طور باحثون برنامجاً للتعلم الآلي يُمكن أن يُشخص بدقة خطر الإصابة بسرطان الثدي للمريضات أسرع بـ 30 مرة من الأطباء، وذلك بناءً على نتائج الماموغرام (فحص الثدي بالأشعة السينية) والتاريخ الطبي للمريضة.
وبحسب موقع Science Alert، فإنه يمكن للنظام الجديد أن يساعد الأطباء في إعطاء تشخيص أفضل من المرة الأولى، وهو ما يعني عدداً أقل من طلبات إعادة إجراء أشعة الماموغرام وعدداً أقل من النتائج الإيجابية الخاطئة.
الباحث ستيفن وونغ من معهد بحوث ميثوديست في هيوستن، قال "يستعرض هذا البرنامج بذكاء الملايين من السجلات في فترة قصيرة من الزمن، مما يمكننا من تحديد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي بكفاءة أعلى باستخدام صور أشعة الماموغرام الخاصة بالمريض". وأضاف "هذا الأمر لديه القدرة على تقليل عدد عينات الأنسجة أو الخزعات غير الضرورية".
والماموغرام هي صورة بالأشعة السينية للثدي، وتهدف إلى رصد أي خلايا سرطانية محتملة قبل ظهور الأعراض.
تُنصح النساء فوق سن الـ 50 عاماً في العديد من البلدان بإجراء فحص وقائي كل عامين، لكن رغم جودة هذا النظام إلا أن 50 % من الاختبارات في الولايات المتحدة تفضي إلى نتائج إيجابية خاطئة، أي أن واحدة من كل اثنتين من النساء الصحيحات يُقال لها بالخطأ بأنها قد تكون مصابة بالسرطان.
علاوة على ذلك، فهناك منطقة رمادية كبيرة غامضة في نتائج أشعة الماموغرام، وتقع بين 3 إلى 95 % وتحتمل خطر الإصابة بالسرطان، ويُنصح هؤلاء المرضى بمتابعة إجراء الخزعات مرات أخرى.
وفقاً للباحثين، فالآن، حوالي 20 % من الخزعات التي تُجرى في الولايات المتحدة لا داعي لها، وقد تم تصميم برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد هذا ليحد بشكل كبير من هذا العدد عن طريق الوصول لتشخيص أكثر دقة من المرة الأولى.
ما الذي يميز النظام الجديد؟
يستخدم الأطباء برنامج كمبيوتر بالفعل في تحليل صور نتائج أشعة الماموغرام، ولكن هذا النظام الجديد يأخذ الأمور خطوة أخرى إلى الأمام، من خلال النظر في تقارير الأطباء عن هذه الأشعة، بالإضافة للتاريخ الطبي الكامل للمريض، ليُحدد بدقة أكثر احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
وفي آخر محاولات برهنة صحة النظام الجديد، قام الباحثون باختبار برنامج الذكاء الاصطناعي على نتائج أشعة الماموغرام وتقارير الباثولوجيا الخاصة بـ 500 مريضة بسرطان الثدي.
خلال ساعات قليلة، أتى البرنامج بالمعلومات التشخيصية، على وجه الدقة، وحدد النوع الفرعي لسرطان الثدي لدى كل سيدة.
وقارن الأطباء حينها نتائج الفحص باستخدام برنامج الذكاء الأصطناعي مع نتائج التشخيصات السريرية، وأظهروا أن البرنامج كان دقيقاً بنسبة 99 %، في حين كان نفس التحليل ليأخذ أكثر من 500 ساعة من الأطباء.
وللتوضيح، لم يُختبر برنامج الذكاء الاصطناعي بعد في الحياة الحقيقية - النتائج التي تم تحليلها في هذه الدراسة أتت من مرضى مُشخصين بسرطان الثدي بالفعل -، لكن حتى الآن قدم الباحثون ما يكفي من الأدلة للقيام بمحاولات فحص حقيقية.
كما أنه لن يتمكن من منع كل النتائج الإيجابية الخاطئة أو نتائج أشعة الماموغرام الغامضة، في بعض الأحيان لا يكون هناك ما يكفي من المعلومات المتاحة لإجراء التشخيص، ولكنها على كل حال ستساعد الأطباء في الوصول إلى نتائج أكثر دقة.