شكل الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام التونسية والعربية حول مطالبة أحد الشيوخ السلفيين في تونس " استعمال حزام العفة للنساء" صدمة كبيرة في الأوساط العربية المتواجدة في المهجر و فتح باب الجدل حول مشروعية ذلك لما ينطلي عليه من إذلال و عبودية و قهر للمرأة إبان ثورات قامت شعارها الأول الحرية والديمقراطية فكيف يتلاقيا؟؟؟؟؟
و كان أحد الشيوخ المحسوب على التوجه السلفي في تونس قد طالب الحكومة بالسماح باستعمال حزام العفة لكل امرأة تونسية تعيش بعيد عن محارمها مناشدا السلطات التونسية بتوفيره بأثمان زهيدة بدلا من وسائل منع الحمل. وذلك للحد من ظاهرة العهر الموجودة في المجتمع و ذلك على حد تعبيره
و حزام العفة هذا لمن لا يعرفه هو عبارة آداة مصنوعة من الحديد أو الجلد على شكل طوق الهدف منه منع حدوث لقاء جنسي. يلتف كطوق حول الخصر فيغلق منطقة الحوض عند المرأة و يوجد به فتحات صغيرة لقضاء الحاجة يقفل بقفل. تم استخدامه في العصور الوسطى في أوروبا من قبل الرجال لتقييد نسائهم عند خروجهم للحد من الخيانه
و قد علل الشيخ السلفي طلبه هذا بما جاء في البحوث والدراسات التي آثبتت أن للمرأة غدة تفرز هرمون للشهوة يجعلها تشتهي أي شئ مستقيم ما يجعلها أكثر عرضة للفسق و الفجور وذلك على حسب تعبيره
متناسيا أن ذلك ضد الشريعة الإسلامية التي لطالما تغنى الشيوخ السلفيين و تيار الإسلام السياسي بتطبيقه، فكيف إذن يستمد قانونا من العصور الوسطى يمتهن فيه حق المرأة التي نصفها الله في آديانه و خاصة الدين الإسلامي التي ذكرها كما الرجل في قرأنه و كرمها و أعطاها حريتها
و هنا كان لابد من التوقف كثيرا والتمعن فيما يطرح فهل يعقل فعلا أن يتم المطالبة باستخدام حزاما لتقييد بعض آجزاء من جسد المرأة و كأن المرأة السبب في الإنحدار الأخلاقي الموجود في المجتمع. أليس الجنس رجل و امرأة فلماذا يكون عقاب المرأة التكبيل بحزام يعود للعصور للوسطى . عصور عرفت باستبدادها وقهرها للمرأة و كانت تعرف بأنها آكثر العصور مذلة للمرأة حيث كانت سلعة تباع و ترهن مقابل الأموال والعقارات و أهينت ككائن بشر. لماذا لا يكون الحزام المكبل نصيب الرجل مثلا، أليس هو من يسعى لإغوائها أولا. و الأهم هل يستطيع حزام العفة هذا أن يكون السد المنيع و الحصن الحصين من الوقوع في المحظورات في ظل التقدم التكنولوجي الذي استطاع اختراق كل حواجز الممنوع. أليس من الأفضل تكبيل جماح العقل بتنويره أم تكبيل الجسد بحزام حديدي
من جهته استهجن الدكتور هشام شريف دكتور الجنس بأن فكرة محاربة مظاهر العهر بهذا الفكر الظلامي الذي لا ينم عن إلا عن حقد للمرأة و ليس فيه أدنى احترام لأدميتها. كونها استخدمت في حقبة من العصور الوسطى التي عرفت بأنها أكثر العصور إضطهادا للمرأة و إهانة لها عندما كانت تباع في سوق النخاسة
لذا فهو يرى بأن من يطالب بذلك لابد و أن يكون مريضا نفسيا أو معقدا من النساء و غير قادر حتى على احترام ذاته البشرية لما ينطلي عليه هذا المطلب من إذلال للمرأة متناسيا أنه جاء من رحم امرأة فيقول:” كان يجب علي الشيخ الجليل أن يدعو الرجال إلى ارتداءه نظرا لكونهم من يسيقون العلاقات الجنسية مع النساء. فإذا ما ضعفت المرأة في بعض الأحيان استغل الرجل ذلك وانقض عليها كالصقر الجائع.
مطالبا هذا الشيخ الذي ينادى باستخدام ذلك الحزام المسمى بحزام العفة، بتجريبيه أولا على المقربين منه ،قبل أن يقترح ذلك على عموم النساء. و يقول :” على هؤلاء الرجال الذين نصبوا أنفسهم علماء دين علينا و أصبحوا يفتون يمينا وشمالا بما يروق لهم و حسب مزاجهم على المجتمع و خاصة النساء. أن يقرأوا القرآن الكريم جيدا و الأحاديث الشريفة و التمعن في معانيها ليروا كيف أن الله عز وجل كرم المرأة في شريعته و كيف جعل الجنة تحت قدميها. ثم يضيف:”كان عليهم أن ينشروا الوعي بإقامة حلقات تثقيفية و تربية جنسية لأفراد المجتمع مثلما كان الرسول الكريم يفعل مع رعيته
و يتساءل متهكما هل يصعب على بضع شباب استطاعوا اختراق المنظومة المعلوماتية السرية المحصنه لدول كبرى مثل أميركا واسرائيل وبريطانيا أن اختراق حزام العفة هذا و الحصول على نشوة جنسية في عصر التكنولوجيا
مضيفا انه في عالم الجنس كلما زادت الحواجز للوصول للنشوة الجنسية لدى الزجل و المرأة كلما زادوا عزما علي كسر هذه الحواجز. لذا فأكبر حزام يمكن استعماله، التواصل مع الشباب والبنات من خلال برامج و لقاءات تربوية، تثقيفية و جنسية
و يشير إلى أن المشكلة تبدأ من الأساس حيث أن الكثير من الأسر الشرقية لا تسمح لأبناءها التعرف على الثقافة الجنسية بطريقة صحيحة. كما لا يوجد برامج تربوية داخل المدارس وحتي في العيادات لتثقيف الشباب بالجنس. و إعطائهم المعلومات الصحيحة. ما يجعل الشباب يبحث عن ضالته والتعرف عليها بطريقته و كل ممنوع مرغوب
خاتما حديثه موجها نقده للأصوات المطالبة باستخدام حزام العفة كونه أمر مرفوض فهو أحد صور التخلف والرجعية و نموذج ، و للعقلية الرجعية المتحجرة التي لا يمكن استخدامها في مجتمعات متطورة فكريا و علميا ونموذج للقهر و الديكتاتورية وضد الشريعة الإسلامية
خاتما حديثه متسائلا كيف لأناس ينادون بتطبيق الشريعة ليل نهار ثم يخرجون مطالبين بتطبيق قوانين استخرجت من يهودية و مسيحية العصور الوسطى. ففي هذا الوقت لم تعد المسيحية واليهودية تطبقانه آليس في ذلك تناقض