يكاد يكون السؤال الذي يطرح علي باستمرار في كل مناسبة ثقافية أو اجتماعية أحضرها، من أين تجدين الأفكار لمقالاتك للكتابة عنها بشكل يومي؟ وهم محقون في طرح مثل هذا التساؤل، ولكن الذي أريد توضيحه أنه لولا القراءة المستمرة وفي مختلف المجالات، لما وجدت الفكرة الجديدة بين وقت وآخر.
كل من يحترف أو يتوجه نحو الكتابة والتأليف يدرك ويعلم أنه لا سبيل لتميزه في هذا المضمار الحيوي دون الرافد الحيوي أو النهر العذب الذي يرتوي منه ويقويه للاستمرار وهي القراءة وما تختزله من قوة وما تمنحه من تنوع كبير للقارئ المجتهد.
لكن أصارحكم القول، إنني وأمثالي الكثر ممن يكتبون وينزفون أفكارهم التي ابتكروها وطوروها بالكثير من الجهد الذهني والتفكير المتواصل، يحبطهم بشكل تام، أن يجدوا هذه الأفكار وقد تم اختطافها ونقلها دون أي ذكر للمصدر الرئيس لها، والبعض يأخذون الفكرة ويقومون بالبناء عليها من وجهة نظرهم، ولكنهم لا يكلفون أنفسهم الإشارة لصاحبها أو لمن سبق في الطرح، وأنا لا أتحدث عن الأفكار العامة أو المواضيع التي نلتقي فيها وتكون مشاعة في المجتمعات، ولكنني أتحدث عن مواضيع تحمل فكرة مبتكرة أو مبادرة جديدة أو دعوة لمشروع ما غير مسبوق، أو طرحك لرؤية حول قضية عامة لكن هذا الطرح متميز بشيء جديد..
عندما تجد فكرتك يتم تداولها وقد ضاع مصدرها تعتلج في داخلك الأحزان بعض الوقت، ولكنك تعود للهرولة في مضمار لا يرحم ولا يتعاطف الكثيرون معك.