مكالمتها عدة مرات. هاتفها المحمول مغلق. وقعت في ورطة لا أعرف كيف سأخرج منها. فتحت حقيبة يدي الصغيرة. وجدت علبة السجائر التي أبحث عنها. بأنامل ترتجف تناولت سيجارة. توجهت نحو النافذة. أشعلت تلك اللعينة في غضب.
فكرت في زيارة طبيب الأمراض النسائية للتأكد من صحة الحمل. تلح علي صورته من جديد. أوهمني بما يسمى بالحب. هي من عرفتني عليه في منزلها.
لطالما اعتبرتها أكثر من صديقة ولكن.. باغتني ريح بارد فضممت ذراعي العاريتين. لم أدر حقا كيف حدث ذلك. رن هاتفي المحمول، فأسرعت إليه مرعوبة. ألقيت نظرة على رقم المتصل فوجدته هو. أجبته بحدة لا تخلو من الغضب:
- لقد أوقعتني في مصيبة..
أجابني بثقة مفتعلة:
- مصيبة الحب..
قاطعته:
- أنا حامل منك..
علق ساخرا:
- كل النساء بارعات في التمثيل..
لم أصدق ما أسمعه. ذئب بشري لا إنسانية له ولا أخلاق. لا يهمه أن يفتضح أمري بين الأهل والجيران. عادت خيبة الأمل تنهشني في صمت. ظننت أنه سيتقدم لخطبتي في أسرع وقت.
أخذت نفسا عميقا وقلت له:
- لا أريد رؤيتك مجددا أيها..
قاطعني:
- ستقولين "ذئب" كالأخريات.. هو ذنبك إذن فقد أحببت ذئبا..
أقفلت الخط في وجهه. حاولت الاتصال مجددا بتلك الحقيرة. أجابت بنبرة لا تخلو من الفرح:
- كيف تجري أمورك؟
قلت بشيء من التعجب:
- ألا تعلمين حقا أي صنف من الرجال هو ذلك الحقير من عرفتني عليه..
ضحكت:
- أعترف أنه من أذكى الرجال عزيزتي.
قمت بعض شفتي بعصبية وقلت:
- كم أنت حقيرة فعلا. لقد اكتشفت اليوم أنك انتهازية لا تهمك مشاعر امرأة أخرى مثلك.
علقت بسخرية:
- هل تركك من أجل أخرى؟
أجبتها بانفعال:
- بل هو أفظع من ذلك..
قاطعتني:
- أتقصدين أنك حامل منه..
قلت في محاولة أخيرة:
- فلنفرض أن ما تقولينه صحيح، فماذا يجب فعله الآن؟
قالت بكل ثقة:
- عملية إجهاض.. لا تقلقي أعرف طبيبا ماهرا سيخرجك من هذه الورطة.
بسبب غبائي وافقتها لأن لا خيار أمامي. تخيلت نفسي مجرد فتاة وضيعة، لا يتعدى كونها مشروعا جنسيا انتهى للتو وقعت على أوراقه بيديها الناعمتين.