الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

بياع الورد

  • 1/2
  • 2/2

استوقفتني أغنية "سألني بياع الورد" للمطربة اللبنانية الناعمة أمل حجازي وهي تنشد سألني بياع الورد بعدك بتحبيه ،وتكمل بعدك بتحبيه على الوعد ،كنت أغني معها وهي ترددها برقة وبدلع من نوع أنثوي خاص وتسأل "شو بحكيله"؟ ،كنت حينها متجهه للسوق لأشتري لصديقتي سلوى التي وعدتها بزيارتها مساء أمس ،فبحثت عن محل لبيع الزهور لأشتري لها باقة ورد حمراء كي أعتذر لها عن تأخري ،تعبير عن الحب والوفاء الذي بيننا ،لكن للأسف لم أجد في طريقي سوى بائعي الشوكولاته والأزياء الجاذبة للنساء ،فقررت أن أهديها شيئا يليق بها بطعم حلو ورداء جاذب فيه شيء من الإغراء لسيدة ممشوقة القوام جميلة ،زوجها مثل سندباد رحالة في كل الأقطار ،فاشتريت علبة شوكولاته ورداء وردي اللون براق مثلها ،وأكملت طريقي وخلال القيادة بالسيارة تغيرت موجة المذياع عن أغنية بياع الورد ،لأغنية حزينة تقول كتاب حياتي يا عين الفرح فيه سطرين والباقي كله عذاب ،وأعتقد أن الكثيرين يعرفون ما ورد في كلمات الأغنية من أحزان ومعاناة ،توجز في سطرين ،مفادهما أن الحب فيه سطرين والباقي كله عذاب ،وقلت في نفسي هذه الأغنية تنطبق علي حالي وعلى كثيرات من النساء اللواتي لم يشعرن بالسعادة طيلة حياتهن لأسباب عدة تبدأ منذ الولادة ثم مرحلة الطفولة والشباب والإحباط وقتل الطموح وعدم تحقيق الأحلام ، واليأس من المستقبل الآمن المشرق ،وتذكرت كلمات والدي رحمه الله عن وصف الزواج وهو يقول الزواج مثل البطيخة المغلقة إما تكون حلوة حمراء ،أو قرعة بيضاء غير لذيذة ،وفي وصف آخر قال طيب الله ثراه مثل برميل "ألزفته"يكون في آخره أو أوله طبقة عسل ثم الباقي بطعم محتوى البرميل ،وتذكرته وهو يصف النساء بالورد الجميلة الشكل دون رائحة والورد المليء بالأشواك ورائحته عطرة ساحرة ،وفي وصف آخر مثل الفاكهة يجب أن تتلون المرأة وتتزين كل يوم بشكل أو بطعم متجدد ،وتأملت الكثيرات اللواتي ينتظرن حكم القاضي في قضايا الطلاق كي ينفصلن عن أزواجهن بالرغم من وجود أطفال لهن من أزواجهن ،وكانت أمي تقول رحمها الله لماذا تطلب المرأة الطلاق إلا إذا وصلت إلى نهاية النفق المغلق بدون حلول ،وهذا حال كثيرات يلفهن الصمت دون تصريح بمعاناتهن كي يحفظن صورتهن الاجتماعية البراقة أمام المجتمع ،ترى هل يدرك الرجل قيمة الوردة التي تقدم لزوجته في يوم هدها التعب وضنك الحياة في تربية الأولاد ورعاية الأسرة لا سيما وأنها بلا شغالة"بشكارة"خادمة تتباهي بها أما قريناتها وصديقاتها من النساء اللواتي يعشن حياة رفاهية مفرطة ودلال فوق التصور من بعض أزواجهن كي يرضوا عنهم ويعيشوا بسلام دون مشاكل ومشاكسات وخلافات أسرية لها إرتدادتها السلبية،ترى هل تستوعب المرأة أن تبقى مثل إبريق الماء الذي يبقى يمتلئ ويمتلئ ثم يطفح معه الكيل فيترك الماء تتدفق منه هدرا ،او مثل البالون الذي ينفخ فيه وينفخ الهواء داخله مرات ومرات إلى أن ينفجر هكذا هي المرأة تصل لحد معين من الصبر ثم تفلت الأمور منها فتصرخ كفى أريد أن أعيش بهناء مرتاحة البال مثل غيري ،عندها يقال ليت ما جرى ما كان ،وتعقدت الأمور لتصل إلى باب مسدود ،فاحذروا من ثورات النساء واحرصوا على إهدائهن الورود كي يبقوا على الوعد الذي قطعوه على أزواجهن في أول يوم اجتمعن به معا تحت مظلة واحدة باسم شراكة الزواج .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى