تختتم غدا السبت 22 أكتوبر 2016 فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري بصفاقس بحفل تكريم للوفد الجزائري صباحا، ثم مساء بعرض المجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية الجزائرية بمشاركة نادي الأصيل بصفاقس في المركب الثقافي محمد الجموسي في إطار تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية. وكانت هذه الفرقة الجزائرية هي نفسها التي قدّمت عرض الافتتاح يوم الإثنين الفارط 17 أكتوبر تحت إشراف كلّ من محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية التونسي وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري.
تضمّن الأسبوع عديد المحطات الثقافية والفنية من خلال معرض الفن التشكيلي والخط العربي والشعر والموسيقى والمسرح، كما تضمّن أمسيات شعرية أثثها عدد من الشعراء الجزائريين والتونسيين، وعرض لمسرحية "الثلث الخالي".
ولقد قام الوزيران في حفل الافتتاح بتقديم عرض فنّي راقٍ، ألقى فيه الشاعر الوزير الجزائري إحدى قصائده على وقع عزف الفنان الوزير التونسي على العود، فكان مشهدا فنيا جميلا جعل الحضور يتفاعل بالتصفيق وصيحات الإعجاب التي ملأت المركب الثقافي محمد الجموسي. القصيدة التي ألقاها الوزير الجزائري كانت مهداة للطفلة سارّة الموفّق شهيدة أحداث بن قردان في الجنوب التونسي الأخيرة التي عرفت مواجهات بين الإرهابيين وقوات الأمن.
وأشار الوزير الجزائري في تصريح إعلامي له: "حيث وُجدت الحرية وُجدت الثقافة" مضيفا في ذات السياق أنّه على يقين بأنّ هامش الحرية الكبير الذي تتمتّع به تونس إنّما يكشف عن مدى تمسّك هذا الشعب بخيار الثقافة الذي شكّل سورا منيعا ضد التطرف والعنف في المدة الأخيرة.
وقال إنّ "المشاركة الجزائرية تحمل إشارة واضحة وتأكيدا صادقا بوضع كل الخبرات والتجارب الثقافية في خدمة المثقف والمبدع في البلدين في هذا الوضع الصعب الذي تمرّ به الشعوب والمجتمعات العربية".
واِعتبر عز الدين ميهوبي أن "الثقافة لم تكن في يوم من الأيام إلا دليل الشعوب والأفراد والمجتمعات للوصول إلى الإنسان داخلها، وكان المثقف في كل حالاته راسم هذا الدليل ومحددَ معالمه".
وقال إنّ "مشاركة الجزائر بأسبوع ثقافي متنوع في تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية تحمل تعبيرا صادقا عن الإحترام الكبير لتونس، هذا البلد الذي نشبهه ويشبهنا".
وأضاف الوزير الجزائري أنّ "الرهان من خلال هذا الحدث الثقافي هو تقديم تجربة ثقافية مشتركة بين تونس والجزائر تمثل أرقى ما يمكن أن يصل إليه التعاون الثقافي بين البلدين ولفت إلى أنّ تأخّر وتراجع دور المثقف العربي أدّى إلى تقدم مجموعات متطرفة ساهمت في تلويث الجوّ العام في المجتمعات العربية بأوبئة أيديولوجية في غاية الخطورة لينتشر التعصب والتكفير وإلغاء الآخر".
ونبّه ميهوبي إلى أنّه كلّما تأخّر النقاش والحوار الحضاري في المسارح والمكتبات والمقاهي والمنتديات تقدّم الدمار والموت والعنف وتراجعت الشمس وغيرت مدارها وتقدمت سحب الموت الأسود وغابت قيم الوسطية والإعتدال"، مؤكدا أنّه "لا خلاص للفرد والمجتمع العربي إلاّ باِستعادة صوت العقل ولغة الفن والإبداع الفكري".