عندما تبدأ رذاذات المطر بالتساقط في سماء فلسطين ، تمتد الايادي لتلتقط بعضا من حبات البركة وتمسح الوجوه بدعوات من الصغير قبل الكبير، ان تحمل الاجمل والانقى والاحلى للايام القادمة والبشرى لموسم خصب قادم .
لكل منا احلامه الشخصية .... المهنية... . الاكاديمية . الانسانية العامة ، يسبشر الجميع بان قطرات المطر النقية التي لم تتلوث ببشاعة الاحقاد والمؤامرات وقظائف الحروب يمكن ان تحقق الامال .
الكل يبتهج لرؤية القطرات البلورية والكل يتزاحم على البوابات والنوافذ لرؤية اولى بشائر الخير .
ترافق اول هطول للمطر نسمات باردة ، نشطة تاخذني الى احلام الطفولة حينما كنا نتمنى ان تحملناا الريح الى بلاد بعيدة وتجول فينا في مدن كثيرة ، أحلام ما زالت حاضرة في ذاكرتي حتى اللحظة .
الامهات هن رفيقات المطر . في بدء موسم المطر تلتحق الامهات في مهمة عاجلة لغسيل ملابس الصيف الزاهية ووضعها في خزائن للصيف القادم وتجهيز الملابس الشتوية الدافئة .، كما تقوم بتجهيز الاغطية الدافئة ووسائل الدفئ والغذاء اللذيذ وتنظيف الاحذية التي غاصت في برك من الوحل وتتقاطع بهذه المهمة مع اغلب نساء العالم ، الا ان نساء فلسطين وخاصة في مخيمات اللجوء يفتقدن الى ابسط المقومات التي تمكنهن من توفير ;ابسط الاحتياجات ; نظرا للضائقة المالية و الاقتصاديةالتي يعيشها سكان االمخيمات والبيوت المهددة بالانهياراو التي هدمت بفعل قذائف الاحتلال ، ، وخاصة في قطاع غزة المحاصر برا وبرا وبحرا . لكن رغم ذبلك تبدع الام الفلسطينية في ظل ظروف الحصار والحرمان والفقر ان تلقي بظلال من الحماية للابقاء على شروط البقاء لابنائها .
يحضر االمطر تجدد الارض خصبها ..تغادر أسراب الطيور الى بلاد أكثر دفئا ..تختبئ الكائنات ...تبحث عن دفئ بين الشقوق ، تحت التراب او في ذراع امراة تغني للفرح وفي جعبتها حكايات وقصص تبدد الليل الطويل .
يحضر المطر ...يغيب السواد ...ينشد النقاء ترانيمه ويتجدد الحب والعطاء .