ضغوط الحياة والمواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان قد تلغي فوائد الأطعمة الصحية التي يتناولها. ولفتت الدراسة التي أشرف عليها باحثون من مركز ويكسنر الطبي بولاية أوهايو إلى أن هذا لا يعد إذناً أو تصريحاً بتناول ما نحب بغض النظر عن قيمته الغذائية عند التعرض للقلق والضغوط النفسية.
وأوضح الباحثون أن الحمية الغذائية والقلق النفسي لهما دورٌ ملحوظ ٌ في تغيير مستويات الالتهابات بالجسم، لافتين إلى أن الدراسة التي أجروها كان هدفها الأساسي هو كشف العلاقة بين القلق والحمية الغذائية والمؤشرات الحيوية للالتهابات في الدم، وأكد التقرير أن الالتهابات المزمنة تتسبب في الكثير من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب ومرض السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي.
أجرى الباحثون الدراسة على مجموعتين من النساء، الأولى تضم 38 سيدة من الناجيات من سرطان الثدي، والأخرى تضم 20 سيدة لا يعانين من أية أمراض، وكلتا المجموعتين قامتا بزيارة مركز ولاية أوهايو الطبي في يومين مختلفين.
بعض السيدات المشاركات في الدراسة تناولن وجبة إفطار تحتوي على البسكويت، والذي تم تحضيره باستخدام الدهون المشبعة، والبعض الآخر منهن تناولن نفس الوجبة تقريباً، ولكن الاختلاف الوحيد أن البسكويت تم تجهيزه باستخدام زيت عباد الشمس أحادي عديم التشبع (زيت صحي).
وبعد ذلك خضعت السيدات، اللاتي بلغ متوسط عمرهن 53 عاماً، لاستبيان خاص بمعدلات القلق والضغوط النفسية، وتم سؤالهن عن الأحداث التي تعرضن لها في اليوم السابق، وأوضح التقرير أن مثيرات القلق البسيطة لم يتم اعتبارها من الأحداث اليومية العصيبة، بينما أمثلة المواقف الصعبة التي اعتمدتها الدراسة كانت تشمل: تنظيف السيدة لآثار عبوة دهان سكبها طفل صغير على الأرض، أو رعاية أحد الآباء أو الأمهات المصابين بالخرف، والذين يثيرون المشاكل ويقاومون المساعدة.
من جانبه قال جان كيكولت غلاسر، المشرف الرئيسي على الدراسة، وأستاذ الطب النفسي وعلوم النفس "الأحداث الصعبة لا نقصد بها تلك التي تحطم حياة الشخص، وأيضاً لا نقصد تعرض الإنسان لإصابة طفيفة في ظفره".
أضاف التقرير أنه تم الحصول على عينات الدم بشكل متكرر من السيدات الخاضعات للدراسة، وتم تقييم وجود اثنين من المؤشرات الحيوية المرتبطة بالالتهابات، واثنين من العوامل الحيوية التي تشير للإصابة بتصلب الشرايين.
كشفت النتائج أن المؤشرات الحيوية غير الصحية كانت أعلى حين تم تناول الوجبات الغنية بالدهون المشبعة مقارنة بالوجبات الغنية بزيت عباد الشمس، وعلى النقيض تماماً، لم يكن هناك أي فارق في مستوى المؤشرات الحيوية عند تناول الأطعمة الضارة أو الصحية في حالة تعرض السيدات لأحد الضغوط الحياتية، حتى بالنسبة للسيدات اللاتي تناولن الأطعمة غير الصحية، فلم ترتفع لديهن مستويات المؤشرات الحيوية الضارة.
ويعتقد الباحثون أن دراستهم تعد الأولى من نوعها التي تُظهر أن الضغوط والقلق النفسي قد يساهمان في إلغاء فوائد تناول أطعمة غنية بدهون صحية، كما لاحظوا في الوقت نفسه أن الالتهابات تتراكم مع مرور الوقت داخل الجسم، بما يساهم في رفع خطر الإصابة بالأمراض.
وينصح القائمون على الدراسة بعدم تناول الأكلات غير الصحية حال التعرض لأي من الأحداث الحياتية الصعبة، كما أكدوا على أهمية تناول الأكل الصحي بشكل يومي منتظم، حتى لا يكون الإنسان عرضة للمخاطر الصحية المحتملة عندما تمر به أي ضغوط أو أحدث عصيبة، ونشرت هذه النتائج بمجلة "Molecular Psychiatry ".