الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

"الشعور بالنقص" بين الأزواج

  • 1/2
  • 2/2

يعد نجاح المرأة معضلة للرجل ،فيصاب بالغيرة وينقلب ضدها في كثير من الأحوال ،والسبب يعود لشعوره بالنقص ،بعكس المرأة التي تقف دائما مع زوجها وتحرص عليه وتسانده ،بل تكون سعيدة ومفتخرة بنجاحه ،ومن هنا قد تندلع نيران الغيرة من قبل الرجل إذا نجحت المرأة ،والعكس صحيح بالنسبة للمرأة فهي تتباهى دوما بنجاح زوجها ،تبقى المعضلة هنا ارتدادات هذه الغيرة وآثارها السلبية على الحياة الزوجية والأسرة كاملة ،وحين تعجز المحاكم وتدخلات الأهل عن حل الخلافات بين الرجل والمرأة ،يأتي التوجيه الأسري ،الاستشاري لتقريب وجهات النظر كي تسهم في استمرار الحياة برتابة من هنا جاء التمحيص والتدقيق للتوصل إلى الأسباب التي تثير غيرة الرجل وأسبابها ،وهو بما يعرف بالشعور بالنقص ، ومن مظاهر الشعور بالنقص بين الأزواج:المبالغة في إخفاء الإحساس بالضعف والعيب الشخصي إلى حد التكلف أو التفاخر ،والحساسية المفرطة وعدم تقبل النقد، الاتكالية والتوقعات العالية من الآخرين ،الانفعالية الزائدة والتخبط في السلوك ،الاجتهاد في لفت الأنظار والتأثير في الآخرين ،و ضعف الثقة بالنفس والشك في القدرات الذاتية وسرعة الاستسلام للسقوط ،وعدم القدرة على المواجهة الشخصية.
ونطرح هنا سؤالا هاما مفاده ترى هل يستطيع الشخص مواجهة النقص العاطفي في نفسه؟
بحسب الدراسات والبحوث النفسية فإن المرء يستطيع  أن يتخلص مما يسمى "بالشعور بالنقص"، بالحكمة والتعقل واعتبار أن نجاح الطرف الآخر نجاح له ، والأهم ألا يعتبر نقاط ضعفه "نقصاً أو عيباً يعاني منه"، بل يجب أن يحاول بكل تفكيره ومشاعره أن يعي بما لديه من نقاط قوة أو ضعف، ويكون واثقاً من نفسه كفاية حتى يستطيع التخلص من التفكير السلبي ،وهناك  بعض المهارات التي يجب أن نتحلى بها حتى لا نقع سجناء ضعفنا طوال العمر  من أهمها الوعي بالذات ،فمن المهم أن يعي الشخص بوجود المشكلة، ويعترف بذلك لأن هذا يعتبر نصف العلاج ،و الثقة بالنفس والنية للتطوير ،لهذا يجب أن يحاول الشخص جهده لتحديد مواطن الضعف التي يعاني منها، ويعمل على تقويتها بدلاً من إلقائها على كاهل زوجه ،والرضا والقناعة: وعليه يجب أن يقتنع الشخص بأنه إلى جانب مواطن الضعف عنده فهو يتمتع بمواطن قوة يستطيع أن يستفيد منها لتقوية ضعفه، وليتذكر بأن الكمال لله وحده ،و مفهوم الذات الإيجابي: من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن من يعاني من مفهوم متدنٍ عن ذاته سيشعر بعدم القدرة على تطوير ضعفه، كما أنه سينقل لغيره نظرة سلبية عن نفسه، ما سنعكس على علاقاته مع الآخرين.
وهناك دور مهم للزوج إذا شعر أن شريك حياته يعاني من الشعور بالنقص، فهو يجب أن يتعامل مع شريكه بأسلوب إيجابي من خلال  الصراحة والانفتاح: على اعتبار إن الاتصال الواضح والصريح بين الزوجين دون الحاجة إلى استخدام ضمير الغائب أو المواربة في الكلام بحيث يتفاهم الزوجان منذ بداية حياتهما على ذلك ،والتفاهم والاحترام بين الزوجين لهذا يجب أن يحافظ كلا الزوجين على الاحترام المتبادل، وذلك باحترام مساحة من الاستقلالية الشخصية للذات وللطرف الآخر، والتعامل معه كشريك وليس كتابع ،ويأتي الحب والتقبل  من كلا الطرفين من أهم الحلول للشعور بالنقص من قبل أحدهما أو كليهما ،حيث يستطيع الزوج أن يكمل النقص العاطفي عند شريكه بالحب والتقبل، فهي تعتبر القواعد الأساسية لأي زواج ناجح. لأن تفهم الطرف الآخر يشبع النقص في نفسه ويزيد من ثقته بذاته، لتصبح العلاقة الزوجية علاقة مكملة آمنة وناجحة ،وكذلك  اعتبار الأسرة المكان الآمن عاطفياً لهذا  يجب التأكيد على أن البيت هو المكان الذي يتم فيه إشباع الحاجات النفسية وذلك من خلال التفاعل الإيجابي والمستمر بين الزوجين وفي مختلف المجالات. فمن الضروري إشباع الحاجة للحب والعطف والاحترام والتفهم والصراحة في العلاقة الأسرية حتى تقوى الثقة المتبادلة بين الزوجين، وحتى يربى الأبناء في مأمن من المشاكل العاطفية والنفسية المترتبة عن الإحساس بالنقص.
عبير الكلمات :إذا جاءت مذمتي من ناقص فهي دلالة على أني كامل ،والكمال لله سبحانه

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى