يبدو أن الصديقات هن أسوأ أعداء المرأة عندما يتعلق الأمر بالرومانسية، فقد أوضحت دراسة حديثة نشرتها صحيفة Daily Mailالبريطانية، أن ثقتك في صديقتك المقربة خلال الأوقات الصعبة في علاقتك بشريك حياتك، على الأرجح ستُسبب لك الأذى أكثر من قدرتها على مساعدتك.
ألقى الباحثون اللوم على غيرة هؤلاء الصديقات غير الراضيات عن علاقاتهن، فيُسقطن مشاكل علاقاتهن على الأزواج الآخرين.
كانت النساء اللاتي حكين ما في قلوبهن إلى إحدى صديقاتهن، بدلاً من شريك حياتهن، أكثر عرضة للانفصال بنسبة الثلث.
وذكر التقرير، الذي كتبه الطبيب النفسي جاكوب جنسن من جامعة كارولينا الشرقية أن الحفاظ على العلاقات العاطفية مع مرور الوقت جزء هام من اللقاءات العاطفية الناجحة.
"لسوء الحظ، تشير نتائجنا التي توصلنا إليها إلى أن الابتعاد عن شريكك والتوجه إلى أحد الأصدقاء لن يؤدي إلا إلى تفاقم مشاكل العلاقة والإسهام في اضطراب الرومانسية.
كما يبدو أن مشاركة المشاكل العاطفية على شبكات التواصل الاجتماعي له تأثير سلبي كذلك.
وأضاف "توضح نتائجنا كيف أن الإناث البالغات يتشاركن التحديات التي تواجههن مع شركائهن وأصدقائهن مع الوقت، ومدى تأثير ذلك على العلاقة".
كما أشارت الدراسة إلى أن النساء أكثر مشاركةً للحظات الجيدة والسيئة في العلاقات الجديدة، وهن واثقات في صديقاتهن وعيوبهن.
إلا أن هذا قد يحمل بعض العيوب، إذ لا ترى الصديقات سوى الجوانب السلبية في الشريك.
ولمدة عامين، كانت النساء الـ67 اللاتي شاركن في الدراسة، وهن في العشرينات من العمر، يُسألن عن علاقاتهن العاطفية، ومشاكلهن، ومن اخترن لمناقشتها معه - شركاءهن أو صديقاتهن المقربات.
توصل الباحثون إلى أن مشاركة المشاكل مع الصديقات زادت احتمالات الانفصال بنسبة 33%، بيد أن التحدث بشأنها مع الحبيب ضاعف من فرص الاستمرار في العلاقة.
ويقول التقرير "يرتبط العمل على مشاكل العلاقة مع الشريك بقدر أكبر من الاستقرار العاطفي، بينما مشاركتها مع الصديقات تنبئ بعدم الاستقرار".
وأضاف "تشير النتائج إلى أن مناقشة صعوبات العلاقة مع شريك الحياة لها على الأرجح تأثير إيجابي على المدى البعيد والقريب".
كما يُحذر التقرير من أن تشارك كثيرات صديقاتهن عندما يواجهن مشاكل عاطفية عن طريق تبادلها معهن، هذه الاستراتيجية مفهومة، إذ أن التغلب على التحديات العاطفية يبدأ بالقدرة على مناقشتها علناً، ومع ذلك، يرتبط تجنب إجراء هذه المناقشات مع شريك الحياة بقلة التقارب والصحة العاطفية.
وذكر التقرير أن الصديقات اللاتي لديهن موقف سلبي تجاه شريك صديقتهن المقربة ربما يشعرن بالغيرة إذا واجهتهن مشاكل أيضاً، فيرغبن في مشاركة تعاستهن الخاصة.
ويقول أيضاً "قد يؤثر الأشخاص الذين يواجهون مشاكل عاطفية وينفصلون، ليس فقط عن الأصدقاء ولكن عن أصدقاء أصدقائهم كذلك، إذ ينتشر الميل إلى إنهاء العلاقات".
قد يكون الاتجاه للصديقة المقربة من أجل النصيحة، بدلاً من الشريك، إشارة مبكرة على أن العلاقة تتجه إلى نهايتها.
هل تتجه الشابات لصديقاتهن عندما تكون علاقاتهن مضطربة أو أن توجههن إلى الأصدقاء يؤدي إلى حدوث المشاكل في العلاقة؟
وُجد أن الأشخاص الذين يُبدون مهارات سيئة في حل النزاعات، يملكون كذلك صفات فردية كريهة، والتي تتمثل في تعاطف قليل وعصبية زائدة. وقد يبتعد الشريك بسهولة عن مثل هؤلاء الأشخاص عند التعامل مع المشاكل العاطفية.
وخلص التقرير، الذي نُشر في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية Journal of Social and Personal Relationships، إلى أن الصديقات يمكن أن يكون لهن تأثير كبير في الاستشارات الزوجية، إذ تشير الدراسة إلى أنه، في السراء والضراء، لا تقف شبكات التواصل الاجتماعي مكتوفة الأيدي حين يعاني الناس في علاقاتهم العاطفية.