تلتقي بالأشخاص فلا تذكر أسماءهم، وتنسى دائماً أين وضعت مفاتيح سيارتك أو محفظة نقودك، كثيراً ما يحترق الطعام على الموقد بسبب أنك تنسين أمره تماماً، تشعر بالإرهاق الذهني كثيراً في منتصف اليوم، وتصبح عاجزاً عن إكمال مهامك.
لا شيء يدعو للقلق، فروتين الحياة الضاغط والمتسارع ونمط حياتنا الحديثة ونوعية طعامنا، مسؤولة بشكلٍ كبيرٍ عن هذه المشكلة التي نعاني منها جميعاً صغاراً وكباراً، ويمكن ببعض التعديل والانتباه إلى التفاصيل تجاوزها بشكلٍ كبير.
هل تنام جيداً؟
عادة ما يحتاج البالغون ما بين ٧ إلى ٩ ساعات نوم أثناء الليل، ليتمكنوا من أداء مهامهم الحياتية اليومية بشكل جيد.
ومن المعروف أننا نمرُّ بثلاث مراحل في نومنا، وفي المرحلة الثالثة أو ما يسمى بمرحلة النوم العميق يقوم المخ بتجديد خلاياه، وتدعيم مركز التذكر والاحتفاظ بالمعلومات، ولذلك فإنه من المفيد أن نحافظ على روتين ثابت للنوم، فنذهب إلى الفراش في ساعة محددة كل يوم ونستيقظ في ساعة محددة، حتى في أيام العطل، لأن ذلك يعني أن الساعات التي يحدث فيها النوم العميق تصبح ثابتة بالنسبة للدماغ لكي يقوم بترميم نفسه، وتدعيم مركز التذكر فيه.
قبل النوم بساعة على الأقل، ابتعد عن كل الأجهزة الإلكترونية، لا تمسك بهاتفك الذكي لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وأنت في فراشك، فالأضواء الزرقاء، المنبعثة من الأجهزة، والهواتف والحاسوب، تخفض من مستوى هرمون الميلاتونين المسؤول عن الرغبة في النوم، وبالتالي تُحدِث اضطراباً في مراحل النوم.
يفضل كذلك أن تتجنب الكافيين فترة المساء، حتى لا تصاب بالأرق وتفوت على جسمك ساعات النوم التي تعود عليها.
مرِّن عقلك
العقل يحتاج إلى أن يخرج من دائرة النشاطات اليومية الروتينية التي اعتاد عليها، وصار يؤديها بلا أي مجهود يذكر، بقاء العقل فترة طويلة بدون تحديات أو مثيرات جديدة يؤدي إلى ضعف التركيز والخمول مع مرور الوقت، فالعقل مثل عضلات الجسم تماماً يحتاج إلى التمرين ليظل قوياً ويقظاً.
يوجد العديد من التطبيقات المتاحة على الهواتف الذكية التي تحتوي على مجموعات من التمارين العقلية المتنوعة التي تستهدف تنشيط العقل وإثارته بتحديات قصيرة ومتتابعة يفترض ألا تزيد مدة كل تمرين عن 5 دقائق ثم ينتقل للآخر.
البعض أيضاً يحب لعبة السودوكو أو الكلمات المتقاطعة، وكلها ألعاب عقلية معروفة.
غير أن بعض الدراسات أشارت إلى أن مثل هذه التطبيقات والألعاب محدودة الفاعلية، وقد تفيد على المدى القصير، بينما يُفضل أن يتم تمرين العقل من خلال المهارات اليدوية الجديدة.
المهارات اليدوية تتطلب تنسيقاً بين العين واليدين، ما يتطلب تركيزاً ذهنياً ويوفر تمريناً جيداً للعقل.
ابحث عن مهارة لم يسبق لك ممارستها من قبل، مثل العزف على الجيتار، والحياكة، والتطريز، الأعمال الفنية كالنحت وتشكيل الجبس والفخار، المهم أن تكون المهارة تتكون من مستويات تصاعدية، وأن تنتقل فيها من مستوىً لآخر أعلى، فيكون هذا الانتقال بمثابة جائزة لك، تشعرك بالسعادة وتدفعك للاستمرار.
تعلم اللغات الجديدة أيضاً، ينبه العقل ويحفزه ويشعرك بسعادة الإنجاز التي تدفعك للمزيد.
اقفز والعب في الهواء الطلق
الدم الذي يتدفق في شرايينك وتشعر به في كل أطرافك، حين تمارس الرياضة يصل إلى دماغك أيضاً. وتقول القاعدة: كل تمرين مفيد لقلبك ويجعله ينبض بنشاط هو مفيد لعقلك حتماً.
ممارسة التمارين في الهواء الطلق الأيروبك، تملأ رئتيك بالأكسجين، وتزيد من تدفق الدم إلى خلايا دماغك، ما يجعلك تشعر باليقظة والنشاط.
الرياضة لا تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ فقط، لكن في تجربة أجريت على مجموعة من الفئران وجد أنها تساعد أيضاً على تعلم مهارات جديدة.
وقد أثبتت الدراسات، أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام مهما كانت رياضة خفيفة كالمشي مثلاً، تنمو عندهم منطقة التذكر بشكل أفضل.
أفضل الأوقات لممارسة الرياضة، صباحاً، بعد استيقاظك من نومك مباشرة، لتمد جسمك بشحنة من الأكسجين والدماء الجديدة، ما يسرع من عملية استيقاظك وانتباهك ويجعل يومك أكثر نشاطاً.
انتبه لطعامك
الأطعمة التي تتناولها بشكل يومي وحتى وجباتك الخفيفة، تشكل عاملاً مهماً في مدى نشاط دماغك وقدرته على استقبال المدخلات اليومية الكبيرة.
أكثر من الخضراوات الطازجة مثل البروكلي والقرنبيط والخضراوات الورقية بأنواعها، فهي تحتوي على مضادات للأكسدة تحافظ على صحة خلايا الدماغ.
تناول المكسرات الغنية بأوميجا ٣ مثل الجوز واللوز والفول السوداني، واجعل الحبوب الكاملة والشوفان جزءاً من نظامك الغذائي.
الفواكه الحمضية الغنية بفيتامين "ج" والموز وشاي الزنجبيل، تعطيك نشاطاً وحيويةً بشكل أفضل ربما من القهوة.
الانتباه إلى ضرورة شرب الماء، حتى وإن لم تشعر بالعطش، الجفاف واحتياج الجسم للماء يؤثران بشكل واضح على حيويتك وانتباهك.
تجنب بقدر الإمكان الوجبات الجاهزة والمعلبات، ونظم مواعيد وجباتك حتى لا تصاب باضطرابات معوية تفسد عليك يومك وتشتت تركيزك.
الحق بصحبة مرحة أينما تجدها
في أي تجمع أو صحبة، وحيثما سمعت أصوات ضحكات مرحة فاتبعها فوراً. وتشير الدراسات الطبية إلى أهمية الصحبة المرحة لنشاط العقل وتخفيف الضغوط، كما يزيد الضحك عموماً من تدفق الدم إلى القلب والدماغ.
مرافقتك لهؤلاء الذين يأخذون الحياة ببساطة ودون مبالغة في التعقيد، ويجيدون إلقاء النكات وإثارة جو لطيف من البهجة وعدم التكلف، يفيد عقلك ويخرجه من ركوده، وخموله، ويؤثر إيجابياً على طريقة تفكيرك.
استخدم بعض الحيل
ترغب في حفظ رقم هاتف طويل؟ أو رقم حساب بنكي؟ قسِّمه إلى مجموعات، كل مجموعة مكونة من رقمين، فبدلاً من أن تحفظه هكذا: ٥،٨،٣،٩، يمكنك أن تحفظه: ٥٨، ٣٩ وهكذا
إذا كنت تتعرض لمواقف محرجة بسبب نسيانك أسماء الأشخاص، جرب حين تلتقي بشخص ما، أن تكرر اسمه أثناء حديثك معه أكثر من مرة دون تكلف طبعاً، اذكر اسمه وأنت ترحب به وأثناء توديعه، ربما يفيدك أيضاً أن تربط اسمه بصديقٍ تعرفه أو أحد أفراد عائلتك، أو أن تلاحظ شيئاً مميزاً في ملامحه تتذكره به.
استخدم الملصقات الملونة حولك، ضعها على ثلاجتك أو بجوار باب المنزل، أو ضعها على حاسوبك، دوِّن بها أسماء الأشخاص الذين تود الاتصال بهم أو موعد الطبيب، أو مناسبة سعيدة تخص صديقك، أو غرضاً ضرورياً ترغب في شرائه لمنزلك، وهكذا.
جرِّب الربط الطريف، إذا أردت أن تحفظ كلمةً جديدةً أو معلومةً معقدةً، اربطها بشيء ما في ذهنك أو اسم لشيء أو لشخص لا يمكنك نسيانه.
قسِّم أغراض البقالة إلى مجموعات: منتجات الألبان، مستحضرات العناية الشخصية، طعام الحيوانات، منظفات ومناديل ورقية، إلخ.
استعن بالمنبه لتذكر مواعيد الأدوية، أو إغلاق الموقد، أو الاتصال بأحدٍ ما أو جهةٍ ما، أو موعد إطعام الرضيع وهكذا.