كشف تقرير طبي نشر بصحيفة التليغراف البريطانية يوم الجمعة الماضي عن أن أحد الهرمونات الشائعة التي توجد في أدوية منع الحمل قد يساهم في حماية النساء من التأثيرات الضارة والخطيرة الناجمة عن مرض الأنفلونزا الفيروسي، كما يساهم فى تسريع عملية استشفاء أنسجة الرئتين.
وأشارت النتائج غير المتوقعة للدراسة التي أشرف عليها باحثون من جامعة جونز هوبكنز الأميركية إلى أن التجارب الحيوانية التي أجريت على هرمون البروجستيرون progesterone أثبتت أنه يساهم في مكافحة التأثيرات الضارة والخطيرة للأنفلونزا على الفئران الإناث، وهو ما يبشر باحتمالية استخدام الهرمون الجنسي الشهير كعلاج واعد للأنفلونزا بجانب وظيفته الأساسية المتمثلة في منع حدوث الحمل والإنجاب.
وأوضح التقرير أن السيدات فى عمر الحمل والإنجاب يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الخطيرة الناجمة عن الأنفلونزا بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، كما أوصى الباحثون بإجراء المزيد من التحقيقات والأبحاث المتعمقة للتأكد من دقة تلك النتائج، وهل من المحتمل أن تتمتع أكثر من 100 مليون سيدة على مستوى العالم تستخدم هذا العقار بفوائد إضافية في مكافحة الأنفلونزا أثناء استخدام أقراص منع الحمل.
ومن جانبها قالت صابرا كلاين، الباحثة بجامعة جونز هوبكنز، والمشرفة الرئيسية على الدراسة إن فهم الدور الحقيقي الذي يلعبه هرمون البروجستيرون في إصلاح خلايا الرئة أثناء الإصابة بالأنفلونزا يمثل أهمية كبيرة لصحة السيدات، مشيرة إلى أن أغلب السيدات اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية لا يولين اهتماماً للفوائد والتأثيرات الصحية الإضافية بخلاف تأثيرها الأساسي المتمثل في منع حدوث التبويض والحمل.
وأضافت "بالرغم من تناول عدد كبير من السيدات لهذه الحبوب بشكل منتظم، إلا أن عدد الأبحاث الطبية التي بحثت تأثير أقراص منع الحمل على تعامل الجسم مع الأمراض المختلفة بخلاف تلك التي تنتقل عن طريق الجنس قليل للغاية".
تأكد الباحثون من هذه النتائج عقب إجراء دراسات مكثفة على مجموعة من الفئران المصابة بفيروس الإنفلونزا، إذ تم حقن بعضها بالبروجستيرون والبعض الآخر لم يتم حقنها بأي شيء، وعلى الرغم من أن كلا المجموعتين أصيبتا بالمرض، إلا أن الفئران التي حصلت على الهرمون الجنسي الشهير انخفضت حدة إصابتها بالتهاب الرئة وتحسنت وظائف الرئة لديها، وشُفيت خلايا الرئة التالفة سريعاً.
وفسر الباحثون ذلك، مشيرين إلى أن هرمون البروجستيرون يتمتع بخواص واقية تمنع التأثيرات الخطيرة لمرض الإنفلونزا عن طريق تعزيز إفراز أحد البروتينات داخل الغشاء المبطن للرئة، يعرف باسم amphiregulin، وعند استنفاذ هذا البروتين وإزالته من الفئران، توقفت الخواص الوقائية لهرمون البروجستيرون.
وأضافت كلاين أنها لم تندهش من قدرة هرمون البروجستيرون على الحد من الالتهابات ومقاومة التلف الناجم عن مرض الإنفلونزا ولكن فوجئت بقدرة الهرمون على إصلاح أنسجة خلايا الرئة التالفة أيضاً، كما أشارت إلى أنه في حالة إصابة إناث الفئران بالأنفلونزا (وربما السيدات أيضاً) فإن المستويات الطبيعية من هرمون البروجستيرون تنخفض بشكل ملحوظ.
وفيما يتعلق بالبشر، فإن السيدات اللاتي يحصلن على وسائل منع الحمل غير الهرمونية يمتلكن مستويات مستقرة من البروجستيرون، تفوق ما يقوم المبيض بإنتاجه من هذا الهرمون، كما يتم تعويض مستويات البروجستيرون التي يتم نقصها أثناء العدوى.