أنثى تشتكى من ذاك المسمى"سن اليأس" ...تعجب من هؤلاك الذين يدعون أن الأنوثة توصد أبوابها في تلك المرحلة من العمر... ترفض تصنيفها ضمن لائحة"خدمة ما بعد البيع" إن صح التعبير... تنأى بعيدا عن من يصلون كيان المرأة بتلك "العادة الشهرية"
فالمرأة العربية معطاء... سخية... قائدة ...و مقدامة في كل الأعمار... و شتى المجالات ...فما انفك رحمها الخصب يلد لنا أعتى الشجعان... و أرقى السيدات في كل الأزمان... و ليس من العدل في شئ أن نهمل ، أو ننسى كل تضحياتها لأجل مرحلة عمرية ، قد أُخطئ الحكم فيها منذ بادئ الأمر
فالأنثى الأصيلة تحاكي كينونتها ...و ماهيتها ...لا جسدها و درجة إغرائها... فتلك عليسة التى أعطت المجد لقرطاجنة ...و خلدت إسمها بين أعلام التاريخ ... كانت إمراة أسست بلدا بفطنة و ذكاء... لا بدلال و إغواء
فكثيرات هن اللوات تأقلمن مع سنهن ...إذ أن لكل مرحلة عمرية شغفها... إبداعها... و طموحها... فتلك مرحلة النضوج الفكري... و العاطفي... لا مرحلة اليأس... والخزي... كما يخيل للبعض... و كما ينظر إليها بعض الرجال الذين يسعون للتخلص من نسائهم... أو لخيانتهن بدعوى التقدم في السن... و عدم قدرتهن على إشباع تلك الغرائز الذكورية ...غير مبالين بقداسة حياتهم الزوجية ...و بذكرياتهم سويا ...
فتلك المرأة التي بلغت العقد الخامس من العمر... و تجاهلتها بنرجسيتك المغلوطة ياسيدي الكريم... ما هي إلا رفيقة دربك ...و نصفك الآخر كاتمة أسرارك... و أم لأولادك
فالمجتمع الذكوري لا يدرك خبايا... و خفايا تلك المرحلة العمرية و مدى عمق الاضطربات الفيزيولجية التي تعتري المرأة... و تؤثر سلبا على تصرفاتها ...و طباعها... و لكي يزدن الطين بلة فبعض النساء يهملن أنفسهن ...و يهجرن أدوات الزينة و"صالونات التجميل"
و حتى أزواجهن !!!
ويستسلمن لخرافات البائدين... و شعارات الأولين... و يذعن لواقع نحتنه بأيدهن... فتلك التي لم توازي بين متطلبات بيتها، زوجها، أبنائها و بين حاجاتها الفكرية، والنفسية ...أثناء تلك الفترة المرهفة، قد تكون الدافع الأقوى، و السبب الجوهري في هجران زوجها لها، وهدم عشها الزوجي
"إن خليت خربت"هذا ما يعزي النفس و ما يمد إمرأة العقد الخامس بالطاقة الايجابية،فوجود زوج مثقف، واع، في حياتها قد يلعب دورا رئيسيا في تجاوز تلك المرحلة الحرجة ،بما فيها من تقلبات نفسية ...و تغيرات هرمونية ،فيكون الرجل هو الدافع لنجاحاتها ،و المساند لأرائها،
و قد تؤمن المرأة أخيرا بأن "وراء كل إمرأة عظيمة رجل"رجل أعلى من شأنها، و قدّرها حق قدرها ،و آمن بديمومة أنوثتها ،و برجاحة عقلها، وبأنها عماد بيته ،أمسه ...حاضره... وغده
فالأنوثة جزء لا يتجزء من المرأة ،و لا يمكن أن يكون السن مقياس لها، فالحكمة دائما تولد من رحم التجارب، فأبرز الوجوه السياسية... الأدبية... والعلمية، في بلادي هن نساء مخضرمات، قدمن للعلم... للساحة الادبية... وللايديولجيات الكثير... و مازال سيعيهن متواصل،و نبضهن لا يتوقف، وأفكارهن لا تشح ،ولا تشيخ... "فرفقا بالقوارير"كما أوصانا رسولنا الكريم
عاش رجال ...و نساء الخضراء... أحرار... و حرائر ...مهد الثورات العربية...و عاش شباب نساء بلادي