الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ادمان المراهقين والشباب على الاباحية دمار فكري واخلاقي -- والانزلاق الى الرذيلة

  • 1/2
  • 2/2

الكاتب الصحفي : نهاد الحديثي - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

ربما بدأنا في الفترة الاخيرة نطرق موضوعات يعتبرها البعض اقتحام جرىء لخصوصيات اخلاقية واجتماعية ، واعتقد اننا بين أونة وأخرى بحاجة ل(مشرط) الجراح في ازالة الآلم،ومعالجة الآخطاء والاخطار الاجتماعية -- السلوكية ، ومقالتنا اليوم عن أفة خطيرة بدأت بالاتساع عند المراهقين والشباب ومن المتزوجين ايضا من كلا الجنسين -
هناك الكثير من انواع الادمان التي يمكن ان يعاني من الشخص ومنها الادمان على مشاهدة الافلام الاباحية، حيث لا يدري المدمنون تأثير هذا الأمر على صحتهم بالأخص على دماغهم بشكل مشابه لمشكلة تعاطي المخدرات. وقد يقضي الشخص ساعات طويلة في اليوم في مشاهدة الصور أو الأفلام الإباحية. وفي هذا الموضوع من صحتي سنتكلم عن تأثير هذه الأفلام على الدماغ البشري.
طالب العلماء بعد الكثير من الدراسة الأهل بضرورة التوعية الجنسية عند الأطفال في المنزل والمدارس ذلك لأن الأطفال ما دون عمر الـ١٤عام يتأثرون أكثر من غيرهم بالمشاهد الجنسية التي قد تحدث تغيرات في دماغهم وتؤثر على سلوكهم وتجعلهم في بعض الأحيان يقلدون هذه الأعمال في حياتهم اليومية.
تأثير الأفلام الإباحية على من هم بين ٢١ و ٤٥ عاماً ،وأجريت دراسات كثيرة حول هذا الموضوع على بعض الذكور الذين تتراوحأعمارهم بين ٢١ و٤٥ عاماً تبين فيها ان حجم المخطط الأيمن (النواة الذنبية) يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعدد الساعات التي قضاها الرجل بمشاهدة الأفلام الإباحية. وتبيّن بعد دراسة أخرى أجريت على الفئة نفسها من الرجال ومن مختلف الأعمار أنه بعد تعرضهم لصور إباحية قوية ثم صور إباحية عادية يخف الربط الوظيفي بين النواة اليمنى والقشرة الدماغية ما يعني أن الشخص الذي يشاهد الأفلام الإباحية لوقت طويل يومياً بحاجة في كل مرة الى زيادة حدّة هذه الأفلام حتى يصل الى النشوة المرغوبة. فإذا أردنا التشبيه كما ذكرنا فهي مماثلة للإدمان على مادة مخدرة معينة ففي كل مرة سيطلب الجسم كمية أكبر حتى الوصول الى نقطة النشوة التي يبحث عنها إن في المخدرات أو في هذه الأفلام الإباحية، تم اثبات أن إفراز مادة الدوبامين التي تشعرنا بالسعادة بكثرة من قبل الدماغ وقت مشاهدة الأفلام الإباحية يرهق الدماغ وخصوصاً المنطقة الأمامية فيه المسؤولة عن إتخاذ القرارات، لأن هذه المنطقة مرتبطة بمنطقة المكافأة في الدماغ فحين يشاهد المرء هذه الأفلام قد تتأثر قدرته على اتخاذ القرارات وعلى قدرته على التحكم بنفسه لأنها تجعل الشخص في حال تأهب دائم وتجعله مدمناً على المشاهدة من دون سبب ما قد يزيد من نسبة ارتكابه لأي عمل قد يتفاقم ويصبح عملاً إجرامياً كالإغتصاب.
وتقول غايل دينز أستاذة علم الاجتماع والكاتبة المتخصصة في هذا الموضوع "إن الأفلام الإباحية هي الشكل الأكثر انتشارا للتثقيف الجنسي اليوم إذ تظهر الدراسات أن متوسط أعمار من يشاهدون هذه الأفلام لأول مرة يتراوح بين 11 و14 عاما"،وترى دينز، وهي ترأس أيضا جمعية "أوقفوا ثقافة الأفلام الإباحية" أن هذه الأفلام تقدم صورة "ساقطة وتنطوي على تمييز ضد النساء" و"تحرم الصغار من حقهم في الحصول على تربية جنسية سليمة"،وتحذر دينز من أن هذا القطاع يستقطب أعدادا كبيرة من المتابعين، فالمواقع الإباحية تستقطب عددا من الزوار شهريا يفوق عدد زوار مواقع تويتر ونتفليكس وأمازون مجتمعة. وكذلك فإن ثلث عمليات التحميل على الإنترنت تتعلق بمواد إباحية مصدرها أربعة ملايين و200 ألف موقع إلكتروني متخصص.
في مؤتمر التحالف لإنهاء الاستغلال الجنسي وشارك في هذا المؤتمر أطباء وعاملون اجتماعيون وباحثون ورجال دين وناشطون ضد استغلال البشر وعاملون سابقون في قطاع الأفلام الإباحية الذي يدر مليارات الدولارات.
،قالت مديرة جمعية "موراليتي إن ميديا" (الأخلاق في الإعلام)داون هوكينز التي تناضل ضد الأفلام الإباحية منذ عام 1962 إن هذه الأفلام "تؤدي إلى ضرر لا يتحدث عنه أحد (علما) أنه يصيب كل عائلة أميركية،ومن الحاضرين في المؤتمر دوني بولينغ الذي اعتزل إنتاج الأفلام الإباحية في 2006. وهو يتحدث تحديدا عن الآثار السيئة على الفتيات اللواتي يظهرن في الأفلام الإباحية، ويقول "لقد أدخلت إلى هذا القطاع في حياتي 500 فتاة لم تكن أي منهن ممتنة لي في ما بعد"،ويشكك بولينغ في كون أي شابة منهن سعيدة في حياتها، مشيرا خصوصا إلى طالبة في جامعة ديوك المرموقة قررت الدخول إلى عالم الأفلام الإباحية أخيرا لتمويل دراستها التي تكلف سنويا 60 ألف دولار.وتؤكد ماري آن لايدن طبيبة النفس المتخصصة في العنف الجنسي في جامعة بنسلفانيا أن كل حالات العنف الجنسي والاغتصاب التي عالجتها في حياتها كانت الأفلام الإباحية من أسباب وقوعها.
وتقول دينز "ينبغي على الشباب أن يدركوا أن الأفلام الإباحية يمكنها أن تتحكم بهم".، واظهرت دراسة قام بها معهد صحة المرأة والطفل في جامعة أُوبسالا ان عُشر الشباب في سن الدراسة الإعدادية يتابعون المواقع الإباحية بشكل يومي.، كمابينت الدراسةان هناك زيادة في متابعة المواقع الإباحية من قبل الشباب في سن المراهقة خلال السنوات العشر الماضية وان عُشر الشباب من مجموع 50016 شاب في مرحلة الإعدادية، يشاهدون المواقع الإباحية بشكل يومي، سواءً عن طريق الإنترنت او الصحف او الأفلام، في حين بلغ معدل عدد مشاهدات تلك المواقع قبل عشرة أعوام مرة واحدة في الأسبوع،وشارك في الدراسة 477 شاب، 96 بالمائة منهم ذكروا بإنهم يتابعون المواقع الإباحية بدرجات مختلفة. فيما بلغ عدد الفتيات المشاركات بالدراسة في سن المراهقة 400 شابة، غير ان النتائج بهذا الشأن لم تنته بعد.
المتزوجون-- لهم نصيب ايضا في المواقع الاباحية رجلا ونساء،بعد انتشار أخبار اقتحام كبرى المواقع الإباحية في العالم وما ترتب على ذلك من الفضائح والأزمات للمسجلين بها والمترددين عليها كأبرز الأعضاء، تم الإفصاح عن حقيقة أن أكثر المشاركين بمثل هذه المواقع الخارجة من المتزوجين، ليطرح السؤال هنا نفسه، لماذا يلجأ المتزوجون لمثل هذه المواد على الرغم من ممارستهم للجنس بشكل دورى؟،ويؤكد الطب النفسي إلى الشره الجنسي وعدم الإشباع والخبرة الكافية الذي عادة ما يجعل المتزوجين فى حاجة دائماً لمتابعة الأفلام الإباحية لأنه يجد بها ما لم يستطيع تحقيقه على أرض الواقع.وقلة الخبرة والبعد عن الثقافة الجنسية هي العوامل الرئيسية التي تدفع الفرد لمتابعة مثل هذه الأفلام ، لأن الإنسان بطبيعته يبحث عن الكمال والمتعة الكاملة حتى إن لم يستطيع تحقيقها بشكل كامل، ومن هنا تدفعه رغبته لاكتشاف كل ما هو جديد في الناحية الجنسية بحثا عن السعادة التي لم يجدها في علاقته الزوجية.يلجأ المتزوجين عادة إلى مشاهدة هذه الأفلام أكثر من غير المتزوجين، لأن الفرد بعد الزواج يعتبر أن هذه هى نهاية العالم وأنه لا يمكن التغير من شكل علاقته الجنسية وأنه سيستمر على هذا النحو التقليدى بدون جديد، لذلك ينحصر خياله على هذه الأفلام البعيدة عن الواقع، في حين أن غير المتزوج خاصة في مجتمعاتنا العربية يعتقد أنه أمامه بدائل واختيارات وأن الحياة في بدايتها بالنسبه له، ومن هنا يكون تطلعه لمثل هذه الأفلام غير مجدي بالنسبة له ويتطلع خياله إلى الممارسة الفعلية،، اكد باحثون أن المتزوجين الذين يشاهدون المواد الإباحية في الأغلب يواجهون خطر الانفصال عن الشريك ضعف غيرهم. وفي الوقت الذي كان حكرًا على الأزواج، بدا الآن أن الزوجات لديهن الرغبة في هذا مثل الرجال. ولكن لهذا ثمن. فقد قال باحثون إن المرأة التي تبحث عن المواد الجنسية بينما هي متزوجة عرضة للطلاق بنسبة أكثر ثلاث مرات من غيرها!!بناء على إحصائيات تظهر أن واحدة من بين ثلاث نساء يشاهدن وفي الأغلب على الهاتف المحمول!!
قبل عصر الإنترنت، كان المراهقون يقلّبون صفحات المجلات، أو يرتادون صالات سينما معروف عنها عرضها أفلاماً إباحية، أو يتبادلون فيما بينهم أشرطة فيديو، أو أقراصاً إلكترونية تتضمن هذه المواد. أما بعد انتشار الإنترنت، فأصبح في إمكان زر واحد فتح آلاف المواقع، من بين أكثر من 450 مليون موقع إباحي، تشكّل نحو 15 في المئة من إجمالي المواقع على الشبكة العنكبوتية.
يخشى الكثير من الأهل من انجراف المراهقين الى الزذيلة والكثير من الأمور المضرة بالمجتمع وبالاخلاق العامة، لا سيما وان المراهق في هذه الفترة تتظهر لديه الرغبة الجنسية ويكتمل نموه في هذا المجال ما يزيد الخوف لدى الاهل من ما يعرف بالانحراف الجنسي عند المراهقين، لا سيما على وقع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وما قد ينتج عنها.
لماذا يتابع المراهقون المواد الجنسية؟ يعتبر الاستكشاف والفضول الجنسي من الخصائص الطبيعية لمرحلة المراهقة، حيث تبدأ الهوية الجنسية الجسدية بالظهور في شكل أوضح، وتبدأ المشاعر والرغبات الجنسية بفرض نفسها، مثل بقية الحاجات والمشاعر الأخرى، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة اتجاه المراهقين إلى متابعة المواد الجنسية أو المواقع الإباحية بكثرة، أو الإدمان عليها، فهناك مجموعة عوامل أخرى تؤثر في اتجاه المراهقين لهذه المواد، منها:
- خجل الوالدين، وعدم قيام المدارس، بتوفير الثقافة الجنسية الصحية، وعدم تعليم الأطفال والمراهقين خصائص أجسادهم، فيلجأون للبحث عنها بطرق غير آمنة، كأصدقائهم، أو الإنترنت.
- الاستجابة للاستعراض الجنسي الذي يقوم به المراهقون الآخرون، ورغبة المراهق في استكشاف قدراته واختبار رجولته، من خلال تقليده لما يراه في المواقع.
- الجفاف العاطفي، وعدم تعبير الوالدين عن مشاعر الحب والتقدير تجاه بعضهما بعضاً، أو أطفالهما، فينشأ الأطفال في بيئة ينعدم فيها التعبير اللفظي والجسدي عن الحب، ما يتسبب في بحثهم عن الإشباع العاطفي من خلال الإشباع الجنسي بمشاهدة هذه المواد.
- الإهمال وعدم قضاء الوقت الكافي معهم، وعدم الاستماع إلى أحاديثهم، وعدم مشاركتهم الأنشطة أو الفاعليات التي يحبون القيام بها.
- إقحام المراهقين في مشكلات الزوجين، وإطلاعهم على تفاصيلها، أو وقوع الخلافات أمامهم، ما يجعل المراهق يشعر بالذنب لعدم استطاعته حلّ هذه المشكلات أو مساعدة الوالدين، أو بالغضب من الوالدين أو أحدهما، فيجد في اللذة الجنسية التي يحققها بمشاهدة هذه المواد طريقة للهروب.
- التربية القائمة على الانتقاد وإصدار الأوامر، والعقاب والحرمان، حيث تؤدي إلى تدمير مفهوم الذات لدى المراهق، وتدفعه للبحث عن أساليب غير صحيحة لإثبات نفسه وقدراته.
- الفراغ، وعدم وجود أنشطة تعليمية وترفيهية كافية تساعد المراهق على استغلال طاقته الجسدية في شكل صحي، كمزاولة الرياضة، أو الموسيقى.--واخيرا هل تعلمون ان نساء الدولة العربية يتصدرن زيارة أشهر المواقع الإباحية؟!!
وأخر دعاؤنا يارب كف عنا شر البلاء والابتلاء-

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى