الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

زنزانة القهر

  • 1/2
  • 2/2

الكاتب الصحفي: محمد شباط أبو الطيب - سوريا - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

كانت سها تنتظر يوم عرسها بفارغ الصبر.إذا  ان  فتى أحلامها الذي رسمت وخططت معه لبناء أسرة مثالية صالحة مصلحة. تجهز خليل ليوم العرس ولم يبقى سوى أيام قليلة ويدخل وسها إلى  عش الزوجية.
ولكن مآسي الدنيا التي حلت عليه  و أبى طغاة الأرض إلا أن يذيقوها المستضعفين ممن هم تحت أيديهم وفي قبضتهم. إنها جريمة استعباد الإنسان للإنسان. إنسان تمكن في فترة من الزمن من رقاب عباد الله فعاملهم كأنعام في مزرعته الخاصة.
هذا اليوم قبل العرس بيوم يعرف  في عرف أهل الشام  (يوم الغسول ) أي حمام العريس وتجهيز العروس ،كان خليل منذ الصباح سار في طريقه  ذاهبا إلى دمشق لغرض ما ليفاجأ بسوقه إلى غياهب  زنزانات الظلم والتعسف والقهر وهو في طريق عودته  (خليل أحمد خليل. انزل من السيارة. ..)نزل خليل توسل بكل أنواع التوسلات دون جدوى وهكذا بدأت مأساته من حين غطى ظلام الأرض عينيه وساقوه إلى جهة مجهولة فانتقل من سعة الدنيا وأحلام الأسرة السعيدة التي على وشك أن ترى النور إلى أحلام إزالة الغطاء عن عينيه وخلاصه من سياط القهر التي تنزل على كل أنحاء جسده من قبل بني البشر. وهيهات أن تكون هناك  مقارنة  بين الحلمين فبينهما فرق شاسع واسع فمن حلم السكن بعش الزوجية إلى زنزانة القهر والظلم.  
كل هذا حصل مع خليل في يوم غسوله. وسها ما زالت  تستعد للحفل في هذا  اليوم الأهم من أيام العمر، لم تعرف بالخبر فكان حفل الغسول في بيتها مع الأهل والصديقات حفلا جميلا رائعاً وبينا هي كذلك إذ أتاها خبر اعتقال خطيبها لتقع على الأرض مغشيا عليها وينقلب الفرح حزنا والعرس مأتما. ولتسعى الأم والأخوات والصديقات التخفيف عنها بعض ما أصابها. على كل تحول بياض تلك الليلة سوادا حالكا .
تلك هي إرادة ظلام الأرض لا يرضون حتى أن يرو الابتسامة على وجوه من يشكون انه قد يخالفهم ولو بالرأي. !!
مضت سنوات ثلاث وصاحبنا خليل مغيب في زنزانته وسها تعيش على ذكراه تحلم  بلقائه  لكن دون أن يسمح لها أو حتى لأمه السؤال عنه في أي الزنازين كان هو مغيب مجهول مكانه حتى الساعة .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى