حين أراد إخوة يوسف العشرة بيوسف شراً رموه في الجُب، فالتقطه بعض السيارة ونجا من الموت، ولكن حين أحبته امرأة العزيز تمكنت من وضعه في السجن لأعوام، وحين قررت امرأة فرعون أن تتخذ موسى ولداً لها تمكنت من إنقاذه من الذبح الذي كان متربصاً به.
كان ألد أعداء الملكة "شجرة الدر" هو ابن زوجها الملك طوران شاه، لكنها نجت من محاولة إطاحته بها وتمكنت من جعل رجالها يقومون بقتله وهو في الطريق إليها، ليطالب بالحكم خلفاً لوالده المتوفى، من ثم تزوجت بعز الدين أيبك الذي طلق زوجته "أم علي"، ثم حين عزم أن يتزوج بغير شجرة الدر أمرت رجالها فقتلوه في الحمام، فعلم "علي" بمقتل أبيه فهجم على شجرة الدر، لكنه لم يقتلها بل سلمها لأمه ونسائها اللاتي ضربنها بالقباقيب حتى الموت.
ثار الفرنسيون على الجوع، ولكن النساء هن من اقتحمن قصر فرساي بمسيرة قوامها سبعة آلاف امرأة، وحملن السلاح لإجبار الملك على الانتقال إلى باريس لإثبات حسن نيته في استيعاب مأساة الشعب، وتغلبن على عشرين ألفاً من عناصر الحرس الملكي، وبالفعل انتقل الملك إلى باريس.
تمتثل المرأة لأوامر رجال الدين حول العبادات والحجاب، تلبس ما يخبرونها أنه يرضي الله عنها، تصوم النوافل كاملة، وتلتزم بصلاة التراويح والقيام والضحى، تعطي بعض حليها كي تشارك في الجهاد، ولكن ما إن تسمع "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع"، حتى تبدأ بالبحث عن مبررات نزول الآية ودواعي تطبيقها، تردد الآية التي تنفي قدرة الرجل على العدل "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، وفي هذا رفض صريح وثوري لفكرة التعدد دون الخوف في الوقوع في المعصية.
كما ترفض فكرة أن عقلها ناقص أو دينها، ولكن هناك مبرر لهذا حسب العلم والدين يعود لانقطاعها عن الصلاة والصيام لأسباب ومبررات تراها هي غير مخلة بقدراتها العقلية، كما تتجاهل تحذير الوعاظ لها عن رذيلتي الغيبة والنميمة، فنجدها تختلق المبررات كأن تبرر ما تقوم به بأنه ليس غيبة، إنما هي قول الحق! ثم تستنجد بدعاء المجلس بعد كل جلسة مطولة للنميمة كي تمحو خطأها الذي لا تعترف به، تختلق مسميات أخرى لارتيادها دور السحر والشعوذة التي يحذرها منها الوعاظ، كأن تقول أنا لا أضر أحداً، أنا فقط أسال عن أحوال عائلتي أو أريد أن أعرف سبب مشكلاتي، أو هذا ليس مشعوذاً بل هو شيخ أو عالم فلك، وتلوذ بصيام يوم عرفة الذي يكفر عن ذنوب سنة ماضية وسنة تالية، وفي هذا دليل واضح على أن المرأة تطيع رجال الدين حسب إرادتها ولا تنساق لأوامرهم أو تكترث لنواهيهم إلا بما يروق لها أن تفعل.
أعرف ابنة شاعر كبير من أنصار حرية المرأة قررت أن ترتدي النقاب، فما كان من والدها إلا أن طردها خارج البيت، ليضغط عليها كي تترك النقاب، لكنها أصرت على ارتدائه وعاشت في بيت أخيها حتى تزوجت.
هناك مجتمعات لا تحترم عمل المرأة وتحقر تبذيرها في الملابس والمناسبات، تسخر من اهتمامها بالتجميل، لكن المرأة ترضخ لترك العمل، وتستمر في التبذير والتجميل.
نماذج الإرادة في حياة المرأة لا يمكن سردها بالكامل، إنما نطرح بعض النماذج للاستدلال على أن المرأة إن أرادت خيراً أو شراً نالته، ومع ذلك هناك من يرى أن المرأة بحاجة إلى كوتا تكفل لها نسبة من هذه الإرادة، فبعد أن كانت النسبة مفتوحة للمشاركة السياسية حسب إرادتها قامت الكوتا بتحديد هذه النسبة بـ30%، وبهذا لن يكون معيار وصول المرأة لأي منصب هو كفاءتها، بل سيكون المعيار كونها امرأة وحسب، وهذا ما يتنافى مع مبدأ المساواة، كما يضيف المهتمون بشؤون المرأة ضرورة دسترة حقوق المرأة، وكأن المرأة أقلية في المجتمع، متناسين أنها تمثل غالبية المجتمع اليمني، وكل الحقوق المكفولة في الدستور هي ذاتها حقوق للمرأة.
تفعل المرأة ما تريد، وكما يقال في الأمثال "لو أرادت المرأة الخروج من البيت لا يثنيها سبعة أقفال"، أما إذا لم تُرِد فلا 7 دساتير ولا 70 كوتا ستجعلها تفعل.