الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

"سكسلانس".. سيارة إسعاف تتحول إلى أحدث ابتكارات الدنمارك لعاملات الجنس

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

" وكالة أخبار المرأة "

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً تناولت فيه المخاطر التي تتعرض لها العاملات في مجال الجنس في شوارع العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
وتحدث مراسلها ريتشارد أورانغ مع صاحب سيارة إسعاف أطلق عليها "سكسلانس"، وكان قبلها أطلق مشاريع أخرى لاقت نجاحا، حيث تهمّ الناس الذين يعيشون في الشوارع في الدول الأوروبية، مثل توفير حاويات للعلب المعدنية الفارغة ليسهل عليها جمعها وإعادة بيعها، وكذلك مجلة عن كيفية الحصول على المال بالطرق القانونية، إضافة إلى سيارات بهدف الحقن الآمن للمدمنين.
وإليك نص التقرير كما نشرته الغارديان:
يجلس مايكل لودبرغ أولسن على لوحٍ يُستخدم كسريرٍ داخل "سيارة إسعاف الجنس" التي باتت تعرف بـ"سكسلانس"، وهي سيارة مُخصصة لعاملات الجنس اللاتي يمارسن عملهن في شوارع العاصمة الدنماركية كوبنهاغن"، وبدأ يحرك جسمه ذات اليمين وذات الشمال فيما السيارة تهتز معه وعلى وجهه أمارات الاستمتاع. "فكَّرنا في أن نجد حلاً لهذا"، مشيراً إلى حركة نظام التعليق في السيارة، "لكننا رأينا أن الناس قد يحبونه".
يُضفي لودبرغ أولسن، الذي يصف نفسه بأنه "رائد أعمال اجتماعي"، لمسةً من الدعابة على مشروعاته. على الباب الخلفي لسيارته كتب ملصقاً يقول: "لا تطرق إذا رأيت السيارة تهتز". ويجد أولسن متعةً في المصطلحات التي تستخدمها عاملات الجنس لوصف الخدمات الجنسية التي يقدمنها: "الطريقة السويدية"، "الطريقة الفرنسية" و"الطريقة الدنماركية"، للإشارة إلى الممارسة الجنسية كاملةً.
لودبرغ أولسن يتعامل مع الأمر بجدية بالغة. هناك لافتة داخل السيارة تُخبر عاملات الجنس بأن متطوعين سيتصلون بالشرطة في حال ظهور أية إشارات تدل على استخدام العنف ضدهنَّ، وتشجعهنَّ على طلب المساعدة إذا ما وقعن ضحية للاتجار بالبشر. يشير لودبرغ أولسن إلى إحصاءات المركز الوطني الدنماركي ويقول: "تتعرَّض 42% من عاملات الجنس في الشارع إلى تهديدات بالعنف، بينما تنخفض هذه النسبة في بيوت الدعارة لتصل إلى 3% فقط. يُمَارس قدر كبير من العنف بحق عاملات الجنس في الشوارع. وهذا ما نحاول التعامل معه".


تقف "سيارة إسعاف الجنس" أو "سكسلانس" اليوم في شارع "إستيلغيل" Istedgade، وهو شارع يقع خلف محطة كوبنهاغن المركزية، المشهور بالمتاجر الجنسية، ونوادي التعري، وعاملات الجنس. يتجمَّع المارة. ويصل رجل مخمور ممسكاً بعلبة من الجعة، يُعرَض عليه السائل المطرّي، ودرج يحتوي على أنواع مختلفة من الواقيات الذكرية تتنوَّع بحسب الحجم.
تقف ثلاث نساء رومانيات، يرتدين معاطف سوداء وأحذية شتوية طويلة الرقبة، على الرصيف المقابل في انتظار أول زبون. يلاحظن وقوف سيارة الـ"سكسلانس"، فتتقدم إحداهن وتدعى غالينا (27 عاماً) وتقول: "حقاً! دعك من هذا. لن يأتي أي زبون إلى هذا المكان. إنهم يفضلون الذهاب إلى الحمام أو إلى مرآب، لكنهم لن يأتوا إلى سيارة. هل تسخر مني؟!".
تبدو صديقتها آنا أقل تشككاً، فتقول: "إن العمل في الشارع أمرٌ بالغ الخطورة. بعض الناس مجانين ويتحدثون إلينا بطريقة سيئة للغاية. إذا وفرت مكاناً به حجرات فسيذهب الزبائن إليه بكل تأكيد".
تعلَّم الناس في كوبنهاغن ألا يقللوا من شأن ما يفعله لودبرغ أولسن. في سبتمبر/أيلول 2011، أطلق أولسن سيارة إسعاف مخصصة لـ"حقن المخدرات بطريقة آمنة" وساعدت هذه الخطوة في تغيير سياسة المخدرات بالدنمارك. يوجد حالياً 5 أماكن مُخصصة لحقن المخدرات بطريقة آمنة، ووُضعت السيارة الأصلية التي أطلقها أولسن للعرض في المتحف الوطني الدنماركي.
وفي 2013، أطلق أولسن مجلة تدعى "غير قانوني"، تحاول تقديم نصائح لمدمني المخدرات حول كيفية الحصول على أموال دون اللجوء إلى السرقة أو ممارسة الدعارة، وتوزع نسخ من هذه المجلة حالياً في لندن وسان فرانسيسكو. ودعا أولسن إلى تخصيص صناديق قمامة للزجاجات وعبوات المشروبات المعدنية لتسهيل الأمور على منقبي القمامة الذين يعتمدون عليها مصدراً للدخل بإعادتها إلى مُنتجيها بهدف تدويرها، وقد تم تقليد هذه الصناديق في كافة أنحاء الدنمارك.
تقول سوزان مولر، عاملة الجنس التي أصبحت ناشطةً وأسست منظمة تُدعى "مصالح عاملات الجنس"، وهي منظمة شريكة لمنظمة "مينوريتيت" (أقلية) التي أسسها لودبرغ أولسن: "ربَّما لن ينجح الأمر، لكننا لسنا متأكدين. إننا نحاول على الأقل. العديد من الناس يقولون إن الكثير من العنف يُمارَس ضد عاملات الجنس في الشوارع، لكن من يفعلون شيئاً حيال ذلك قليلون، قليلون للغاية".
قننت الدنمارك الخدمات الجنسية في عام 1999، لكنها لا زالت تحظر ممارسات أخرى، مثل التربُّح من بيع أشخاص آخرين لخدمات الجنس. ويمنع هذا الحظر عاملات الجنس من استئجار بيوت لممارسة الدعارة، أو توظيف سائقين أو أفراد أمن. وترى منظمة "محامو الشارع"، وهي مؤسسة خيرية مقرها كوبنهاغن، أن "سيارة إسعاف الجنس" لا تخالف القانون الحالي.
تقول ماجا هانسن، وهي محامية بالمؤسسة: "إذا كان دخول الناس إلى السيارة يتم بمقابل مادي فإن هذا يعد مخالفة للقانون".
وأضافت: "قد يكون الأمر أيضاً مخالفاً للقانون إذا كانت عاملة الجنس التي تستخدم السيارة ضحية للاتجار بالبشر. نريد توفير قدر أكبر من الأمان حتى لأولئك الذين يعملون في ظروف كهذه. ستكون هناك معلومات داخل السيارة للاتصال وطلب النجدة إذا أُجبرت عاملة الجنس على الدخول إلى السيارة بالقوة. الغرض من توفير السيارة هو تقليل الأذى وتقديم المعلومات لمن يحتاجها".
في ليالي نوفمبر/تشرين الثاني الباردة، لا تتسم سيارة "سكسلانس" بأية جاذبية؛ فاللوح المستخدم كسرير بداخلها صلب وقصير للغاية. يقول لودبرغ أولسن: "نحن لا ندير بيتاً للدعارة. هذا مكان مخصص فقط لعاملات الجنس في الشارع".
ويضيف: "إنهن لم يعتدن العمل على الأسرِّة. عليك مقارنة هذه السيارة بسيارات أخرى، أو حتى كابينات الهواتف التي تستخدمها العاملات".
لكن بعض عاملات الجنس اقترحن إجراء بعض التغييرات داخل السيارة لجعلها أكثر راحة. يقول أولسن: "إنهن يرغبن في جعل السيارة أكثر لطفاً؛ فقد اقترحن إضفاء بعض الألوان الحمراء لتخفيف طابعها الجاف. وأحد أهم الأمور بالنسبة لنا هو الاستماع لاحتياجات عاملات الجنس".
ويأمل أولسن في تزويد سيارته بمولد كهربائي ومدفأة صغيرة في وقت قريب. كما يفكر في وضع مصباح خارج السيارة يمكن التحكم فيه عن بُعد، حتى يتسنَّى للمتطوعين المتمركزين على بعد 10 أمتار من السيارة تحويل ضوئه إلى اللون الأخضر، كعلامة على أن السيارة فارغة.
يقول أولسن: "الأهم من ذلك هو أن نجد الموقع الصحيح للسيارة، فلست متأكداً من أن هذا هو المكان المناسب، ولا المكان الذي كنا نقف فيه بالأمس أيضاً".
في الليلة الماضية كانت السيارة متوقفة في حي "فيستابرو"، أكثر أحياء كوبنهاغن شهرةً بين عاملات الجنس اللاتي يقفن فيه انتظاراً للزبائن الذين يأتون بسياراتهم. أمَّا في "إستيلغيل" Istedgade فهم يأتون مشياً على الأقدام، لكن الموقع مكشوف للغاية.
وترى مولر أن سيارة الإسعاف نفسها لافتة للأنظار أكثر من اللازم، حيث تقول: "لقد رأيت صورة السيارة. أعتقد أنه لا ينبغي أن تكون على شكل سيارة إسعاف، أو أن يكون من السهل تحديد مكانها والتعرف عليها. ربما يسبب هذا مشاكل للزبائن لأنها بارزة جداً".
وتوقع لودبرغ أولسن مرور أشهر قبل أن يبدأ الزبائن في استخدام سيارته المخصصة للجنس. في المقابل، اجتذبت سيارته الأخرى المخصصة للحقن الآمن 8 متعاطين في الساعات الثلاث الأولى من انطلاقها.
ويؤكد: "أنا متيقن من أنه سيجري استخدامها، لكني لا أعلم متى. يجب أن نتحلى بالصبر. عاملات الجنس يُخبرننا أيضاً بأنها فكرة جيدة لكن يجب أن نصبر قليلاً".
وحتى إن فشل مشروع أولسن وشركائه، فسيتعلَّمون أنهم بحاجة إلى مكان دائم مثل ذلك الذي نجح في جذب عاملات الجنس الكنديات بعيداً عن الشوارع في مدينة فانكوفر.
يقول أولسن: "إذا فشلت فكرة سيارة إسعاف الجنس علينا البحث عن مكان آخر دائم. ربما يكون تخصيص فندق صغير بالجوار فكرة أفضل".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى