تعودت أن أبدأ نهاري بحمد الله على منحه لي فرصة الحياة المتجددة ،وتعلمت أن ابتسامتي في وجه الآخرين صدقة وأن علي تحية كل من يقابلني في بداية النهار أو في أي لحظة أقابل فيها أناس جدد أنها طاقة إيجابية تمنحني القوة كي أبدع في كافة التجارب الحياتية التي أخوضها مهما كانت فيها تحديات وعقبات ،كل لحظة أنظر للإساءة على أنها نجاح وكل لحظة يحاول الآخر إحباطي أتجدد بنشاط منقطع النظير بفض الله سبحانه وحمده دوما على كل شيء .
هناك أشخاص لا يغيبون عن بالي أبدا في كافة تحركاتي فمديري أو المسئول عني هو الذي يعززني دوما بكلمة شكر أو ثناء لا يمكن أن أنساها بحياتي وأمي رحمها الله وهي التي كانت تشجعني منذ طفولتي ووجه أبي وصوته الذي كان يرشدني لكيفية التعامل مع الناس منذ الصغر ،منذ بداية خوضي غمار الحياة وأنا أجد دافعا خفيا يدعوني لمواصلة مشواري أي كان وبأي إتجاه كنت دوما أسمع ما يتردد على مسمعي من تحذيرات معينة من أمر ما وأصوات هؤلاء الناس أطردها بقوة لأبعث في روحي الإقدام وأتحلى بالجرأة في مواجهة كل شيء سهل كان أو صعب .
في دراستي الجامعية كان تلقي المحاضرات في أوقات المساء لوقت متأخر صعب على الفتاة في وطني لكني تجاوزت ذلك بابتسامة وطردت الخوف من معاكسات الشباب ومحاولاتهم التغزل بي لأقع في متاهات المراهقة المضنكة كنت أقول لنفسي كوني كما أنت فتاة بمائة رجل كما كان يقول والدي فأنت أخت رجال وأبنة رجال بقيت كذلك حتى الآن حتى بعد أن تقدم بي العمر وأصبحت امرأة ناضجة وأصبحت أتقبل راي الآخر مهما كان برحابة صدر وابتسامة وكانت ملاحظات الناس سواء كانت إعجاب أو انتقاد لي سلم نجاح جديد لأرتقي به وتولدت لدي طاقة عجيبة تدفعني للإقدام والتواصل مع الآخر بثقة وتعزيز ذاتي كما يقولون الآن أو ما يسمونه الطاقة الإيجابية وأدركت لاحقا أن التوحيد لله والالتزام بما أمرنا الله به بالصلاة والعبادات المفروضة أقوى الطاقات التي يملكها البشر كي يكونوا كما يريد القدر لهم متوجهين نحو الخير والعطاء دون مقابل أو انتظار كلمة شكر وثناء من الآخر فالإنسان معجون من مادة النسيان والنكران للمعروف أحيانا لكنها سمات خلقها الله كي لا يتميز بالكمال فالكمال لله وحده سبحانه والطاقة الإيجابية تتولد فينا من أنفسنا لتدفعنا إلى الإبداع والتميز دوما .