العنف ضد المرأة من الأمور المهمة التي ناقشتها الأعمال الفنية، سواء عالمياً أو عربياً، في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون.
وباختلاف البلاد واختلاف أسلوب العنف الموجه ضد المرأة ومن يقف وراءه؛ نجد أن هذه الأعمال الفنية ناقشت هذا العنف باختلاف أنواعه قدر المستطاع، ما بين عنف جسدي يصل حد القتل، وعنف نفسي، وعنف يجمع كلاهما.
في اليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة، والذي يوافق 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، نلقي الضوء على 10 أعمال فنية ناقشت شتى أنواع العنف الموجه ضد المرأة.
1. الحب وأشياء أخرى
مسلسل مصري أنتج عام 1987، من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج إنعام محمد علي، من بطولة ممدوح عبد العليم وآثار الحكيم وآخرين.
تدور قصة المسلسل حول علاقة حب بين الشاب الفقير والفتاة بنت الأغنياء، وبعيداً عن القصة الأساسية، تعرّض المسلسل لمشكلة ممارسة الجنس مع الزوجة بدون رضاها، أو كما يمكن أن يُطلق عليه "اغتصاب الزوجة".
فعندما تعرضت الزوجة لهذا العنف الجنسي، كانت القشة التي قصمت ظهرها وصممت على طلاقها من زوجها. فتأكدت شكوكها بعد هذا الموقف أن هذه الزيجة لن تكتمل؛ رغم قصة الحب الملتهبة بينهما.
2. Enough
فيلم أميركي إنتاج عام 2002، ومن بطولة جنيفير لوبيز.
يتعرض الفيلم لقصة فتاة يوقعها رجل شرطة في حبائله، ثم يتزوجها وينجبا طفلة جميلة.
وما نراه بمرور السنوات أنه يضربها ويجعلها تقاطع أهلها؛ حتى تأخذ أخيراً قرارها بالهرب منه.
لكن بتتابع الأحداث، تجد أن الهرب وسيلة غير مجدية؛ فتقرر أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، ليخرج من حياتها بشكل نهائي.
لم يكتفِ الفيلم بكون الزوج يضرب زوجته، ولكن جعله رجل شرطة صاحب نفوذ، فإن كانت قوية بما يكفي لتدافع عن نفسها ففساد زوجها ونفوذه جعلا من المستحيل أن تجد ملجأً بعيداً عنه.
3. أسماء
فيلم مصري إنتاج عام 2011، ومن إخراج عمرو سلامة وبطولة هند صبري وهاني عادل.
تتعرض البطلة في هذا الفيلم للعنف مثل باقي بطلات أعمال هذا التقرير؛ لكنها لا تتعرض للعنف المنزلي، بل للعنف المجتمعي.
فالمجتمع بالكامل قرر معاقبة هذه السيدة المصابة بالإيدز مرتين، المرة الأولى لأنها مصابة بالإيدز، والثانية لكونها "امرأة مصابة بالإيدز".
وبينما نراها تتعرض لمواقف مهينة يواجهها غالبية المصابين بهذا المرض؛ نجدها تتعرض لمواقف أخرى تواجه مرضى الإيدز من النساء فقط، فيُنظر لكل واحدة منهن على أنها عاهرة انتقل إليها المرض عن طريق الجنس، وإن لم يعاملوها بهذه الطريقة فلديهم فضول وإصرار لا ينتهي لمعرفة كيفية إصابتها بهذا المرض، بينما لا يُسأل المرضى من الرجال هذا السؤال.
ترفض أسماء الإجابة عن هذا السؤال مثلما ترفض تصنيفها؛ فهي تدافع عن نفسها وعن كل المرضى في حقهم للعلاج دون التدخل في الحياة الشخصية، وتقف في النهاية وحيدة تواجه عنف المجتمع ضدها.
4. Precious
فيلم أميركي من إنتاج 2009، وبطولة غابوري سيديب، حصل الفيلم على أكثر من مائة جائزة فنية، أهمها جائزتا أوسكار.
يستعرض الفيلم الحياة المأساوية للفتاة بريشوس، التي تتعرض لشتى أنواع العنف من جميع الأشخاص حولها، وبالأخص من أهلها؛ فبريشوس تظهر في الفيلم حاملاً للمرة الثانية من والدها، ودائماً ما تُضرب وتُسب وتُنتهك من والدتها.
قابلت بريشوس كل هذه الإساءات بتقبّل دائم، ومع أنها تهرب بخيالاتها من عالمها المرعب؛ لكنها لم تحاول الدفاع عن نفسها.
تبوح والدة بريشوس -في مشهد لا يُنسى- بالسبب الذي جعلها تعامل ابنتها بهذه الطريقة الوحشية طوال هذه السنوات، وتصرّح أخيراً أنها تكره ابنتها لأن زوجها فضلها عليها وحاولت قدر الإمكان تحطيم ابنتها.
حين أدركت بريشوس هذا الأمر؛ قررت بشكل نهائي أخيراً أن تبتعد عن هذا المنزل المسموم، وأن تربي أطفالها في بيئة صحية أكثر لا تؤذي أطفالها كما أذتها هي ووالدتها من قبل.
5. Sleeping with the enemy
فيلم أميركي من إنتاج 1991 وبطولة جوليا روبرتس.
تتعرض لورا بطلة الفيلم إلى العنف النفسي الذي يتطور أحيانًا إلى عنف جسدي من زوجها؛ فزوجها يعلم نقاط ضعفها جيداً ويحاصرها بها. فتجد نفسها بلا حول ولا قوة، ونجدها تتعامل مع عنف زوجها بالهرب.
بسبب هشاشتها النفسية، بجانب كمية الإرهاب النفسي الذي يعرضّها له طوال فترة زواجهما؛ جعلاها لا تستطيع أن تواجهه، بل تزيّف موتها أملاً في أن تهرب منه باقي حياتها. فتعيش في رعب وترقب؛ حتى تنقلب حياتها رأسا عقب مع توالي الأحداث.
6. فتاة المصنع
فيلم مصري من إنتاج 2013 وإخراج محمد خان وبطولة ياسمين رئيس وهاني عادل وسلوى خطاب.
نجد هيام بطلة الفيلم وهي فتاة من أسرة محدودة الدخل، تعمل في مشغل للخياطة وتقع في حب المهندس المتواجد معها في العمل.
تتوالى أحداث الفيلم لنجد أن الفتيات في المصنع يتشككن بأن هيام حامل؛ بعد عثورهن على اختبار حمل إيجابي ملقى في حمام العمل. تتناثر الشائعات حول الفتاة التي لا تجد ما تستطيع به الدفاع عن نفسها؛ فينبذها المجتمع والصديقات، ومن اعتقدته حبيبا، وزوج والدتها وعائلتها.
وفي مشهد حزين، تُستدعى هيام بسرعة لمنزل جدتها لتقوم الجدة بوضع قدمها على رأسها ريثما يقصون لها شعرها؛ عقاباً لها على فعل غير واثقين من كونها قامت به، ولكن لمجرد أن الشائعات حامت حولها.
في نهاية الفيلم، أصر المخرج أن يقتص لهيام؛ فيظهرها وهي ترقص منتصرة لنفسها على كل من حاول إيذاءها.
7. Impardonnable
فيلم فرنسي قصير من إخراج نيكولاس دوريتي.
لا يظهر بالفيلم سوى البطلة وهي تقوم بجمع حاجياتها في حقيبة ملابس، ثم تجد خطاباً موجهاً لها من صديقها يذكّرها فيه بكل أوقاتهما الحلوة معاً.
لا يفهم المشاهِد لماذا يقوم بتذكيرها ولماذا تنهار، لكننا نلحظ في نهاية الفيلم أن البطلة صُوّرت طوال الوقت من جانب واحد فقط؛ لأنها تظهر بالجانب الآخر في النهاية مصابة بكدمة في عينها وجرح في ساقها إثر ضرب صديقها لها الليلة الفائتة.
ينتهي الفيلم دون أن نعرف، هل فعلاً ستقوم بمسامحته إكراماً لأوقاتهما الطيبة معاً، أم أنها ستدرك أن من يضرب مرة يستطيع أن يكررها مراراً فترحل.
8. The color purple
فيلم أميركي من إنتاج 1985، ورُشّح لـ11 جائزة أوسكار، من إخراج ستيفن سبيلبرغ وبطولة داني غلوفر وووبي غولدبرغ وأوبرا وينفري.
يتناول الفيلم قصة حياة الفتاة السمراء الفقيرة سيلي، التي تعرضت لشتى أنواع الإهانة والعنف من المجتمع لكونها سمراء إفريقية فقيرة. لكن كأن هذا لا يكفي؛ فتتعرض سيلي للاغتصاب من والدها وتحمل طفلَهُ في أحشائها، فترى الحياة بمنظار أسود لا وجود فيه للأمل والتفاؤل.
9. Stoning of Soraya M
فيلم أميركي أنتج عام 2008 وبطولة شهرة أغداشلو.
تدور أحداث الفيلم في إيران، حين يقرر علي زوج ثريا أن يتخلص من وجودها بطريقة لا تدينه، فيكيد لزوجته السابقة بالاتفاق مع إمام القرية الفاسد بإشاعة أنها زانية. تتأكد تهمة الزنا عليها بالاتفاق مع شهود زور؛ لتُرجم حتى الموت في حفرة في التراب.
10. Mustang
فيلم تركي- فرنسي مشترك إنتاج عام 2015، رُشح لجائزتي الأوسكار والغولدن غلوب عن أفضل فيلم أجنبي.
يصوّر الفيلم حياة خمس شقيقات في إحدى قرى شمال تركيا، وبسبب لهو الشقيقات مع مجموعة من الصبية الصغار يتحول منزل الفتيات إلى سجن كبير ممنوع أن يخرجوا منه إلا إلى بيت العريس. ووسط محاولات الفتيات المستمرة للهرب من هذا السجن ومحاولات العائلة لكبت حريتهن يتحول المنزل لساحة معركة بين الأهل والبنات، وتنتهي بهزيمة الجميع.