ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن اللاجئات السوريات في مخيم «الزعتري» بالأردن تعانين ألوانًا من الاستغلال الجنسي شملت الزواج القسري، والاتجار بهن في الملاهي الليلية.
وأشارت الصحيفة إلى قصص مختلفة لفتيات سوريات، إحداهن تدعى «علية» جاءت إلى الأردن هربا من الحرب الطاحنة في بلادها، وتزوجت لثلاثة أشهر، ثم لجأت للعمل بأحد الملاهى الليلية، لكسب العيش، ومساعدة أسرتها في سوريا، ولم يعد بإمكانها العودة، خجلا مما وصلت إليه في الأردن.
وأضافت أن «علية» تعمل مع صديقتها «عشتار» السورية أيضًا، التي أصبحت فتاة ليل هي الأخرى، بعدما تركت أسرتها وابنها في سوريا، والتقت رجلًا فلسطينيًا أخذها إلى الأردن، وأجبرها على العمل في الحانات، وممارسة أنشطة غير قانونية.
وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات جاءت على لسان عمال إغاثة اللاجئين السوريين بشأن المعاناة، التي تتكبدها اللاجئات السوريات في بلد لا يسمح لهن بالحصول على وظيفة، وكيف تعاني الكثير من الأسر التي تعتمد على المساعدات من ضيق ذات اليد.
وأوضحت أن مخيم زعتري يعيش به أكثر من 100 ألف لاجئ سوري، وأن الكثير من الفتيات دون الثامنة عشرة يجبرن على الزواج، وهناك الكثير من الأئمة والشيوخ الذين يحثونهن على ذلك.
ولفتت إلى ما ذكرته أميرة محمد، مسؤولة مكافحة الاتجار بالبشر بالمنظمة الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر، بخصوص الزواج المبكر، وكونه فكرة أصيلة في الثقافة السورية، ولكن الفتاة في سوريا قد يصل مهرها إلى 1000 دولار، فيما تحصل اللاجئة السورية في الأردن على مهر 100 دولار في المخيم.
وأشارت «جارديان» إلى مدينة «المفرق»، التي تقع على بعد ستة أميال من المعسكر، ويعيش بها 65 ألف لاجئ سوري يعانون حياة أكثر قسوة من تلك التي يعانيها لاجئو معسكر «الزعتري»، ويتلقون دعمًا أقل، ولعل هذا كان ما دفع المنظمة الدولية للهجرة إلى التركيز على المدينة في حملتها التوعوية بخصوص الاتجار بالبشر.