سطرت المرأة العربية عبر نضالاتها ابان ما يطلق عليه «الربيع العربي» انجازات وربما ارهاصات في مجالات متعددة وحملت جراحها لتكون هي الضحية الاكبر اما كانت ام ابنة ام زوجة، وعضت على جراحها لتحمل مسؤولية المجتمع بأسره عبر مسؤوليتها المجتمعية الاسرية تجاه كل من حولها.
وحمل المؤتمر الاقليمي الذي نظمه مركز القدس للدراسات امس تحت عنوان «المرأة وربيع العرب « هم المرأة العربية عبر اوراق قدمت حول المرأة من مختلف الدول العربية، في قراءة واقعية لأحوال المرأة في الثورات التي عاشتها ولا تزال، وكيف استطعن ان يشاركن بالتغيير.
وقدمت النساء المشاركات من الدول العربية اوراقا وتوصيات واقتراحات وخطط عمل بالاستفادة من التجارب السابقة ورؤيا المستقبل حول الضرورات الواجب ان تتخذها الحكومات العربية تجاه المرأة وكيف تصوب مسيرتها، وكيفية استثمار ما حصل من تغييرات لصالح العدالة والتشريعات المنصفة بحق المرأة.
وأكد مدير مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي في كلمته بافتتاح المؤتمر الذي يستمر ليومين ان المرأة غابت عن المواقع القيادية الأولى في جميع الدول العربية، وظل تمثيلها في البرلمانات العربية على تواضعه، برغم الفوارق الكبيرة بين البلدان العربية،مشيرا الى ان الاحزاب السياسية العربية، تجنح نحو الذكورية، ولولا أنظمة الكوتا النسائية المعتمدة في تشريعات عدد من الدول العربية، لما كان للنساء صوت يذكر في مؤسسات الحكم المحلي والبرلمانات والحكومات العربية.
وقالت الامينة العامة لحزب الوحدة الشعبية عبله ابو علبة في ورقتها ان الاردن لم يشهد ثورة مجتمعية، كما وقع في بعض البلدان العربية، ولكنه شهد – ما اصطلح على تسميته أردنياً – حراكات شعبية – واسعة ذات طبيعة قطاعية وجغرافية،وقد تركزت مطالبها على القضايا المعيشية والاقتصادية والإصلاح السياسي ومحاربة الفساد بأشكاله،مؤكدة ان المرأة الأردنية شاركت من خلال أحزابها بصورة محدودة في الحراكات السياسية المطالبة بتعديل قانون الانتخابات وفي مواجهة السياسات الاقتصادية. واكدت الدكتوره بشرى العبيدي عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان بالعراق ضرورة تفعيل الدستور وتطبيق القوانين بصورة عادلة بما يضمن المساواة بين الجنسين في العمل وعدم جواز حكر بعض الأعمال على الرجال فقط .
ومن البحرين تحدثت زينب الدرازي عن واقع المرأة البحرينية قبل وبعد الحراك حيث اكدت في ورقتها ان المرأة استطاعت أن تنال جزءا من حقوقها بعد عودة الحياة البرلمانية وبدء عملية الانفتاح السياسي.
وقدم مدير مركز الدراسات بالاسكندرية سامح فوزي ورقة اكد خلالها أن الأحزاب والقوى الليبرالية واليسارية لم تفعل الكثير في سبيل تمكين المرأة سياسيا اضافة للخطاب الديني المتشدد، حيث تشير الخبرة إلى أن هناك من القوى السياسية من تبني خطابات تمكين المرأة، وتفعيل دورها سياسيا، بينما تتجه الممارسات على أرض الواقع الى غير ذلك.