أوصت دراسة أصدرها مركز شؤون المرأة بغزة بتطوير نهج "من فاقدة لفاقدة" للتعامل جيداً مع اضطرابات ما بعد الصدمة وخاصة في ظل محدودية نموذج التدخل التقليدي في التعامل مع اضطرابات ما بعد الصدمة والذي يضمن توفير الدعم الشمولي.
وقالت هداية شمعون، منسقة المشروع: "تعتبر هذه الدراسة الاستطلاعية هي الخطوة الأولى في بناء المشروع حيث تم التوجه لحي الشجاعية شرق مدينة غزة من فريق أخصائيات مدربات عملن على تعبئة استمارات قبلية للنساء الفاقدات ومن ثم تم اختيار 60 امرأة تم توزيعهن على 3 مجموعات لتلقي الدعم الجماعي لـ 24 جلسة ممنهجة وفقاً لأولوياتهن النفسية والاجتماعية، وتلقت 24 امرأة تم ترشيحهن ممن شاركن في مجموعات الدعم الجماعي تدريباً مكثفاً لمدة 9 أيام على مدار 3 أشهر لمساعدتهن ليصبحن داعمات ويتمكن من التوجه للميدان لدعم غيرهن من النساء".
وأوضحت شمعون تعتبر الدراسة الحالية كمية ونوعية مستندة على النهج الوصفي والتحليلي ومستخدمة لإطار مفاهيمي مناسب حول تأثيرات الصراعات والنزاعات العسكرية والسياسية على النساء، وتوصلت الدراسة لمجموعة من النتائج من أهمها معاناة النساء الفاقدات من ضياع الحيز الخاص والفضاء المكاني إلى جانب معاناتهن من اضطرابات ما بعد الصدمات المعقدة واضطرابات أسرية واجتماعية.
وتوصلت الدراسة لأهم احتياجات الفاقدات في ظل الفقدان المزمن والصدمات الجمعية من أهمها توفير الحاجيات الأساسية كالمسكن والمأكل وغيرها من ضروريات الحياة في ظل الأوضاع السكنية وانعدام الخصوصية، والحيز الخاص لجميع أفراد الأسرة وللنساء على وجه التحديد.
وتضم هذه الدراسة عدة عناوين رئيسية منها : توصيف لواقع منطقة الشجاعية وحصر لدراسات وتقارير النوع لاجتماعي وقت الحصار والحرب، والاستنتاجات والتوصيات للدراسة الكمية والكيفية حول الفقدان والدعم هذا وتقع الدراسة في 84 صفحة من القطع المتوسط.
كما قالت شمعون: "لقد بدأنا في حصد ثمار هذا الجهد بما نراه من تغيير عميق وتحسن في تفكير النساء وسلوكهن وقدرتهن على ضبط مشاعرهن وإعادة تقديرهن لذواتهن وهو جوهر عملنا كنسويات بإعادة إعمار الذات وإنسانيتهن بالمقام الأول".