هي واحةُ الديمقراطية في صحراء الديكتاتورية الشرق أوسطية، وهي دولة الحق والقانون، في وسط دول شريعة الغاب، وهي الدولة التي تملك أرقى جيوش العالم، وأكثرهم التزاما بمبدأ طهارة السلاح!! وهي.... وهي!
نجحت إسرائيل، في تسويقِ الدعاياتِ السابقة، فصدَّقها كثيرون، وكان سببُ تصديقهم لا يعود إلى قوةِ حُججِ إسرائيل، بقدر ما يعود إلى فشلنا في دحضِ تلك الافتراءات، وعدم قدرتنا على بلورة صيغٍ حقيقية لأبرز ممارسات إسرائيل كدولة عنصرية قمعية، ويعود السببُ كذلك إلى إغفالنا رصدَ الأخبار التي تدحضُ افتراءات الزيف الإسرائيلية! فنحن نرصدُ فقط الانتهاكات العسكرية، والسياسية، ولكننا نغضُّ الطرف عن رصد الانتهاكات الإثنية، والممارسات العنصرية، في مجال حقوق الإنسان!!
شكرا، لبعض إعلاميي إسرائيل، وبعض صحف إسرائيل، التي ما تزالُ ترصدُ ظواهر الشوفينية، والعنصرية في إسرائيل، شكرا للصحفي الإسرائيلي، أور كاشتي الذي كشف في صحيفة هآرتس ملفا عنصريا، يوم 5/11/2016 يُدمِّر ادِّعاء إسرائيل بأنها ديمقراطية! يقول:
"هناك جمعية عنصرية، هي فرعٌ من حركة (كاخ) العنصرية، اسمها، الرحمة(حمله) أسَّسها المتطرف، بنستي غوبشتين، زعيم حركة (لهبا) وهي خليفة حركة، كاخ المحظورة في الإعلام فقط.
ادَّعى، بنستي أنه تركها ليديرها متطرفٌ آخر ، غير مشهور بالتطرف هو، إلياكيم نئمان.
هذه الجمعية تُعنى بالفتيات اليهوديات، تقدم لهن المعونة والملجأ، ليس لأنهن فقيرات معدمات، بل لأنهن وقعن في غواية الشبان العرب، وتزوجنهم!
يقول مدير الجمعية في نشرة خاصة: " إن زواج اليهوديات من العرب طاعون، لذا فإن هذه الجمعية تقوم بإنقاذ اليهوديات من براثن الإسماعيليين، أي العرب!!
يجب ألا نصل إلى اليوم الذي نُسمِّيَ مواليد اليهوديات:
أحمد بن موشيه!!!"
يؤكِّد الصحفي، أور كاشتي، بعد الخبر عنصرية الحكومة الإسرائيلية:
" تُساهم وزارة الشؤون الاجتماعية بنصف موازنة هذه الجمعية، أي تدفع 1,3 مليون شيكل سنويا، وتبلغ ميزانيتها 2,6 مليون شيكل، وهذا الدعم لهذه الجمعية يشير إلى عنصرية الحكومة الإسرائيلية، فهي تدعم جمعية عنصرية"!!
من أبرز أنشطة جمعيتَيْ، حمله، ولهبا، أنهما تملكان فريقا من الشباب اليهود المتطوعين المتطرفين، يقومون بمطاردة الشباب العرب، في شواطئ، بيت يام، قيسارية، عسقلان، وإيلات، ويعتدون عليهم بالضرب، لمنعهم من محادثة الفتيات اليهوديات"
لم يكتفِ هؤلاء المتطرفون بهذه العنصرية، بل إنَّ هناك جمعيةً أخرى، اسمها، (لاخيم) تُنَفِّذُ عمليات اختطاف اليهوديات اللاتي تزوجن من الشباب العرب، فقد أخْتَطَفَتْ الجمعيةُ يهودياتٍ من النقب، وعكا، وأسكنتهن في ملجأ خاص بالجمعية.
تأكيدا على هذه العنصرية، أصدر الحاخام المتطرف، دوف ليئور، حاخام مستوطنة كريات أربع فتوى بتحريم زرع نُطف غير اليهود في أرحام اليهوديات، حتى وإن كان هذا هو الحل الأخير للعقم، لأن نُطف الأغيار(غير اليهود) تورِّثُ المواليدَ الوحشية والبربرية!
حتى العضو البارز في حزب الليكود، رئيس الوكالة اليهودية، ناتان شارانسكي قال بعنصرية فاقعة:"إنَّ امتزاج اليهود بغيرهم هو فناءٌ لليهود"
(من كتاب قصص نساء يهوديات معنفات، لتوفيق أبو شومر، صفحة 81)
مرة أخرى:
"ألا تصلُح هذه الحقائق لتكون دليلَ اتهام واضحا على عنصرية حكومة إسرائيل؟!"