حتى و إن لقبتموه "رجل الســلام"، وكذبتم على العالم وصدقتم الأكذوبة، ودفنتموه مكبلين ماضيه بخزيكم وعاركم ، ستظل جرائمه الوحشية تلاحق عتمة التابوت الذي يسكنه، وصرخات الأطفال تتعالى في آذانه ودماء الأبرياء تشتعل في مقلتيه. لا تنظروا كثيراً إلى اسمه المنقوش على لحده لأنكم لن تقرأو سوا قانا وجنين، وستبقى الأرواح التي صعدت إلى السماء بفعله كوابيس تلتصق بكم أينما ذهبتم.. ستمر النسور من فوق داره تلعن أفعاله، ولن يجد من يزرع ضريحه بالورود ولا حتى أصدقاءه من الخفافيش العرب المتباكية. وسنبقى نردد فلسطين ولبنان حتى نفضح العار الذي خلفه رجل السلام هذا في زمن لا طفل فيه يرقد بسلام.
لم أتعجب من الدبلوماسية التي تصرف بها رجال السياسة، لكن تعجبت من أقلام بعض الصحافة العربية التي تصدرت عناوينها: "الموت يخطف شيمون بيريز" و "رحيل رجل السلام" بكل حزن وأسى ينعون أحد رموز الشر الذين أزاحهم الله رحمة للشعوب العربية! حزينون على آخر مؤسس خبيث لقيام اسرائيل ومُدافع شيطاني عن قيام الصهيونية! كيف وموته أراح البشرية بأكملها من بشاعة جرائمه، أخاً لا يختلف أبداً عن رابين وشارون.. إلى جهنم وبئس المصير!
فلتسألو نيسان الذي ذبل في لبنان عام 1996، سيظل يشهد على قساوة ما مر به حتى تفقد البشرية ذاكرتها، اسألو أضرحة الشهداء التي كتب عليها "مجهول" والطرقات التي تلونت بقتامة الدماء ولم تستعد لونها أبداً.. اسألو أهل جنين عام 2002 كيف استُعملوا كدروعٍ بشرية في مشروع تدمير المدينة.. اسألو فلسطين بأكملها وكل من شُرد وحُوصر وأُسر في سبيل أن يصعد هو بأبنية مستوطناته دون حق، ومصر من قبلها عام 1965، ألم يكن صاحب مؤامرة العدوان الثلاثي؟ أأنساكم التاريخ؟ كيف يسهل عليكم ادّعاء السلام وأنتم تجهلون أبسط معانيه.. لا جعله الله يرقد بسلام ولا كل من بكاه.