كان يوما عاديا ،استيقظت كعادتي مبكرة لكني أبحث عن جديد ، أريد كسر الروتين اليومي وحاجز الصمت الذي يعتريني ،و في وقت الظهيرة خرجت من البيت حين بدأت فيه الشمس تزداد حرارة ودفئا دون أن تحرق نشاطي وهمتي ،ركبت بالسيارة وسرت دون تحديد وجهتي وقفت عند الإشارة الضوئية التي تضيء كل ثلاثة دقائق فقط بدأت أنظر في المرآة رتبت وشاح رأسي وفتحت صنبورها لأنظف الزجاج الأمامي ، كنت تارة أنظر في المرآة وتارة بهاتفي المتحرك أقرأ الرسائل الواردة توقفت عند إعلان لمحل شهير قريب عرض مذهل بخصم يصل لخمسين بالمائة ،حين أضيئت الإشارة الخضراء توجهت نحو اليمين وقررت زيارة المتجر كي أرى جديدهم.
فوجئت باللوحات التي تغطي الجدران وعروض التخفيضات في الممرات إلى جانب بضائع مذهلة تسلب العقل لجمال ديكورات المنزل ، هززت رأسي تعبيرا عن إعجابي وعن عدم قدرتي على الشراء فالأسعار مرتفعة جدا بالنسبة لموازنتي وقلت بنفسي هي في الحقيقة خدعة لجذب الزبائن تجولت ثم صعدت الطابق الثاني وجدت الكثير مما لا يستحق العرض ولا الشراء .
خلال شرودي وتجوالي لمحت طيف شاب أنيق الثياب يتجول مثلي مر أمامي كوميض برق وكأنه لم يراني وحتى لو رآني فأنا امرأة بسيطة عادية لن أجذبه بلا شك ،ولكن قررت أن اتأكد من أنه الشخص الذي أعرفه جيدا لاسيما حين بدأ قلبي يدق لرؤية طيفه ، وحدثت نفسي نعم أنه هو وتنهدت وأحسست به كنور الشمس حين تشرق فتضيء السماء والأرض بنورها وكأنه النهار الذي أنار الكون بنوره وهو كذلك أضاء ما حوله وضياءه كان مثل الشمس بفرح غامر وهو يبتسم تارة ويسأل تارة أخرى وأنا أراقبه بطرف عيني كي لا ألفت النظر لي و فجأة وبعفوية اندفعت نحوه أريد أن أسلم عليه بعد أن تأكدت أنه هو الشيخ الذي أعرفه فسلمت عليه وقلت له بالحرف الواحد أني سعيدة جدا برؤيتك وكأني ربحت مليون درهم فتبسم وبتواضع الشمس أجابني عن شيء سألته لا أحبذ ذكره ثم اعتذرت لمقاطعته و مضيت عائدة إلى الطابق الأرضي .
كنت سعيدة بفرح غامر قلت لنفسي وأخيرا حظيت بالحديث معه دون حاشية وبروتوكول وطلب من فلان وفلان كان كأي أنسان عادي لم يسبق أن رأيت أحدا وتواضعه ثم هبط من السلم الكهربائي ومضى كوميض برق في طريقه و أختفى طيفه وغاب عن أنظاري لكنه لم يغيب عن بالي ووجداني وأيقنت أن هذا التواضع هو أرث موروث وخلق الشيخ المؤسس الذي توارثوه كابرا عن كابر أنه تواضع شيوخ الإمارات وتعاطفهم مع الشعوب جميعها .