نظم معهد الدراسات القضائية والقانونية التابع لوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، جلسة حوارية بعنوان "لقاء الرائدات بالواعدات" جمعت عدد من الرائدات البحرينيات الأوائل في مجال العمل القانوني والعدلي بالجيل النسائي الواعد من العاملات في ذات المجال، وذلك في إطار الفعاليات المصاحبة ليوم المرأة البحرينية الذي جرى تخصيصه هذا العام للاحتفاء بالمرأة في المجالين القانوني والعدلي.
وتحدث خلال الجلسة التي جرت في مقر المجلس الاعلى للمرأة بالرفاع كل من الدكتورة الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة، نائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، والمحامية الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة مجلس الامناء بغرفة البحرين لتسوية المنازعات الاستثمارية والمالية والاقتصادية، والمحامية الأستاذة لولوة العوضي مستشارة قرينة ملك مملكة البحرين، وأدار الجلسة الكاتبة والإعلامية سوسن الشاعر.
وأكدت المتحدثات خلال الندوة أن مملكة البحرين استطاعت أن تتقدم خطوات واسعة تجاه تمكين المرأة في المجالين القانوني والعدلي، مع توفر إرادة سياسية داعمة، ومجتمع منفتح إزاء قضايا تعليم المرأة ودعمها.
واستعرضت المتحدثات خلال الجلسة جانباً من بداياتهن المهنية في عملهن كمحاميات في محاكم البحرين في سبعينات القرن الماضي، والتحديات التي واجهتهن في تلك الفترة التي لم يكن مألوفاً فيها وجود محامية امرأة، وأكدن أهمية استفادة الحاضرات من المحاميات المستجدات والموظفات في مؤسسات قانونية وعدلية من الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة البحرينية في تطوير عملهن وإثبات ذاتهن ومراكمة نجاحاتهن.
اللقاء الذي جرى بحضور عدد من كبار المسئولين من مؤسسات القطاع للاستماع إلى طبيعة التحديات التي تواجهها المرأة في المجال القانوني والعدلي والقضائي، وضرورة التحديث الدائم للتشريعات والقوانين، وخاصة القوانين ذات الصلة بالمرأة.
رجال البحرين عظماء
الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة أكدت أن هذه الحلقة النقاشية "فرصة للقاء الشابات الواعدات من القانونيات والحقوقيات"، معربة عن تفاؤلها بهن وبقدرتهن على تسجيل المزيد من النجاحات في المجالين القانوني والعدلي.
ولفتت الشيخة مريم إلى أن المجتمع البحريني والرجل البحريني خاصة يشجع المرأة على التعليم والدخول في اختصاصات فيها الكثير من التحدي مثل المحاماة والدراسات القانونية، وأوضحت أن دراسة القانون تصقل الشخصية وتعلمها .وقالت "إن رجال البحرين عظماء يقدرون المرأة ويحترمونها، ويشجعونها على الارتقاء بعلمها وعملها، رغم أن هذا لا يمنع وجود حالات فردية هنا أو هناك لا يعتد بها".
وأوضحت الشيخة مريم أنه ليس هناك أي مانع دستوري أو قانوني يعيق تقدم المرأة، فهي تحظى بمساواة كاملة مع الرجل، وقادرة على تطوير المنظومة التشريعية والوصول إلى أعلى المناصب في المؤسسات القانونية والعدلية في مملكة البحرين.
إعلاء شأن البحرين
من جانبها استعرضت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة جانبا من عملها في المنظمات الدولية وفي الأمم المتحدة، وكيف استفادت من دراستها للقانون في الدفاع عن البحرين في المحافل الدولية وإعلاء شأن البحرين عالميا وإبراز الانجازات الوطنية في مختلف المجالات.كما تطرقت الشيخة هيا إلى بعض التفاصيل القانونية مثل أهمية مراعاة الفوارق بين الدول في صياغة التقارير القانونية وتلك الخاصة بإبداء الرأي القانوني. وأكدت على صعيد ذي صلة أهمية الرقابة على تنفيذ الأحكام الشرعية، وتطبيق قانون الأحوال الشخصية.
سجل مشرف
واستهلت الأستاذة لولوة العوضي حديثها في الجلسة الحوارية بالتأكيد على أن سجل المرأة البحرينية سجل مشرف في المجالين القانوني والعدلي، وأعربت عن شكرها للقائمين على جميع المؤسسات القانونية والعدلية الذين منحوا المرأة أكبر اهتمام، واستعرضت مسيرة عملها في مجال المحاماة منذ بدأته في مبنى المحاكم القديم بالمنامة، وكيف تمكنت من تخطي الصعوبات، وخاطبت الحاضرات بالقول "كانت بداياتنا صعبة جداً، وعملنا تحت ضغوط اجتماعية وأسرية، أما الآن فالطريق ممهد أمامكم. وقدمت العديد من النصائح للحضور من أهمها الاستعداد لتحمل المسؤولية دائما، وأكدت أهمية سعي المرأة العاملة في المجالين القانوني والعدلي لتطوير معارفها ومهاراتها دائما، وعدم الخوف أو التردد في استقاء المعلومات التي تتطور بشكل دائم في هذين المجالين مهما بلغت مكانتها العلمية أو العملية.