تُعرف الخيانة بأنها دخول أحد الشريكين في علاقة غرامية مع شخص آخر، لكن تختلف خيانة المرأة للرجل عن معنى خيانة الرجل للمرأة، على الرغم من أنها في النهاية تصب في باب الخيانة، إلا أن الرجل يرى أن أي فعل تقوم به المرأة وتخفيه عنه يعد في باب الخيانة.
فالخيانة لا تقتصر على كونها تعرف رجلا آخر، ففكر الرجل في المجتمعات الشرقية وطبيعة علاقته بالمرأة يختلفان عن فكر المرأة، فالزوج لا يتنازل عن أن يكون هو كل شيء في حياة زوجته، وأن يعلم كل صغيرة وكبيرة عن أفعالها وتصرفاتها، على عكس تدخل المرأة في حياة زوجها، حيث يجده الرجل تدخلا مبالغا فيه، وأنها تحجم حياته وحريته، وتجعله محبوسا في بوتقة الزواج.
وفي المجتمعات العربية نجد أن هناك الكثير من الأعذار التي توضع للرجل لتبرر له الخيانة على عكس المرأة، حيث يتحجج الكثير من الرجال بوقوعهم في فخ النزوات نتيجة مرورهم بالمشاكل الزوجية، وعدم احتواء الزوجة له، أو بسبب إهمالها له، في حين أنه لا ينظر إلى نفسه ولا إلى إهماله أيضا لزوجته ولمظهره أمامها.
ووفقا لاستطلاع رأي تم إجراؤه في الولايات المتحدة، فإن من بين 20 و25 بالمئة من الرجال هم خونة مقابل 8 إلى 10 بالمئة من النساء فقط، وفي دراسة أنجزها العالم الأميركي توميسون أعلن أن نصف الأزواج يخونون زوجاتهم في فترة من فترات حياتهم الزوجية وذلك لأسباب عدة منها: العاطفية أو الجنسية أو غير ذلك.
وأخطر مرحلة تكون بين سن الثلاثين والأربعين، ففي هذه المرحلة يشعر الرجل بالقلق إزاء حياته الجنسية. فيبدأ في تقويم فحولته من خلال علاقات متعددة ويصبح عندئذ فريسة سهلة للنساء.
ومن جهة أخرى كشفت دراسة سابقة أنجزها مركز بيو للأبحاث عن الشعوب الأكثر تسامحا مع خيانة الشريك أن فرنسا تصدرت اللائحة، حيث يرى 47 بالمئة من الشعب الفرنسي أن الخيانة تصرف غير مقبول أخلاقيا، بينما 53 بالمئة لا يعترضون عليها، أما ألمانيا فاحتلت المرتبة الثانية مع نتيجة تتراوح بين 40 بالمئة يتسامحون مع الخيانة الزوجية و60 بالمئة يفضلون الانفصال بعد اكتشاف الحقيقة. وفي المرتبة الثالثة جاءت إيطاليا، حيث اعتبر 64 بالمئة من شعبها أن إقامة علاقة مع غير الشريك أمر لا يغتفر.
وفي المقابل احتل العالم العربي المراتب الأولى من حيث رفضه للخيانة الزوجية، حيث يعارض 94 بالمئة من الفلسطينيين و93 بالمئة من المصريين و92 بالمئة من اللبنانيين خيانة الشريك وجرح مشاعره في علاقات عابرة.
وجاءت تونس في المرتبة الأولى ضمن البلدان العربية التي يتقبل قطاع عريض منها الخيانة الزوجية ويعتبرها مسألة شخصية.
وأظهرت دراسات حديثة أنه في غضون قرن من الزمن ازدادت نسبة خيانة المرأة، ويرجع هذا في الأساس إلى سهولة الحصول على وسائل منع الحمل، إضافة إلى الاستقلال المادي للمرأة، وعملها الذي جعلها تتحرر من قيود الزوج المادية، وأعطاها استقلالية تسمح لها بأن تكون أكثر حرية في تصرفاتها، وفي حال اكتشاف زوجها خيانتها فيكون الطلاق مصيرها، وهو الحل العقلاني في مثل هذه الحالات، لكنها لا تخشى تداعيات الطلاق لكونها مستقلة ماديا وبإمكانها أن تلبي احتياجاتها بنفسها، إضافة إلى أن خروج المرأة للعمل ومشاركتها في كافة المجالات جعلاها على اتصال واحتكاك دائم برجال آخرين، مما فتح لها باب الخيانة أكثر من ربة البيت التقليدية.
وتقول الدكتورة بسمة جمال، استشارية العلاقات الزوجية في مصر إن نظرة المجتمع الشرقي إلى خيانة الزوجة تختلف عن نظرته إلى خيانة الرجل، وذلك نتيجة العادات والتقاليد الموروثة منذ القدم، والتي أعطت للرجل حق فعل أي شيء، في حين جرمته على المرأة، فالمرأة عندما تخون فغالبا ما يحدث ذلك نتيجة مشاعر حب بينها وبين حبيبها، أما الرجل فهو لا يحتاج إلى المشاعر لخيانة زوجته، فهو قادر على التفريق بكل سهولة بين العلاقة الحميمية والحب، ونادرا ما يحتاج الرجال إلى المشاعر لممارسة العلاقة الحميمية.
وأشارت إلى أن الرجل يتزوج بحثا عن التقدير والمتعة في الحياة الزوجية، فهو يحب أن تشعره زوجته بأنه طفل كبير، لذلك حينما يبحث عن امرأة أخرى غير زوجته فبحثه هذا لأنه تأكد من أنها ستشعره بهذه الميزة، على عكس الزوجة التي ترى في ذلك إهانة للرجل وعدم تقديره، خاصة إذا كانت هذه الإهانة أمام الآخرين، لافتة إلى أنه من أهم عادات الرجل الشرقي أنه لا يحب النقاش مع زوجته لذلك يهرب إلى سيدة أخرى.
وتضيف الدكتورة بسمة “من ضمن الأسباب التي تدفع الرجل إلى الخيانة، هو شعور المرأة بأن العلاقة الجنسية مجرد واجب ولا تستمتع بها، نتيجة افتقارها للثقافة الجنسية، لذلك يبدأ الرجل في الابتعاد عن زوجته والبحث عن بديلة تشعره بالمتعة”، مؤكدة أنه على الرجل أن يواجه زوجته ويطلب منها أن ترتضيه، فهناك الكثير من الرجال ممن يعبرون عن حبهم بالفعل، لكن الزوجة تحتاج إلى الحب والكلمات بعد الزواج أكثر من قبل الزواج، وتحتاج دائما دعما عاطفيا بسبب شعورها بتحمل المسؤولية.
أما عن خيانة المرأة فتقول “غالبا ما تكون خيانة مشاعر أو خيانة انتقامية، فالمرأة عندما تجد زوجها يبتعد عنها، تبدأ في اللجوء إلى سلاح الابتعاد والعصبية، أو اللجوء إلى شخص وهمي في خيالها، أو البحث عن علاقة تعوض بها ما تفتقده مع زوجها”، لافتة إلى أن الرجل من النادر أن ينفصل عن زوجته ليعيش مع عشيقته، لأن الوضع يلبي كامل احتياجاته، ويجمع بين السلامة والراحة، على العكس من ذلك، نجد المرأة في الكثير من الأحيان تترك زوجها كي تعيش مع حبيبها، لأنها غالبا ما يشبع احتياجاتها العاطفية.