يعتقد البعض أن زواج الشاب من فتاة تماثله في العمر يسيطر عليه طابع الندية، وهو ما يفقد الحياة الزوجية هدوءها وسكينتها وربما استمراريتها أيضا، حيث تزداد الخلافات وصراع الآراء في ما بينهما الناتجين عن التقارب في العمر.
وفي حين يؤكد آخرون أن هذه العلاقة ستحقق نجاحا كبيرا، لأن التقارب في العمر من شأنه أن يجعلهما أقرب إلى بعضهما البعض فكريا وثقافيا.
وتوصل العديد من الخبراء والمختصين في مجال الزواج والأسرة، إلى أن زواج الفتاة من شاب يماثلها في العمر، لا يعتبر فكرة جيدة على الإطلاق ولن يؤدي إلى الاستقرار.
وأشاروا إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع الفتاة إلى الزواج من رجل يكبرها سنا، وأولها أنها ستكون منصتة أكثر من كونها متحدثة لأن زوجها ستكون لديه العديد من التجارب والمواقف التي مر بها في حياته ما يؤهله ليكون قائد هذه العلاقة.
وفي المقابل وجدت دراسة ألمانية أجريت عن العلاقات الزوجية، أن ارتباط المرأة بشريك في نفس عمرها يؤدي إلى إطالة العمر.
وأوضح الباحثون من معهد ماكس بلانك للأبحاث الديموغرافية بمدينة روستوك، أنه كلما اتسع فارق العمر بين المرأة وشريك حياتها قل متوسط عمرها المتوقع.
وأفاد الباحثون بأن زواج الرجل من امرأة أصغر منه في السن يساعد على إطالة متوسط عمره، والعكس غير صحيح بالنسبة إلى النساء، حيث أن احتمالات وفاة رجل متزوج من امرأة تصغره بحوالي سبع أو تسعة أعوام تنخفض بنسبة 11 بالمئة مقارنة برجل متزوج من امرأة في نفس العمر، في حين يموت الرجال المتزوجون بنساء أكبر منهم بشكل مبكر، بينما ترتفع احتمالات وفاة النساء اللاتي يتزوجن من رجال أصغر منهن بسبعة أو تسعة أعوام بنسبة تصل إلى 20 بالمئة، مقارنة بالنساء المتزوجات من رجال في نفس أعمارهن.
وتقول نعمة عوض الله، استشارية العلاقات الزوجية والأسرية، إن العلاقة الزوجية تقوم في الأساس على التفاهم والتوافق بين الطرفين، فكلما استطاع كل طرف أن يحقق احتياجات ومتطلبات الطرف الآخر ويمنحه الشعور بالرضا، فإن عنصر التوافق بين الزوجين يتحقق بما يساعد على نجاح العلاقة الزوجية مهما كان فارق السن بينهما.
وأضافت أنه من الصعب وضع أسس أو نمط مثالي لفارق السن بين الزوجين لاختلاف ظروف وتفكير كل امرأة عن الأخرى، لكنها ترى أن النمط الأقرب إلى النجاح هو أن يكون الفارق بين الزوجين ما بين 5 و7 سنوات.
ولفتت إلى أن هناك العديد من الأشياء التي يجب أخذها في الاعتبار، والتي تجعل الزواج أكثر نجاحا، أهمها أن يكون الزوج أكثر نضجا من الناحية العاطفية والنفسية.
وتابعت عوض الله أن الفتاة التي تختار رجلا أكبر منها في العمر، تتلقى العديد من الانتقادات واللوم من أهلها وأصدقائها بسبب أن ذلك الزواج قد يكون فاشلا، وهذا ليس صحيحا، لأن تلك المرأة تتمتع بحياة سعيدة، لأن هذا الزوج من شأنه أن يشعرها بقمة الحب والعطف والحنان وهذا ما تحتاج إليه أي امرأة.
وأشارت عوض الله إلى أن الزوجة من الناحية الفيزيولوجية تكون أسرع في التقدم بالعمر عن الرجل، بينما يحتفظ الرجل بلياقته وشبابه في الكثير من الأحيان، وقد يصل ذلك إلى سن الـ60 عاما، وهنا تبدو الزوجة أكبر سنا من الرجل مهما لجأت إلى وسائل التجميل المختلفة.
ولفتت إلى أن هذا لا يمنع من أن هناك الكثير من التجارب كانت قد حققت نجاحا، وكان الزوجان في نفس العمر أو كانت الزوجة أكبر أو أصغر من الرجل، مؤكدة أن التوافق النفسي والفكري بين الشريكين هو العامل الأساسي لنجاح أي علاقة.