تنتهي العلاقة العاطفية عندما تكثر الخلافات ويغيب التوافق، وللحفاظ على إيجابيات تلك العلاقة من احترام وتفاهم ينبغي الشروع في اتخاذ شكل جديد، بأن تظل العلاقة بين الطرفين ولكن في إطار الصداقة، حيث يتحول الحب إلى صداقة.
لكن في الكثير من الأحيان يفشل هذا التحول في ظل المشاعر والعواطف التي ستطغى على طبيعة العلاقة، وربما تفسد الصداقة أيضا.
وأكد علماء نفس واجتماع أنه لا يمكن للمرأة أن تنهي العلاقة العاطفية اليوم، وأن تصبح صديقة لحبيبها غدا أو حتى بعد عدة أسابيع؛ إذ لا بد لها من متسع من الوقت لكي تحزن وتبكي وتحلل المواقف، وبعدها تقرر ما إذا كانت ستوافق على أن تجمعهما الصداقة أم لن توافق، فلن يصبحا صديقين إلا بعد تخطي هذه الفترة وقدرة كل طرف على العيش سعيدا بمعزل عن الطرف الآخر.
وأشاروا إلى أن الخطأ الجسيم الذي يقع فيه أغلب الفتيان والفتيات المرتبطين عاطفيا أن يقابلوا بعضهم البعض وكأن شيئا لم يكن، لأن ذلك سيكون له أثر سلبي على نفسيتهما، وسيؤدي إلى ضغوط نفسية حادة، لذلك لا بد من التعامل مع الموقف بشكل طبيعي، فالمشاعر ستظهر مرة أو مرتين، وبعد ذلك ستختفي وستزول جميع الحواجز بشكل تدريجي.
من جانبها، تؤكد مشيرة عبدالله، أخصائية العلاقات الاجتماعية والزوجية في مصر، أنه لا يمكن أن يتحول الحب إلى صداقة؛ فقد تتحول الصداقة إلى حب لكن العكس مستحيل، معتبرة أن أغلب قصص الحب كانت في البداية قصصا عن صداقة بين الحبيبين. بهذا المعنى يُعد تحول الحب إلى صداقة من الأشياء المستحيلة، لأن الحب يكسر جميع الحواجز التي تحتفظ بها الصداقة، والتي لا يمكن استرجاعها مرة أخرى.
وتشير أخصائية العلاقات الاجتماعية والزوجية إلى أن الحب يقرب الشخصين من بعضهما البعض على مستوى المشاعر والعاطفة فيزول التكلّف والخجل وتحل محلهما المودة والعاطفة الجياشة، وحالما ينتهي الحب وتنتهي علاقة المودّة لا يمكن أن تتبلور هذه المشاعر والعواطف وتصاغ مرة أخرى في إطار الصداقة، لأن الحب عندما ينتهي يتحول إلى عداء سواء كان هذا العداء من شخص إلى آخر أم عداءً بين الطرفين، لافتة إلى أن مشاعر الإنسان ليست آلة يمكن أن يتحكم فيها المرء متى شاء ويحولها من شيء إلى شيء آخر حسب الظروف والعوامل المحيطة به.
وتضيف الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس، أنه من الصعب أن يتحول الحب إلى صداقة، خاصة في المجتمعات الشرقية، لأن العلاقة العاطفية عندما تفشل يتحول شعور الحب إلى إحساس بالإحباط واليأس والرفض، ويريد كل طرف أن يثأر لنفسه من الطرف الآخر، على عكس الدول الغربية التي يمكن أن يتحول فيها الحب إلى علاقة صداقة عادية بل ومتينة أحيانا، وذلك لأن الشعوب الغربية تتميز بخاصية التفكير العقلاني. أما في المجتمعات الشرقية فلن يحدث هذا إلا في نطاق ضيق ومحدود، وذلك لأن شعور الحب الذي كان متواجدا بين الطرفين يتحول إلى شعور بالعداء، لإحساس كل منهما بأن كرامته قد أهينت، فيعتبران البعد هو الحل الأمثل لكي يرتاح الطرفان نفسيا.
وقد تمنت أستاذة علم النفس الاجتماعي أن يتحول الحب إلى صداقة بين الشريكين أو على الأقل أن يتمنى كل طرف الخير والسعادة للطرف الآخر.
ويلفت علماء النفس إلى أن الصداقة من شأنها أن تجدد الحب بين الطرفين بعد فترة من الانفصال، ففي البداية لن تكون الصداقة حقيقية، إنما ستكون مجرد خداع لكي يرى كل طرف الآخر، حيث أنه لا يمكن التخلص من الألم والحالة النفسية التي نشأت نتيجة الانفصال بين ليلة وضحاها، لذلك على الحبيبين أن يبتعدا عن بعضهما البعض في البداية للتأكد من مشاعرهما.
ويشير المختصون إلى أن الحب يمكن أن يتحول إلى صداقة، شرط أن يتزامن ذلك مع حالة النضج العاطفي للحبيبين.