الإنسان ذلك المخلوق البشري المدهش في تكوينه الخارق في الطاقة المودعة في ثناياه ودواخله المعجزة في قدراته وأسراره التي وضعها الله فيه،وحده الخالق العظيم سبحانه أعلم بما بداخله فالقلب يركن في جزءه العلوي الأيسر القلب النابض بالحياة تلك الكتلة اللحمية المحشوة بالأسرار التي أعجزت الأطباء في العالم المادي وكانت للأدباء والشعراء مادة ملأها الخالق بالمشاعر الفياضة والحساسة المرهفة والتي توحي إليهم ببديع الشعر والتفكر في التفكر والتعبير بالنثر وكتابة الخواطر حول ما يجري في أصقاع العالم والأرض كله جميعه يحتويه القلب الرقيق المتعمق بعالم الأحاسيس والمشاعر.
لا يوجد كاتب أو مفكر أو مهتم بشأن الروح إلا وتكلم في كنهه وأسراره. إنه القلب الكثير التقلبات وهو الذي يتألم سريعاً ويفرح سريعاً هو القلب الذي تغنى به المحبون وتوجع من خلاله المحرومون وتكلم بتسارع دقاته المندهشون برؤية حبيب رآه قلبهم قبل العيون.
إنه القلب الذي تختلف تعبيراته بحسب مشاعر صاحبه فقلب الأم يملؤه الحب والحنان والدفء الإنساني الفياض وقلب العشاق من بني الإنسان مليء بالأشواق والحب للخير وقلب معظم الرجال كقلب الأسد قوة وإقدام وجرأة بالحق وقلب النساء مرهف حساس كالبلورة شفافة نقية تتسم بالرقة والصفاء.
إنه القلب الذي قال فيه الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء )وقال أيضاً (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )اللهم آمين.
لذلك فإن الله مالك الملك وحده الذي يزرع في قلب المؤمن حبه وهو المؤمن الصادق الذي يبقى آمنا مطمئنا بذكره لأنه ينبض بحب الله ويتصرف برضاه ويستمد قوة نبضاته من قوة صلته بالله سبحانه. فحري بنا أيها الأحبة أن نسبح الله دوما ونردد سبحان الله صبحا ومساء للتفكر في ملكوت الله ليبقى قلبنا نابضا بحب الله وحده دون سواره والبقاء على فطرته التي فطر الناس عليها جميعا بتقواه والإخلاص في عبادته وتسبيحه بكرة وأصيلا بنبض القلب الصادق المؤمن بالله والخالص له دون سواه.