في مدينتنا، نطلق المبادرات، الواحدة تلو الأخرى، دون الدخول في تفاصيلها.
نحب العموميات وتستهوينا ثقافة الإبهار، نوايانا حسنة وطيبة، لكن طريقة تفعيلها مربكة.
في مدينتنا، اقبل النساء على العمل لإعالة أسرهن، فالبعض منهن أيتام والبعض منهن وحيدات والديها والبعض منهن تريد تحسين وضعها المعيشي، وقد بدأن العمل في مدينتنا وفِي مدن اخرى بها وظائف، تبعد اكثر من ١٥٠ كم، نساء مدينتنا متعلمات وماهرات في أعمالهن، منهن الطبيبة والمحاسبة والمهندسة والفنية.
عندما التحق نساء مدينتنا بالوظيفة، تفاجأن بالواقع الذي يحتاج الى مراجعة، تخيل، يا سيدي القاريء، واقع ممرضة من الاحساء (غير متزوجة) عينت للعمل في الخبر في احد المستشفيات بنظام النوبة (تعمل نهارا وليلا).
من سيستاجر لها شقة؟ ومن المحرم الذي سيسكن معها؟ وما تكلفة ايجار الشقة ؟ من سيوصلها يوميا من والى العمل؟ هل يوجد سائق مستعد لإيصالها في منتصف الليل بعد انتهاء عملها؟ ما الذي يحدث لو تأخر السائق لإيصالها ؟ ماذا لو تحرش السائق بها؟ كم ستدفع أجرة للسائق؟ بالاضافة، الى ما ذكر، كيف حال بيئة العمل لتلك الممرضة؟ هل هي محفزة لها، ام طاردة؟ كيف وضع تلك الممرضة السعودية بين قريناتها من الممرضات غير السعوديات اللاتي يجتمعن مع بعضهن البعض، بينما الممرضة السعودية في معزل عنهن.
سيدي القاريء، في أوقات الصلاة، أين تصلي المرأة السعودية العاملة في مكان عملها؟ في بعض الأماكن لا يوجد مكان لذلك، وتضطر النساء العاملات للصلاة في مكاتبهن او في غرف الاجتماعات او في أماكن مفتوحة أمام الغير، ليس هذا فحسب، بل في أوقات الاستراحة، لا يوجد لبعضهن مكان للراحة والاكل وشرب القهوة،
وقد تتكرم بعض المؤسسات بايجاد مكان لاستراحة النساء يكون داخل غرفة خزائن الأمتعة الشخصية او قرب دورات المياه المخصصة للنساء.
سيدي القاريء، كيف تعامل المرأة السعودية العاملة من قبل رب العمل؟ فمن الممكن ان تفصل تعسفيا او يخصم من راتبها وهي لا تملك حولا ولا قوة للمطالبة بحقوقها، لان الحياء يمنعها من ذلك، بالاضافة الى ماذكر، فان بيئة العمل طاردة للمرأة خاصة للتي تعتني بطفلها الرضيع او ابنها المريض، حيث لا توجد في بيئة العمل أماكن لحضانة الأطفال. وبعض المؤسسات.
ليس هذا فحسب، بل قد توظف العاملة السعودية ليس حبا فيها، لكن للاستفادة من نسبة رفع السعودة لدى مكتب وزارة العمل! والبعض يوظف المرأة السعودية للمباهاة أمام الزوار الدوليين.
سيدي القاريء، تخيل لو أعطيت نساء مدينتنا الاولوية للعمل في مدينتين بدلا من العمل في مدن أخرى، تخيل لو صرف بدل سكن ونقل للمرأة السعودية العاملة خارج مدينتها، أسوة بغير السعوديات.
تخيل لو طورت آلية وجدول عمل شركات سيارات وحافلات الأجرة والقطارات بحيث تراعي احتياجات المرأة العاملة، تخيل لو خصصت مراكز حضانة ورياض أطفال قرب عملهن وخصص لهن وقت لرضاعة مواليدهن.
تخيل لو خصصت أماكن مغلقة للعاملة السعودية لتصلي فيها وتستريح، تخيل لو وضعت تشريعات مفعلة لجعل بيئة العمل اكثر تفهما وتعاونا وتحفيزا، تخيل لو وضع برنامج لتطوير وتدريب المرأة العاملة السعودية.
تخيل لو وزعت على المرأة السعودية العاملة كتيبات توضح حقوق المرأة العاملة مدعمة بمحاضرة توعوية، قبل ان تباشر العمل، تخيل لو قامت وزارة العمل بالتفتيش العشوائي على المنشآت التي توظف المرأة للتأكد مِن تفعيل تلك القرارات.
باستطاعتنا الارتقاء اكثر بالمرأة العاملة السعودية اذا راعينا ما ذكر.
وأخيرا: اسأل سيدي القاريء: أين تصلي المرأة السعودية اثناء عملها؟.