الجميع يعلم أن صفة التهالك تطلق على الأشياء القابلة للسقوط ،مثل الجدران المتهالكة والزجاج المتصدع المتهالك الذي يصاب بصدمات طبيعية نتيجة عوامل عدة مثل الحوادث والمرض ودنو الموت وقد تؤدي بعض الحوادث لسقوطه لاحقا إذا ما كان صاحب خلق وله منجزات يستذكره الناس من خلالها دون أن يؤدي لذك لانهياره رغم غيابه أمام الآخرين ،لكن التهالك البشري لإنسان معين ليس بسبب مرض أو صدمات معينة لأن ما أقصده هنا تهالك شخصية إنسان معين وسقوطه في نظر الآخر نتيجة تصرفاته وسلوكياته وبعض الممارسات السلبية التي يعتبرها هو عادية وحق من الحقوق الممنوحة له بصفته بمنصبه ،بحيث يتحدث ويستهزأ ويسخر من البعض بقصد على أنه نوع من التودد أو المداعبة والمزاح مما يؤدي إلى تزلزل شخصيته لتصبح قابلة للسقوط في نظر الآخرين.
للأسف هناك شخصيات معينة تضع نفسها في منصب جهوي وأحيانا تمسك قرارات تتعلق بمصائر الآخرين قد نصفهم بالمتهالكين إنسانيا نتيجة ممارساتهم القمعية التي لا تعكس الصورة الإنسانية المطلوبة ممن هم يملكون المفاتيح للآخرين في إستمرارية العمل أو الارتقاء به للحصول على ترقية وزيادة راتب وتحسين وضع ،هؤلاء يمارسون سياسة التجاهل لأشخاص لهم بصماتهم دون الثناء عليهم ودون التلميح بإنجازهم في حين أن صاحب الأمر يدرك دورهم ويشيد بهم ولا يدري ما يجري خلف الباب الموصد كحاجز افتراضي بينه وبين الآخرين من ممارسات البعض السلبية التي تنعكس على الأداء لجهة معينة ،وعلى اعتبار أن التلميح دون التجريح قد يكون تصويبا لبعض السلوكيات لكن التجاهل ومجاملة غير الكفؤين بعنجهية وتمرد تعكس صورة غير محمودة تكون ذات ارتدادات سلبية عمن يتلقى الضربات بالكلمات الموجعة والآخر المقصود يعتبرها مزاحا ومداعبة باستهتار مطلق بالمشاعر وأحاسيس المقصود بالكلمات غير المحمودة وغير المرغوبة في وصف منجز معين ووصف سلوك أو تعليق على طرق التعامل فهذه الممارسات تجعل ذلك الشخص متهالكا قابلا للسقوط من نظر من حوله ممن يتعامل معهم دوريا وبحكم العمل الروتيني اليومي لخدمة مكان معين.